البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الإيديولوجيا في الدين والسياسة ( تمظهرات الإشكال في التفكير الغربي )

الباحث :  غيضان السيد علي
اسم المجلة :  الاستغراب
العدد :  6
السنة :  السنة الثانية - شتاء 2017 م / 1438 هـ
تاريخ إضافة البحث :  February / 6 / 2017
عدد زيارات البحث :  4735
تحميل  ( 273.189 KB )
يهتم هذا البحث بإبراز العلاقة بين الإيديولوجيا والدين من خلال تعيين نقاط التمايز ورصد أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما. كما يُظهر كيفية توظيف الدين في فضاء الأطر الإيديولوجية من خلال الاعتناء بمناقشة العلاقة المتلازمة بين الإيديولوجيا والسياسة؛ والوقوف على أهم دوائر النشاط التي تستغل فيها السياسة الإيديولوجيا لتحقيق أهدافها؛ حيث تمدنا الإيديولوجيا بالتبريرات المختلفة للعمل السياسي.
المحرر
--------------------------------------

بدأ ظهور الإيديولوجيات في أوروبا عقب التمرد على الفلسفات الميتافيزيقية؛ حيث أصبح الاهتمام بالإنسان في وجوده الأرضي من خلال الاهتمام بأوضاعه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مقدماً على ما سواه من قضايا كونية وميتافيزيقية. فالصلة بين الفكر والواقع، بين النظرية والتطبيق هو أهم ما يميز بداية الاهتمام بالإيديولوجيا . وذلك لأن نظام المجتمع الأوروبي قد تطور إلى أنظمة اجتماعية يُمارس الناس فيها وظائف معينة فرضتها منظومة العمل الصناعي الذي ساد أوروبا في ذلك الحين، واكتسب طابعا شموليّاً، عمل على إقامة جسراً من البرامج والخطط بين الفكر والتطبيق.
كما أن الإيديولوجيا تعد وليدة النزعة الإنسانية Humanism التي سادت الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر، وهي النزعة التي ساعد على انتشارها بعض العوامل، مثل: ديمقراطية التعليم وانتشار الثقافة الجماهيرية، واستبعاد المسائل الدينية المتعلقة بالإلهيات والكونيات عن الاهتمام بعد أن كانت كذلك في العصر الوسيط[1].
مفهوم الإيديولوجيا
إذا كان مفهوم الإيديولوجيا قد طبع القرن التاسع عشر في أوروبا بطابعه، فإن من الأهمية بمكان أن نقف على حقيقة المفهوم وماهيته. مع الإقرار منذ البداية إنه لا يوجد تعريف جامع مانع أو محدد بدقة كاملة لمصطلح الإيديولوجيا، ولكن هناك مجموعة من التعريفات المختلفة. الأمر الذي دفع بعضهم إلى القول إنّ «الإيديولوجيا» هي أكثر المفاهيم مراوغة في العلوم الإنسانية برمتها.
فإذا ما حللنا المصطلح Ideology لغوياً وجدناه مركباً من مقطعين: Idea بمعنى فكرة، وOlogy بمعنى علم، ومن ثم يكون معناه اللغوى « علم دراسة الأفكار». وقد صاغ هذا المصطلح لأول مرة في أوروبا المفكر الفرنسي «دستيت دي تراسي Destutt De Tracy» 1754 - 1836، واستخدم لأول مرة علانية عام 1796، وقُصد به «مجموعة الأفكار المعبرة عن مصالح الطبقة الاجتماعية»، وكان يهدف من ورائه إلى تأسيس علم جديد « علم الأفكار» وهو منهج علمي لدراسة الأفكار المجردة وفهمها والكشف بطريقة موضوعية عن أصولها، وتكوينها وشروط مطابقتها للحقيقة حتى تتمتع بدرجة اليقين في العلوم الطبيعية مثل الرياضيات والفيزياء»[2]. كما يقوم على ممارسة تحليل الأفكار إلى عناصرها الحسية، وبالتمرين يستطيع المرء أن يكتسب خبرة التمييز بينها، وأن يعرف أيها ينهض على أساس من الواقع والتجربة، وأيها يخلو منها، ومن ثم يستغني بهذه الطريقة عن المنطق التقليدي[3]. وأعلن «دي تراسي» أن هذا العلم الجديد سوف يتمتع بالمكانة نفسها الخاصة بالعلوم الراسخة كعلم الأحياء وعلم الحيوان، بل أشار إلى أن الإيديولوجيا في النهاية ستتوج في النهاية ملكة للعلوم، بما أن جميع أشكال البحث تُؤسِّس على الأفكار، ورغم هذه التوقعات العالية لم يكن لذلك المعنى الأصلي للمصطلح سوى أثر محدود على استخدام اللاحق[4]. بل إن مفهوم الإيديولوجيا الذي اخترعه «دستيت دي تراسي « لم يرق للسلطة حينذاك؛ فلم يتوافق مع أطماع نابليون الاستعمارية والاستبدادية فانتقدها بقوة، وأشار إلى أن إيديولوجيا «دي تراسي» تغفل دراسة القوانين المعروفة للقلب الإنساني ودروس التاريخ.
كما أنه رأى أن هذا العلم يقف ضد الفكرة المثالية عن مفاهيم قبلية (سابقة على التجربة ) كما يقف ضد إمكان الحتمية التاريخية[5]. ومن ثم وصفها بأنها مجرد تجريدات وتخمين غير مسؤول، بل شبههم بمن يعيشون في برج عاجي، ويدلون بآرائهم في المسائل السياسية من غير ممارسة أو خبرة، وبديهي أن هذا المعنى يختلف عن المعنى الاصطلاحي للفظ[6].
وقد تطور هذا المعنى عند كارل ماركس Karl Marx 1846 -1970 الذي منح هذا المصطلح شهرة واسعة سواء في الأوساط السياسية أو الاجتماعية، محدداً إياه في كتابه المشهور « الإيديولوجيا الألمانية» الذي كتبه مع رفيق حياته فردريك إنجلز Engels F. 1820 -1895 بأن الأفكار السائدة في كل حقبة هي أفكار الطبقة الحاكمة، وبعبارة أخرى إن الطبقة التي تشكل القوة السائدة في المجتمع تمثل في الوقت نفسه القوة الروحية السائدة، فالأفكار السائدة ليست سوى التعبير الفكري للقوة المادية المسيطرة..إن الأفراد الذين يشكلون الطبقة السائدة واعون ويفكرون، من حيث إنهم يسيطرون كطبقة، ويحددون فترة تاريخية على امتدادها، فمن البديهي أن يسيطروا في كل الاتجاهات، وأن يسودوا، من جملة ما يسودون ككائنات مفكرة، منتجين للأفكار، وأن ينظموا انتاج أفكار عصرهم وتوزيعها، هذا، و إنّ أفكارهم هي الافكار السائدة في ذلك العصر[7].
ومن ثم ترتبط الإيديولوجيا عند ماركس بالوهم والغموض، فهي مسؤولة عن رؤية زائفة للعالم وهو ما أشار إليه إنجلز فيما بعد فيما أسماه الوعي الزائف؛ لأنها تضلل الآخرين وهي بمثابة قناع لصراع المصالح الاقتصادية. وأياً كانت المنظومة المنتصرة فهي تحدد في النهاية المعتقدات والمفاهيم السائدة والمهيمنة للمرحلة [8].
وانطلاقاً من المفهوم العام لفلسفة ماركس في أن الحياة الإنسانية المادية هي التي تحدد أفكار الإنسان وتشكلها، وأن أسس الصراع مادية موجودة في نمط الاتجاه السائد، والنظام الطبقي هو الذي ينتج صراع الطبقات. وما دامت أفكار الطبقة السائدة في المجتمع هي أيضاً الأفكار السائدة، كما أن الإيديولوجيا السائدة التي تعمل من خلال التزييف والخداع لقلب خصوصيات المجتمع من صورة زائفة إلى صورة عدل وتناسق سياسي فإن وظيفة الإيديولوجيا عند ماركس هي أن تسمي الأشياء بغير أسمائها، وأن تعطي الوقائع المادية اسما مهذبا تكفي معه أن تكون مستساغة ومفهومة ولا تثير غضب الآخرين واشمئزازهم، فالمضطهدون بحاجة نفسية إلى تمويه واقعة الاضطهاد العادي الذي يتنافى مع الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. وعلى ذلك تكون الإيديولوجيا بالنسبة لماركس هي اساساً لتبرير المصالح الاقتصادية والقوة السياسية للطبقة السائدة، وكل جهود الإنسان الروحية والفكرية تتلاشى في خدمة الامتيازات للطبقة السائدة. فالإيدييولوجيا بهذا المعنى «زيف مزدوج» و«تبرير فكري» للمصالح الاقتصادية للطبقة السائدة، وأداة تستعمل بواسطة الطبقة المهيمنة تحميها من التغيير، وهي خداع وتضليل بل وعي زائف[9]. ولذلك لم يطلق ماركس أو انجلز على نظرياتهما لفظ إيديولوجيا. وقد تغيرت وجهة نظر الماركسيين فيما بعد في النظر إلى الإيديولوجيا على أنها «وعي زائف» وإلا لما استخدموا مصطلحات مثل الإيديولوجيا الشيوعية أوالإيديولوجيا البروليتارية.
أما لويس ألتوسير Louis Althusser فقد عرَّفالإيدييولوجيا بأنها نسق له منطقه ودقته الخاصيتين، من التمثلات من صور وأساطير وأفكار وتصورات حسب الأحوال، يتمتع، داخل مجتمع ما، بوجود ودور تاريخيين[10]. ومن حيث إن الإيديولوجيا عنده نسقا من التمثلات فهي تتميز عن العلم من حيث إن وظيفتها المجتمعية، تفوق من حيث الأهمية وظيفتها النظرية (المعرفية). كما يقرر ألتوسير أن الإيديولوجيا لا تُربط مع الواقع وحسب بل مع العلم، فالإيدييولوجيا ليست معرفة خاطئة؛ لأنها قبل كل شيء ليست معرفة، ولأن وظيفتها المجتمعية تفوق أهمية وظيفتها المعرفية. فالناس لا يعكسون ظروف عيشهم الواقعية ولا عالمهم الحقيقي في التمثلات الإيديولوجية، إنهم يعكسون قبل كل شيء علاقتهم بظروف عيشهم. ولذلك يعد الإيديولوجيا هي العلاقة التي تعبر عن إرادات وآمال ومطامح أكثر مما تصف واقعا معينا. كما أن العلم ـ عنده ـ ليس ترجمة للواقع المباشر [11].

فإذا ما وصلنا إلى تعريفالإيدييولوجيا عند كارل مانهايم Karl Mannheim فسنجد أن المعنى لم يبتعد كثيراً عن المفهوم الماركسي، فهو يرى أن الإيديولوجيا هي مجموعة أفكار متميزة للطبقة المهيمنة في المجتمع، وهي منظومة فكرية تتعلق بالنظام الاجتماعي والسياسي القائم دفاعاً عنه أو تغييراً له بحيث تكون وظيفة الأفكار إيديولوجيا في الجسم السياسي. كما ميّز بين الإيديولوجيا واليوتوبيا، فالإيدييولوجيا منظومة من الأفكار والقيم والمعتقدات تسعى للحفاظ على الوضع الاجتماعي القائم، وتتصف بأنها محافظة. أما اليوتوبيا فهي منظومة من الأفكار والقيم تسعى نحو المستقبل، وتتضمن نقداً ثورياً للأوضاع القائمة [12]. ومن ثم يرى أن الإيديولوجيا هي محض تشويه أو إخفاء متعمد لحقيقة الأوضاع الاجتماعية، وهي بطبيعتها متهافتة ما دامت تبريراً لمصالح نظام قائم، كما أن أصحابها يعلنون ـ في الغالب ـ عما يبطنون، ويتسترون وراء شعارات زائفة حفاظاً على مصالحهم وأطماعهم. ففي كل الأنظمة القائمة على القهر نجد إيديولوجيا لكل منها تسوغ قيامها، وتنطلق من مصالحها الذاتية[13].
الإيديولوجيا والدين
لا شك بأن هناك صلة وثيقة بين الأديان بصفة عامة والإيديولوجيا، ولكن هل يمكن أن نعتبر الدين إيديولوجيا؟ في الوقت الذي يميز فيه ايتين B.Etienne بين الإيديولوجيا والدين، باعتبار أن للدين أبعاده الميتافيزيقية التي لا تعترف بها الإيديولوجيا إلا فيما يخدم أهدافها ومصالحها. كما أن تأثير الدين يختلف بين المجتمعات التقليدية والمجتمعات المتحضرة، وبناء عليه سيكون الدين خاصاً بالمجتمعات التقليدية المتجانسة والإيديولوجيا تسم المجتمعات العصرية القائمة على الصراع، وهو الأمر الذي يرفضه ايتين بشدة ويصفه بالعمى الثقافي أو السذاجة الذاتية[14]. في حين يري جان ويليام لابيير Jean William Lapierre أن الإيديولوجيا هي بالمعنى الدقيق ظاهرة دينية؛ حيث يقول: إن لكل إيديولوجيا دوغمائيتها ومتعصبيها ـ وهو ما يبين أن الإيديولوجيا هي بالمعني الدقيق ظاهرة دينية، وحسب الاشتقاق اللاتيني للكلمة فإن الدين هو ما يربط الناس فيما بينهم بحيث يجعلهم يتشاركون في المعتقدات الطقوس المتعلقة بما هو مقدس بالنسبة إليهم نفسها... إن الإيديولوجيات هي ديانات المحايثة فهي تعقلن المقدس وتقدس العقل، فهي بتعبير كانط ديانات في حدود العقل[15]. ومن المنظور نفسه نظر ماركس في اعتباره أن الدين نوع من السيطرة الزائفة على البيئة الطبيعية والاجتماعية التي يوجد فيها[16].
ولكن هذا يبدو خلطاً شديداً بين الدين كمصطلح متميز لا يرمي إلى السيطرة على الناس وتوجيههم إلى الحق الذي لا يحقق نفعاً إلى الحق في ذاته كما تفعل الإيديولوجيا، فالإيدييولوجيا تفسر الأشياء حسب دعواها التي لا تحقق أهدافها طبقاً لما عليها هذه الأشياء في الحقيقة. بعكس الدين الذي ينشد الحق المطلق، كما أن الإيديولوجيا ـ كما عند نيتشه ـ تعبر عن مجموع الأوهام والتعليلات والحيل التي يعاكس بها الإنسان/ الضحية قانون الحياة. وهذا ما لا يتفق مطلقاً مع مفهوم أي دين.
ولكن يمكن الحديث بين أوجه اتفاق واختلاف بين الأديان والإيديولوجيات، يمكن أن نرصدها فيما يلي:
إن الإيديولوجيا تشكل العلاقات الاجتماعية بين معتنقيها، وتؤلف بينهم، وتوجد التحاماً عضوياً بينهم؛ وإن لم تبلغ الإيديولوجيا في ذلك مبلغ الدين؛ إلا أنها تتبع في ذلك شتى الأساليب: كالتأثير في مناهج التربية والتعليم في المدارس، بسيف المعز وذهبه حيناً، كي تستبدل بالفكر القديم فكراً جديداً تحدث به تعديلات جوهرية في كيان المجتمع، وتوطد سلطانها في الرعية نفسها؛ ونجم عن ذلك أن سعى كل منهما إلى الانتشار، بالدعوة والتبشير في الدين، والدعاية والإعلان في الإيديولوجيا[17].
للدين كما للايديولوجيا مجموعة من المبادئ والقواعد والقيم والمعايير على من ينضم إليهما أن يلتزم بها ولا يخرج عليها ولا ينتقدها بل هي حقائق مقدسة؛ ففي الإيديولوجيا سعي دائب إلى اعتبار الحقائق الخصوصية ـ حقائق ومصالح الطبقة ـ حقائق عمومية مقدسة غير قابلة للنقد، كما تكون العقيدة الدينية وكل ما يتعلق بها حقائق عمومية مقدسة غير قابلة للنقد.
تواجه الإيديولوجيات ما تواجهه الأديان في مسيرتها من انشقاق مذهبي بعد وحدة دينية، ومنشأ الاختلاف في الحالتين: الاختلاف بين اخضاع الواقع للنصوص المقدسة (رأي السلفية) أو النص للواقع(رأي المؤولة)؛ ولا عجب في أن يحدث الانشقاق في المعسكر الشيوعي؛ وأن تتهم الصين الاتحاد السوفيتي بالتحريف؛ لأنها حرقت تعاليم ماركس ولينين، كما أنها أباحت الحوافز الفردية والاستثمارات الرأسمالية في سيبيريا. ولا غرو بعد هذا التشابه بين الدين والإيديولوجيا أن يقيم برتراند رسل توازيا بين المسيحية والشيوعية؛ حيث حل ماركس محل المسيح، وكتاب رأس المال محل الإيديولوجيا، وطبقة الروليتاريا محل طبقة الكهنة، والفردوس الأرضي بإقامة مجتمع لا طبقي محل الفردوس الأخروي[18].
تسعى الإيديولوجيات شأنها شأن الإيديولوجيات كافة إلى وضع تصور كلي وشامل للعالم من حيث الطابع التاريخي للمجتمع الإنساني، وكلاهما يريد تغيير العالم عن طريق معتنقيهما، فالدين يحاول أن ينشر أتباعه المبشرين به في ربوع العالم كافة كذلك الإيديولوجيات تبغي هذا الهدف نفسه بحيث تصبح وسيلة من وسائل الكفاح في سبيل بناء العلاقات الحيوية بين بني الإنسان. وهذا ما يمكن ان يتبينه القارئ من التأمل في طبيعة الاشتراكية والرأسمالية.
أما مواطن الاختلاف بين الدين والإيديولوجيا يكمن في التباين الواضح لمصدر وطبيعة كل منهما، الذي يكمن في التالي:
الدين (السماوي) مصدره إلهي متعالٍ مقدس، بينما الإيديولوجيا مصدرها بشري إنساني، ومن الممكن والجائز أن تَسْتَخدم الإيديولوجيا الدين في تحقيق أهدافها فتجري أدلجة الدين، لكن الدين ينأى عن استخدام الإيديولوجيا إلا فيما ندر. كما أن الإيديولوجيات تسعى لتحقيق أهدافها وتمارس نفوذها بواسطة الشعارات ومناشدة العادات والتقاليد عبر الرغبات والأحكام المسبقة والخرافات والأساطير وكل ما يعضد رؤيتها الخاصة اعتماداً على العاطفة أكثر من اعتمادها على العقل، وهذا يختلف إلى حد كبير في محاولات الدين لإقناع أتباعه أو جذب المزيد من المؤمنين.
من الممكن أن تعتمد الإيديولوجيات على مجموعة من الأساطير الخادعة في تحقيق هدفها في التبرير والسيطرة والهيمنة وجذب الجماهير إليها، أما الأديان في جوهرها الحقيقي وبعيداً عن أيّ تحريفات لا يمكنها أن تستعين بالخرافات والأساطير وإن كان من الممكن أن تلحق بها. ومن ثم يمكن للإيديولوجيات أن تتطور، ولكنها تقاوم التغير الراديكالي- ولكنه ممكن أن يحدث أمام التحديات القوية وظروف الأزمات الشديدة- فغالبا ما تتغير وتتطور لتتلاءم مع متطلبات الأجيال الجديدة. وهذا ما لا يحدث مع الدين وعقائده الثابتة وإن كان يمكن تجديد خطابه ولغته لا مضمونه.
لا يمكن الاستعاضة بالإيديولوجيا بدلاً من الدين، فأخطر كارثة يواجهها العالم اليوم ـ حسب توينبي- أن الجماهير الغربية قد استعاضت عن الفراغ الديني بإيديولوجيات لا تختلف عن الأديان البدائية من حيث وثنيتها أو عبادة الذات المتمثلة في تأليه الدولة أو الحاكم، وإن تسترت تحت ستار القومية أو الاشتراكية. فمن يعتبرون الأديان سرطانات مخطئون؛ لأن السرطان الحقيقي هو أن تحل الإيديولوجيات محل الأديان، ولا أمل في استقرار السلام أو السكينة في نفس الإنسان إلا بالاستناد إلى الدين[19].
الإيديولوجيا هى مقصد الحاكم أو الطبقة المسيطرة لتبرير الوضع القائم، بينما يهرع العامة إلى الدين بحثاً عن العدالة الإلهية، كما يمكن أن يكون الدين عاملاً مساعداً لقيام الثورة والتمرد على الوضع القائم، بينما الإيديولوجيا لتبرير الوضع القائم، ولذلك يسعى بعض الإيديولوجيين إلى أدلجة بعض النصوص الدينية لتفادي الثورات الدينية من الداخل، كما تم استخدام الدين في العصور الوسطى المسيحية في تبرير استبداد الحكام من خلال القول بنظرية الحق الإلهي المقدس، أو ما جرى في بعض البلاد العربية من خلال أدلجة النصوص الدينية التي تحرم الخروج على الحاكم والانصياع لأوامره.
تناهض الإيديولوجيا في الغالب- الأخلاق، حيث إنها تشويه أو إخفاء متعمد لحقيقة الأوضاع، وإنّ أصحابها يعلنون غير ما يكتمون، ويتسترون وراء شعارات زائفة حفاظاً على مصالحهم وأطماعهم. بينما تتفق الأديان ـ في معظمها ـ مع مبادئ الأخلاق ومكارمها.
وهكذا تتضح العلاقة بين الإيديولوجيا والدين، وما هي مواطن الاتفاق ومواطن الاختلاف، وإن عمل بودون R.Boudon على ايجاز ما أورده شيلز عن اختلافات الإيديولوجيات عن المعتقدات الأخرى في ثمانية معايير، فهي تعلن نفسها من خلال:
1ـ الطابع الصريح والواضح لصياغتها.
2ـ إرادتها في الالتفاف حول معتقد ايجابي أو معياري خاص.
3ـ ارادتها في التمييز بالنسبة لمنظومات معتقدية أخرى ماضية أو حالية.
4ـ انغلاقها أمام التجديد.
5ـ الطابع المتشدد لاقتناعاتها.
6ـ الطابع الاهوائي لانتشارها.
7ـ مطالبتها بالانتماء.
8ـ ارتباطها بمؤسسات مكلفة بدعم وتحقيق المعتقدات المعينة»[20].
وإن كنا نختلف مع زعم بودون في القول بانغلاق الإيديولوجيات أمام التجديد، والدليل على ذلك تلك التغيرات التي لحقت بمضمون الماركسية منذ لينين حتى غورباتشوف.
الإيديولوجيا والسياسة
ترتبط الإيديولوجيا بالسياسة ارتباطاً شديداً، حتى يمكننا القول بأن الإيديولوجيا في جوهرها مقولة سياسية، وقد ذهب «مانهايم» في كتابه «الإيديولوجيا واليوتوبيا» عام 1929م، إلى اعتبار الإيديولوجيا المفهوم الأساسي في علم السياسة وجميع المظاهر الحضارية الأخرى بهدف الكشف عن العوامل الاجتماعية التي تشكل السياسة والإنتاج الفكري. وتلجأ السياسة إلى الإيديولوجيا لتحقيق مصالحها التي لا يمكن لأي سياسة أن تستمر بدونها، حيث ترتبط وظائفالإيدييولوجيا بتحقيق المقاصد السياسية، التي اهتم الكثير من الفلاسفة والمفكرين ببيانها، لدرجة قد توحي بأن الإيديولوجية ما خُلقت إلا للسياسة، ولا يمكن لأي سياسة أن تعيش خارج نطاق الإيديولوجيا. الأمر الذي انعكس على تعريفات الإيديولوجيا نفسها. التي جعلت علماء السياسة دون غيرهم يبدون وكأنهم متفقون على تعريف أساسي على خلاف ما يذهب إليه الكثيرون غيرهم، حيث أجريت بعض الدراسات الاحصائية التي أظهرت إتفاقاً أساسياً على مكونات المصطلح الأساسية[21]. التي توضح إلى أي مدى هي لصيقة بالسياسة، من قبيل التعريفات الآتية للإيديولوجيا بأنها:
نسق عقيدي وسياسي
مجموعة من الأفكار.
أفكار الطبقة الحاكمة.
رؤية كونية لجماعة اجتماعية أو طبقة اجتماعية معينة.
أفكار سياسية تجسد أو تبين المصالح الاجتماعية أو الطبقية.
أفكار تسكن الفرد داخل سياق اجتماعي وتولد إحساسا بالانتماء الجماعي.
مجموعة من الأفكار المصرح بها رسمياً وتستخدم لإضفاء الشرعية على نظام سياسي ما.
مذهب سياسي شامل يدعي احتكار الحقيقة.
مجموعة مجردة ومنظمة بدرجة عالية من الأفكار السياسية[22].
إذن تعمل الإيديولوجيا على اخفاء الحقائق الأعمق للحياة السياسية، الأمر الذي يجعلنا نعدد الوظائف السياسية للإيديولوجيا فيما يأتي:
الإيديولوجيا لتبرير السلطة وجذب الأنصار
تمدنا الإيديولوجيا بالتبريرات المختلفة للعمل السياسي، فكما يقول «بخلر» أنا أقوم بالعمل السياسي لأنه.... فإن كل ما يمكن أن نملأ به نقاط الحذف يدخل في نقاط الوظيفة التبريرية للإيديولوجيا، ويتوجه هذا التبرير بالأساس إلى الأنصار المحتملين، لذلك يجب إعطاء حجج مقنعة للأنصار حتى يجعلهم يختارون هذا التوجه الإيديولوجي دون الآخر. كما ان الدول ما عادت تعتمد على القوة السافرة، ولكن يجب تغليف هذه القوة في إطار إيديولوجي مقبول؛ فهي تبرر الطريقة التي تنظم بها السلطة، وكيفية توزيعها واستعمالها [23].
التجميع والتعبئة
إذا كانت السياسة بطبيعتها تهتم بحفظ الأمن الخارجي وضمان التلاحم الداخلي، هذان الأمران لا يمكن ضمانهما بواسطة نشاط اجتماعي متميز، إذا لم تكن الحياة الإنسانية تتضمن تهديداً دائما بالصراع أو الفوضى، فالسياسة تهتم بالاختلاف أو بالصراع سواء بين أعداء أو بين خصوم، وحيث إن الصراع في السياسة لا يكون بشكل فردي فإن الإيديولوجيا تقوم بوظيفة خلق تعارف بين الأصدقاء وتعيين للأعداء، فتعمل على ايقاظ مشاعر بدائية جدّاً بحيث تدفع الفرد إلى الذوبان في المجموعة، وحثه على استخدام العنف ضد كل ما لا ينتمي إلى هذه المجموعة «[24]. كما تعمل الإيديولوجيا على إعادة تحريك التكوينات التي أصبحت راكدة، وهي تقوم بالتعبئة على المستوى العام، والتعبئة على مستوى النخبة من المثقفين حتى يتحقق ارتباطهم بالوضع الراهن؛ وقد تكون عملية التعبئة مخططة للسيطرة على وعي الناس؛ فما تؤديه الإيديولوجية يجاوز غالباً العمل على تماسك الجماعة بإيهام أعضائها بأن لهم أهدافاً مشتركة يسعون ـ بوعي وعقلانية ـ نحو بلوغها [25].
الاخفاء والمراوغة
ولعل هذه المهمة هي أخطر وظائفالإيدييولوجيا السياسية وأهمها؛ حيث تقوم على إخفاء المصالح الذاتية الحقيقية وإبدائها وكأنها مصالح للجميع، كما يعمل أيضا على إخفاء العواطف الحقيقية تجاه الآخر حفاظا على المصلحة والفائدة المرجوة. ومن ثم يجري تبرير اضطهاد الآخر وقتله في حالات الحرب، والانتقام من المخالفين على أنهم ضد الدولة وضد مصلحة المواطن.
كما أن الفاعل السياسي قد يجد نفسه أمام عدة اختيارات وليس هناك أي حل عقلاني يمكنه من الاختيار بشكل حاسم، لذلك يتطلب الأمر معلومة إضافية غير عقلانية إذا لم يرد المرء أن يقف مكتوف اليدين. ومن ثم تساعده الإيديولوجيا على تعيين قيمة أو عدة قيم على اساسها يقوم تنظيم معين للمجتمع. وتزداد أهمية هذه الوظيفة حين تتضاعف الاختيارات وتمس قطاعات جديدة من الحياة الاجتماعية[26].
الإيديولوجيا آليه أساسية لإدارة الصراع وتحقيق الهوية
إن الإيديولوجيا على المستوى «الشخصي» تساعد الأفراد على مواجهة الصراع الداخلي، وبالنظر إلى الآخرين تعطي تفسيراً للأوجه المختلفة لحياة الأفراد. وعلى المستوى» العام» للمجتمع تلطفالإيدييولوجيا بعض الصراعات من خلال خلق حاجات عامة بين الأعضاء؛ فتقدم بذلك وسيلة عامة للتعبير عن الحاجات المختلفة إن الإيديولوجيا تلعب دوراً هاماً في الصراع من أجل السيطرة على فكر الشعوب، ومما عمّق هذا الدور الثورة المذهلة في وسائل الاتصال، فساهم في تحديد دور الإنسان ولا سيّما في المجتمعات الصناعية أو الاستهلاكية. كما أنّها تسعى إلى تحقيق الذات القومية من خلال التماسك والوحدة داخل الدولة، ذلك أن الاشتراك العام في مجموعة من الأفكار يؤدي إلى دمج الأفراد في جماعة أو حزب أو حركة، وجميع الإيديولوجيات تؤدي وظيفة هامة هي أن تخلق ارتباطاً وجدانياً بين الأفراد؛ أي إنها تؤدي وظيفة التوحيد والدمج وتنمي الشعور بالولاء والانتماء وتأكيد الهوية؛ فهي عادة تعمل على ربط المتشابهين في العقلية من الناس معاً وهم المؤيدون لقضية ما، والمعادون لها، فالشيوعيون والمحافظون ـ مثلاً ـ كل منهم يمكنهم التعبير عن عواطفهم من خلال إيديولوجيا خاصة به [27].
خاتمة
وهكذا تبدو الإيديولوجية نظرة براجماتية إلى الوقائع المحيطة، تبتعد بقدر كبير عن الحقائق الموضوعية؛ فالنظرة الإيديولوجية تنظر إلى الأشياء وتؤول الوقائع بكيفية تظهرها دائما مطابقة لما يعتقد صاحبها أنها الحق، ومن ثم فإنّ هناك تعارضاً واضحاً بين الفكر الإيديولوجي والفكر الموضوعي الذي يعتمد على الحقائق في ذاتها؛ إذ أن الإيديولوجيا دائما منحازة. ولذلك يقول عبدالله العروي:«إن العصر الذي يعبد العلوم الطبيعية يرى الفكر الإيديولوجي بامتعاض كبير، إذ يعتقد أن الارتباط بمعتقدات مسبقة غير مبنية على تجربة شخصية علامة من علامات المراهقة الفكرية»[28].
ومن ثم تختلفالإيدييولوجيا عن الدين، ولكنها من الممكن أن تستخدمه لتحقيق مصالحها وأهدافها، وأحيانا يكون الفضاء الأسمى الذي يمكن أن تحقق الإيديولوجيا من خلاله أهدافها على أفضل نحو ممكن.
وتُستَغل الإيديولوجيا في الفضاء السياسي العام بشكل يجعل السياسة بلا إيديولوجيا ضربا من العبث، لا تستطيع أن تحقق شيئاً من أهدافها، فالإيدييولوجيا تعمل على كشف الواقع لنا وحجبه عن الخصم؛ كما أنّها تُستخدم لتبرير السلطة وجذب الأنصار، وكآلية لتبرير النظام التوزيعي للمجتمع، وآلية أساسية لإدارة الصراع، والتجميع والتعبئة وآلية لتحقيق الهوية والتعبير عنها.
وبناء على هذا الفهم الإيديولوجي قامت الإيديولوجيات السياسية الشهيرة في الغرب؛ كالليبرالية (الانجليزية والفرنسية والألمانية والأميركية) والاشتراكية والشيوعية والقومية والدينية. ولذلك كان من الطبيعي قبل نهاية القرن العشرين أن تظهر ثورة ما بعد الحداثة التي ثارت على السرديات الكبرى Meta-narrative التي قدمتها الإيديولوجيات كالماركسية والفاشستية والصهيونية التي ساهمت في خداع البشرية من أجل السيطرة والهيمنة من خلال الأطماع الامبريالية والاستعمارية الكبرى. في حين ذهب «فوكوياما» أن تاريخ الأفكار قد انتهى وكذلك شأن الجدل الإيديولوجي، فوفقاً له أن هناك اتفاقا بادٍ في كل أرجاء العالم حول الرغبة في الديمقراطية الليبرالية على هيئة اقتصاد السوق الرأسمالي والنظام السياسي التنافسي المفتوح. لكن سرعان ما ظهر ما يكذب إدعاء فوكوياما في «نهاية الإيديولوجيات»، حيث طغت على السطح قوى إيديولوجيات جديدة مختلفة تماما كإيديولوجيات الإسلام السياسي والأصوليات الدينية. الأمر الذي يؤكد أن الإيديولوجيا ستبقى ما بقي الإنسان على وجه هذه البسيطة.

----------------------------------------
[1]*- مدرس الفلسفة الحديثة بكلية الآداب جامعة بني سويف، جمهورية مصر العربية.
- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه « عصر الإيديولوجيا »، ضمن كتاب: أحمد محمود صبحي- صفاء عبدالسلام جعفر، في فلسفة الحضارة (اليونانية- الإسلامية- الغربية)، الأسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1999، ص 194.
[2]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه « عصر الإيديولوجيا »، ص 195.
[3]- عبد المنعم الحفني، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، القاهرة، مكتبة مدبولي، الطبعة الثالثة، 2000، ص 136.
[4]- أندروهيود، مدخل إلى الإيديولوجيات السياسية، ترجمة محمد صفار، القاهرة، المركز القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2012، ص15.
[5]- يفيد هوكس، الإيديولوجيا، ترجمة إبراهيم فتحي، القاهرة، المركز القومي للترجمة، المجلس الأعلى للثقافة، 2000، ص 46.
[6]- صفاء عبد السلام، القرن التاسع عشر بوصفه « عصر الإيديولوجيا »،ص 195، وأنظر أيضا: مالك عبيد أبوشهيوه وآخرون، الإيديولوجيا والسياسة ـ دراسات في الإيديولوجيا السياسية المعاصرة، ج1، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، 1991، ص 19-20. وايضا: أحمد محمود صبحي، الإيديولوجيا بين الفلسفة والدين، مجلة اليرموك، مجلة ثقافية فصلية، جامعة الأردن، العدد 13، 1985، ص 52.
[7]- كارل ماركس ـ فريدريك انجلز، الإيديولوجيا الألمانية، ترجمة فؤاد أيوب، دمشق، دار دمشق، 1976، ص56. (بتصرف).
[8]- سيدني هو ك، التراث الغامض- ماركس والماركسيون، ترجمة سيد كامل زهران، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (سلسلة الألف كتاب « الثاني» ) العدد 28، 1986، ص 53.
[9]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 196-198.
[10]- لويس ألتوسير، ما هي الإيديولوجيا، ضمن ملفالإيدييولوجيا، ترجمة محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبدالعالي، دفاتر فلسفية، العدد (8 )، المغرب، دار توبقال للنشر، 2015، ص8.
[11]- عبدالسلام بنعبد العالي، العلم والإيديولوجيا عند ألتوسير، القاهرة، مجلة أوراق فلسفية، العدد32، 2012، ص 34.
[12]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 201.
[13]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 202.
[14]- ايتين، بين الدين والإيديولوجيا، ضمن ملفالإيدييولوجيا، ترجمة محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبدالعالي، دفاتر فلسفية، العدد 8، المغرب، دار توبقال للنشر، 2015، ص 25.
[15]- لابيير، الإيديولوجيا والدين، ضمن ملفالإيدييولوجيا، ترجمة محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبدالعالي، دفاتر فلسفية، العدد 8، المغرب، دار توبقال للنشر، 2015، ص26-27.
[16]-George A. Huaco، On Ideology، Sage Publications، Ltd. Acta Sociologica، Vol. 14، No. 4 (1971)، p. 247.
[17]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 204.
[18]- المرجع السابق، ص 205.
[19]- المرجع السابق، ص 205.
[20]- بودون، ثمانية معايير منظمة للمنظومات الإيديولوجيا، ضمن ملفالإيدييولوجيا، ترجمة محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبدالعالي، دفاتر فلسفية، العدد 8، المغرب، دار توبقال للنشر، 2015، ص19.
[21]- Kathleen Knight، Transformations of the Concept of Ideology in the Twentieth Century، The American Political Science Review، Vol. 100، No. 4، Thematic Issue on the Evolution of Political Science، in Recognition of the Centennial of the Review (Nov.، 2006)،p. 619.
[22]-اندروهيود، مدخل إلى الإيديولوجيا السياسية، ص 14-15.
[23]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 210.
[24]- بخلر، وظائفالإيدييولوجيا، ضمن ملفالإيدييولوجيا، ترجمة محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبدالعالي، دفاتر فلسفية، العدد 8، المغرب، دار توبقال للنشر، 2015، ص52.
[25]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 211.
[26]- بخلر، وظائفالإيدييولوجيا، ص54.
[27]- صفاء عبدالسلام، القرن التاسع عشر بوصفه عصر الإيديولوجيا، ص 210-211.
[28]- عبدالله العروي، مفهوم الإيديولوجيا، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، الطبعة الخامسة، 1993، ص 10.