البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مراجعة كتاب: فلسفة اللغة

الباحث :  إدارة التحرير
اسم المجلة :  الاستغراب
العدد :  36
السنة :  خريف 2024م / 1446هـ
تاريخ إضافة البحث :  February / 13 / 2025
عدد زيارات البحث :  108
تحميل  ( 298.716 KB )
معلومات النشر:
اسم الكتاب: فلسفة اللغة
المؤلف: إريك غريلو
ترجمة: عفيف عثمان
الناشر: دار المعارف الحكمية
مكان النشر: بيروت
سنة النشر: 2018
عدد الصفحات: 149

الفصل الأول: ما هي فلسفة اللغة؟
بالمعنى الواسع للكلمة فإن فلسفة اللغة تشير إلى كل فلسفة تعرضت إلى مسألة اللغة وتناولتها بشكّل مفصّل، وتاريخ الفلسفة منذ أفلاطون إلى يومنا الحالي لا يخلو من تعرض حثيث لموضوع اللغة والمسائل المرتبطة بها، وإذا أردنا أن نرصد المقاربات التي من خلالها تناولت شتى الفلسفات اللغة، فإن بالإمكان جعلها ضمن ثلاثة مقاربات بحسب الكاتب:

المقاربة الخارجية والتي تعني العمل على اللغة في علاقاتها مع أمور أخرى مثل العلاقة بين الفكر واللغة والعلاقة بين اللغة والمجتمع، وقد تناول أمثال ديكارت وروسو اللغة من هذه الحيثية.
المقاربة الداخلية التي تتناول تحليل طبيعة اللغة وآليات اشتغالها.
المقاربة المشتركة أي التي تشترك فيها المقاربة الداخلية والخارجية كما نجد عند أرسطو.
أما بحسب المفهوم الضيق، فإن فلسفة اللغة تشير إلى تيار فلسفي خاص نشأ في العالم الإنجلوسكسوني فجر القرن العشرين فيما يطلق عليه «الانعطاف اللغوي»، حيث تمت مقاربة اللغة بطريقة جديدة غير معهودة من قبل بهذا الوضوح.
هذا النوع من المقاربة الجديدة انطلق من راديكالية الآباء المؤسسين لهذا التيار، وهم فريجه وراسل وكارناب، حيث اندفعوا من قطيعة مع الميتافيزيقا من جهة أشد جذرية من نقاد الميتافيزيقا الذين سبقوهم، حيث سعى هؤلاء لتأسيس ما يسمى «الخواء في المعنى» بالنسبة للقضايا الميتافيزيقية، بمعنى أن القضايا والمسائل التي تبحثها الفلسفة الإلهية ليست سوى ملفوظات لا معنى لها، أي لم ينقدوا مبادئ وأفكار وفرضيات الميتافيزيقا، بل أخرجوها من حدود التفاهم المعرفي.

وبتعبير آخر، إن فلسفة اللغة التي انبثقت في القرن العشرين لم توجه سهام نقدها لمادة الأفكار الميتافيزيقية بل إلى لغتها، واعتبرت أن اللغة لا تتضمن أي مادة معرفية قابلة للفهم ومن ثم النقد.
وكان المطلوب لتحقيق هذا الأمر امتلاك أدوات لمحاكمة الملفوظات والحكم على بعضها أنها خالية من المعنى والدلالة، فاستعان هؤلاء الفلاسفة بأسس الرياضيات مثل نظرية الأسوار ونظرية الدلالة الأصلية ونظرية الأنماط وغيرها، والتي لم يشرحها الكاتب ولو بشكل إجمالي.
كل هذه الأحداث تجعل من انبعاث التفكير الفلسفي حول اللغة جديدًا وغير مسبوق، مما يعتبره الكاتب أحد الانقلابات الفلسفية التي حصلت في التاريخ، بعد انقلابات متعددة ابتداء من سيادة الفلسفة المدرسية الأرسطية وتبعية اللاهوت لها، ثم الانقلاب الديكارتي الذي أخرج السيادة الأرسطية واللاهوتية عن الحياة الفلسفية، وصولًا لانقلاب كانط ومقولاته التي أسسها للفكر والمعرفة.
والشيء الجديد الذي حدث في فجر القرن العشرين، أنه تم وضع نظرية التمثيل موضع السؤال والنقد، أي كون الألفاظ والدلالات تدل على معان ومعارف عقلية وذهنية، وصار البحث عن حقيقة الدلالة وكيف تدل العلامات على الأشياء، مستعينين بالمنطق الرياضي لحل هذه المسألة.

الفصل الثاني: في مصادر المنعطف اللغوي
يذكر الكاتب أن الأسباب الموضوعية التي أدت إلى نشوء فلسفة اللغة بصيغتها الحالية في القرن العشرين ثلاثة أمور:
طرح سؤال اللغة والدلالة بنحو جذري
طرح عبارات حسب متطلبات جديدة
حشد مفكرين من شتى الآفاق لحل مشكلة اللغة
وقد نشأت فلسفات اللغة في ظل تنامي النقد الحاد تجاه الأنظمة الفلسفية الميتافيزيقية، حيث صار يعتبرها بعضهم أنها جدال فارغ المعنى، فانبثق السؤال عن المعنى والدلالة، وقد وجد بعض الأشخاص ينادون بالإبقاء على البحث الميتافيزيقي لكن مع تنقيته من قضايا الحدس، بل تحكيمه بأدوات منطقية، وأيضًا من التوجه الوضعي للميتافيزيقا المؤلف من المنطق والملاحظة والتجربة مقابل التوجه التأملي.
ولكن مع ذلك فإن الكاتب يشير إلى أن هذا التيار الساعي إلى إصلاح الميتافيزيقا يواجه انقلابًا أيضًا، أولًا بتأثير الطابع الرياضي المتزايد الذي تخلى بسبب المنطق عن الملفوظات والدلالات اللغوية، مضافًا إلى تحرير المنطق من علم النفس ودمجه بالعلوم الرياضية.
وفي الإجابة عن سؤال: ماذا تعني الإشارة بالعلامات؟ يذكر الكاتب أن «بيرس» أسس لما يسمى « برادايم سيميوطيقي» بمعنى أن سؤال الدلالة لا يصح طرحه إلا في سياق نظرية عامة للعلامات، ولتحقيق هكذا مشروع لا بد من تحقيق أمور:

التعميم، أي الانتقال من البحث عن اللغات إلى مطلق العلامات لكي يعم بحث الدلالة كل الأنساق الرمزية.
الجذرية، فحتى يتجاوز بيرس إشكالية أن العلامات أعم من العلامات الطبيعية وتلك الاصطلاحية التي تدل على مدلولاتها بحسب الاتفاق، فإنه دعا إلى بناء نظام يعم هاتين الدلالتين من خلال ثلاثية الأساس والمظهر والتعبير.
وفي وقت لاحق حصلت بعض الإشكالات وما سمي بأزمة الأسس التي هزت الثقة الممنوحة للرياضيات، مما أدى إلى مواجهة الرياضيين والمناطقة مشاكل مع اللغة الرمزية المنطقية، وهذا ما أسس لنهضة الفلسفة المعاصرة للغة، وهذا أمر نشهده في أعمال فتغنشتين المتأخرة، حيث يجد الكاتب أن المناطقة والرياضيين صاروا حساسين تجاه سؤال المعنى، وخاصة بعد ظهور أزمة الأسس والمتناقضات في اللغة الرمزية.

بعد ذلك بقيت خطوة أساسية لا بد من سلوكها حتى يتحقق لفلسفة اللغة كيانها العلمي الخاص، وهي التأكيد على أمرين:
أن العلامات غير مهمة بذاتها إلا بما تحمله من أفكار.
أن البحث عن علامات بحث كلي.
وفي هذه الأثناء، أي أثناء ولادة فلسفة اللغة ككيان مستقل يشير الكاتب إلى أن هناك تيارين فلسفيين أساسيين كانا في طور النشوء في الساحة البحثية الفلسفية: تيار الظاهراتية وتيار الفلسفة التحليلية، على يد كل من هوسرل وفريجه.
فأما بالنسبة للظاهراتية التي أسسها هوسرل الذي اهتم بالرياضيات، أكّد على ضرورة متابعة الوعي القصدي في مقام استخدام الرياضيات، ويكون بهذا الأمر قد توجه إلى فلسفة الوعي الترانسندنتالي بدلًا من فلسفة اللغة.
أما بالنسبة للفلسفة التحليلية التي كان رائدها فريجه، والذي أبدى الريبة من علم النفس، فقد ابتعد عن إدخال عناصر الذاتية في الفكر، وبالتالي ركّز على قضايا المنطق التي تعتبر واحدة، رغم التعبيرات المتغيرة حولها.
ومن هنا يقول الكاتب أن هوسرل يفترض الوصف الدقيق لأفعال الذات العارفة، ولا يلتزم فريجه بأكثر من بناء لغة مثالية، ومن هنا تبدو فلسفة اللغة المعاصرة الوريثة المباشرة لمشروع فريجه.

الفصل الثالث: زمن الاصلاحات
كانت اهتمامات فريجه بفلسفة العلوم وخصوصًا العلوم المنطقية-الرياضية، هي التي دفعت نحو الحديث عن اللغة المثالية مقابل اللغة العادية، هذه اللغة المثالية التي تسعى لأن تكون محْكمة لتضمن الصدق دون أي دخالة لعناصر غريبة، ولأجل تحصيل هكذا لغة لا بد من إبعاد الإبهام الدلالي والتعبيري فيها، وهذا الإبهام مصدره أمران:
الإبهام المرتبط بالدفق المعجمي: فاللغة العادية تتميز بالغنى في المعاجم والتعبيرات، وهذه الميزة وإن كانت تعبّر عن الغنى، ولكنها تحمل مشكلة القدرة على إبهام المعاني أيضًا.
الإبهام المرتبط بمرونة التتابع: والمراد منه التسامح في اللغات العادية، حيث تبقى الكثير من الأمور مضمرة في الكلام، مما يزيد الإبهام، وهو ما يدفع نحو تحديد لغة مثالية لا تتسامح في المضمرات.

ولأجل تفادي هذه المشاكل في اللغة العادية أسس فريجه اللغة التصويرية كنموذج للغة المثالية، وهذه اللغة معتمدة على الرموز الرياضية التي قال إنها تضمن الدقة في التعبير عن الأفكار، ولذا قال إن اللغة الرمزية الصورية أقرب ما تجعل التعبير معادلات رياضية، وأسمى هذه المحاولة بالإيديوغرافيا.

في هذه المحاولة تجاوز فريجه تنظيم أرسطو المنطقي من خلال تركيزه على المنطق الرمزي واستبعاد المقولات والمفاهيم الأرسطية.
ثم إن فريجه عند بحثه عن أحكام قانون الهوية (أ = أ) ذكر أن التساوي (=) يدل على نمو المعرفة لا على قانون الهوية فقط، فالمعرفة تتنامى في تحقيق المساواة بين أمرين لا يمثل أحدهما عين الآخر كما في (أ =ب)، ولكن ماذا تحمل المساواة من معنى؟
يحلل فريجه هذا الأمر بأن المساواة لكي تتحقق بين (أ) و ( ب) لا بد أن تكون ( ب) عين (أ) لكن بأخذ حيثية في ( أ) هي التي نسميها (ب) وإلا فحقيقة المساواة لا تدل إلا على التساوي بين شيء ونفسه، ولكن لنا أن نأخذ حيثية للشيء نفسه ونسميها (ب)، وبالتالي فإن الدلالة الذاتية متطابقة في الحالتين، والطابع الإخباري قد أعطي باختلاف معاني التعبيرات المستخدمة.

الفصل الرابع: الورثة المباشرون: رسل وفتغنشتين
في مشروع راسل، نجد أنه وضع في كلامه عن اللغة المثالية قواعد المنطق ركيزة أساسية للعلم والفلسفة، حيث تحاول الفلسفة عمومًا اقتراح افتراض مفهومي لتفسير العالم، وبالتالي للخروج من التأملية المحضة في الفلسفة لا بد من حل المشكلات الفلسفية عبر الرجوع إلى التحليل المنطقي الذي يبرهن بأن كثيرًا من مواقف الفلسفة التقليدية أتت نتيجة مباشرة للقواعد السيئة للغة، ولإصلاح هذا الأمر لجأ إلى «مبدأ أوكام» القائل بأنه لا ينبغي التكثير فيما لا ضرورة فيه، ومثال ذلك ما قام به في تحليله للتعبيرات التي تارة يكون موضوعها اسم العلم، وأخرى الصفات، وحيث إن اسم العلم لا يشير إلى صفات حقيقية للموضوع، يجب أن يستبعد من التحليل المنطقي.
وهنا بدأ الكلام عن نظريته في الذرية المنطقية، حيث ذكر أن الملفوظات تنتهي إلى وحدات يشير كل واحد منها إلى واقعية من الواقعيات الخارجية، فالقضايا هي رموز لوقائع، فكما أن العالم مركّب فالقضايا أيضًا مركبة شريطة أن تكون لغتها لغة مثالية
وعندئذ يمكن القول إن اللغة المثالية لها خصائص:
كل كلمة في القضية تتناسب مع مكون واحد في الواقعة المقابلة، إلا العبارات المنطقية ( أو- و- لإذا..) حيث الوظيفة مختلفة.
لغة كهذه هي لغة تحليلية.
ولغة رمزية محضة تابعة لمبادئ الرياضيات.
الوريث الثاني لفريجه هو فتغنشتين، خاصة في كتابه « الرسالة»، حيث تقدم خطوة على راسل، فحيث كان راسل يسعى لإصلاح الميتافيزيقا ووضع قوانين مثالية في لغتها، إلا أن فتغنشتين اهتم بأنه لا معنى للغة غير تلك التي تشتغل بالعلوم الطبيعية وما سواها هي لغة خالية من المعنى، فالكلام الميتافيزيقي يخرق حدود اللغة ويدخل في متاهة اللامعنى.

الفصل الخامس: لحظة كواين
يحتل كواين موقعًا مهمًا في فلسفة اللغة المعاصرة، وذلك في سياق الفلسفة التحليلية التي أرادت لنفسها أن تبدّد الغموض الذي تورثه اللغة في فهم الواقع، ومع كواين أصبح الجهد متوجهًا نحو نزع الأسطرة التي تبدأ من الدلالة.
والخطوة التي سلكها لإخراج الدلالة عن الأسطرة هي ربط الملفوظات بالسلوكيات، فكل دلالة لها تأثير على السلوكيات، فيتعيّن علينا أن نأخذ الرد السلوكي عند سماع أي لفظ أو دال لجعله هو المعنى الكامن في الدال، وكأن المسألة أن يأتي شخص يجهل لغة أشخاص معينين ويحاول استكشاف المعاني من خلال سلوكياتهم عند سماع الألفاظ، فبدلًا من الحديث عن معادل بين العبارات نتحدث عن تماثل سلوكي، هذا الأمر امتد إلى الحقل المفهومي المنطقي والفلسفي.
ولكن بطبيعة الحال إن الكشف عن المعطى السلوكي للملفوظات يصطدم بعقبة أساسية هي تعدد التحليلات، بمعنى أن سلوكًا واحدًا يعدّ استجابة لسماع لفظ يحتمل عدة تفسيرات واحتمالات.
وفي المحصلة يستبعد كواين التفسير المفهومي للدلالة، ويضع بعض الضوابط لضمان التطابق بين القضية كأمر ذهني وبين ما وراء القضية في الواقع الخارجي، إلا أن مبادئه تعرضت للنقد، ولكن لا يخفى أن كواين حاول من خلال التعامل الصارم مع الدلالة واللغة تحقيق أهداف متعددة، منها تبسيط النظريات العلمية، حيث يتم استبعاد كل التعبيرات المزخرفة وغير الواضحة في سبيل وضوح الدلالة، أضف إلى ذلك أن كواين اعتبر أنّ اللغة الواضحة والبسيطة ستؤدي إلى بناء أنطولوجيا أكثر واقعية وأقرب لمعرفة الموجودات.

الفصل السادس: مقاومة وانشقاق
بعد راديكالية كواين في التعامل مع الدلالات ظهرت الكثير من الانتقادات الابستمولوجية والأنطولوجية اللازمة لما يتبّناه كواين والطريقة الجذرية في التعامل مع اللغات والدلالات.
ومن الانتقادات المتوجهة أن كواين جعل « الاقتصاد الدلالي» ركنًا أساسيًا، بحيث إن الأفضل اعتماد دلالات تكون أكثر اقتصادًا في الفرضيات الأنطولوجية، عندما نواجه دلالتين إحداهما محملة أكثر من الأخرى بالافتراضات المسبقة الأنطولوجية، والحال أن الواقع لا يكون هكذا دائمًا.
ومن الانتقادات الأخرى أنه عند الحديث عن القضايا القصدية التي تجعل فيها الحالات الذهنية من قبيل الاعتقاد والرغبة والقصد، فإن كواين يرجعها جميعًا إلى حالات عصبية.
وفي الخلاصة إن التقليص من دائرة الموجودات أنطولوجيًا بسبب ما ذكره كواين أدى إلى فقدان الكثير من القدرات التحليلية التي يوفرها البعد الميتافيزيقي، وهذا المسار للحدّة اللغوية بدأ من فريجه إلى كواين في القول بأنه لا يمكن تجنب أفخاخ اللغة إلا بفرض نظام مستوحى من اللغات الصورية الرياضية.

وهذا يرد عليه الكثير من الانتقادات:
إن اللغات الصورية اصطناعية جرى تصويرها لبلوغ هدف محدد، غير أن اللغات الطبيعية لا تملك الوضوح نفسه بالضرورة.
اللغة الصورية هي لغات نحوية وإمكاناتها التعبيرية مقيدة بقواعد تحدّها، بيد أن اللغات الطبيعية لا تترك نفسها تنقاد إلى هكذا صيغة من الاشتغال.
هذا الأمر من الانتقادات جر فتغنشتين إلی تعديل ونقد أفكاره السابقة التي كتبها في كتاب «الرسالة المنطقية الفلسفية»، والتي اعتمد فيها نموذج اللغة المثالية مقابل اللغة العادية، وقد وصّف النقص في التحليل اللغوي القائم على اللغة المثالية الصورية ضمن بيانه لثلاثة أخطاء:

أن اللغة في طبيعتها وصفية
أنها تشتغل مثل مدونة مصطلحات
وأن الدلالة بمثابة بطاقة واسِم تضعها الكلمة على الشيء. بمعنى أن كل كلمة تكون بإزاء حقيقة خارجية.
ومن ثم يستمر فتغنشتين ليؤكد أن الفلسفة لا شأن لها بصناعة النظريات وابتكارها، بل إن وظيفتها وصفية فقط، بحيث توضح اشتغال اللغة عبر رصد وتحليل استعمالات اللغة، وبالفعل انتقل الاهتمام في فلسفة اللغة إلى اشتغالها الفعلي في الاستخدام اليومي.

الفصل السابع: عودة اللغة العادية
يعتبر النقد الذي توجّه إلى فلسفة اللغة من فريجه إلى كواين نقدًا مهمًا يمكن اعتبار أنه حقق انعطافًا في فلسفة اللغة من فرضية اللغة المثالية الخاضعة لإبستمولوجيا القابلية للتحقيق إلى البارادايم الاتصالي الذي سيفرض نفسه علی فلاسفة اللغة العادية، والذي بدأ بشكل قوي مع فتغنشتين.
ففي كتاب التحقيقات الفلسفية الذي كتبه فتغنشتين لم ينقد فقط أفكاره السابقة، بل نقد تيارًا فلسفيًا كاملًا كان قبله، فتم توجيه النقد إلى اللغة المثالية المحاكية للواقع عن طريق البنية الحسابية الصورية لها واعتبارها بإزاء الإخبار عن الواقع، بل اعتبر فتغنشتين أنه بدل الكلام عن لغة نهائية صامدة أمام أي تغيير والذي هو وهم من أوهام الميتافيزيقا بأحد الوجوه، لا بد من اعتبار أن اللغة كامنة في الاستعمال، وبالتالي لا بد من احترام اللغات العادية بتنوعها دون اللجوء إلى لغة واحدة مثالية.
ومن الأمور المحورية التي طرحها أيضًا في كتاب التحقيقات قضية ألعاب اللغة، فإن فهم عبارةٍ ما يعني فهم ما تدل عليه في استخداماتها الفعلية؛ أي معرفة كيف تنتظم في مواردها المختلفة، فلا يمكننا فصل الدلالة عن الشروط الفعلية للاستخدام، ومن أجل ذلك لا بد من ملاحظة السلوكيات والممارسات إلى جانب الدلالة اللغوية، وهنا نشأت فكرة العاب اللغة، أي السياقات والشحنات المختلفة المحتفّة بأي كلمة أو دلالة لغوية.
مختلف استخدامات العبارة أو الألعاب المختلفة التي تسمح بها تقيم نوعًا من الصلة وتنظّم نفسها في شبكة يشكّل وصفها قواعد العبارة. ومن هنا فإن قضايا قواعد اللغة تثبت إذًا في لغة محددة وفي آن دلالات التعابير ومظهر العالم التي تسمح هذه اللغة ببنائه أو وصفه.
وبعبارة واحدة إن التحول الذي حصل انطلاقًا من كتاب التحقيقات، وفي قسم كبير تحت تأثيره، هو حصول تغيير في برادايم فلسفة اللغة، علامة هذا التغيير الحلول التدريجي لوجهة النظر الذرائعية التداولية للاستخدام بدَل وجهة النظر النحوية للبنية، وهذا التغيير يمكن ذكره ضمن نقاط:

الاعتراف بالبعد الفعلاني للدلالة، فإن التكلّم هو قبل كل شيء سلوك ما مرتبط بجملة من الممارسات المنطمة.
إيضاح أهمية السياقات ومواقف استخدام اللغة في تحديد المعنى.
إظهار بنية الفعل التواصلي، أي كون الدلالة نشاطًا داخليًا- فعليًا.
وهذا التغيّر في مفهوم اللغة والدلالة، أثّر حكمًا على النظر إلى المنطق، وكذلك على الأنطولوجيا ورؤية العالم.

الفصل الثامن: أوستين: كلمات من أجل الفعل
بعد بروز أهمية المعنى في الاستخدام، توجّه بعض الباحثين لدراسة السلوك والفعل بشكل أكثر استقلالًا وحيوية، وبرز جون أوستين في هذا المجال بشكل واضح.
أول خطوة قام بها أوستين هو التمييز بين القضايا الخبرية والقضايا الإنشائية، حيث جعل الفارق الأساسي بينهما أن القضايا الخبرية يجري عليها معيار الصدق والكذب، بخلاف القضايا الإنشائية التي تمثّل وظيفة فعلية لا إخبارية، فقول الشخص «أنا أعتذر إليك» لا يقابل بالصدق أو بالكذب، بل القول نفسه هو فعل اعتذاري.
ومقابل الصدق والكذب الخاصَّين بالقضايا الخبرية، طرح أوستين ثنائية النجاح والإخفاق فيما يخص القضايا الإنشائية، فقضية «افتتحت الجلسة» إذا صدرت من مديرها سيكون لها أثر فعلي، وأما لو صدرت من شخص آخر غير معني، فلن يكون لها أي تأثير فعلي.
ولكن لا يخفى أن جون أوستين بقي مترددًا في الفارق العميق والأساسي بين الخبر والإنشاء، أي المعيار الدقيق الذي يتم على أساسه التفريق بينهما، وهذا الأمر أدى إلى ظهور نظرية أفعال الكلام عنده، أو الفعل بواسطة اللغة، بحيث يكون القول والفعل وجهان لأمر واحد، ولا يقصد من أفعال الكلام الإقناع عبر الكلام أو توجيه السلوك عبر الكلام؛ إذ في هذه الحالة إن الكلام غير الفعل، ولكن في نظرية أفعال الكلام يريد أوستين الإضاءة على فعل لغوي.
وبحسب الكاتب فإن البناء الأوستيني يبدو وكأنه محاولة لمنهجة الأفكار المتقدمة لفتغنشتين حول اللغة العادية وألعاب اللغة، فبعد أن أدخل فتغنشتين عنصر الفعل والاستخدام في صياغة الدلالة، طوّر أوستين هذا الأمر لاحقًا لينتج ما يسمى أفعال الكلام.

وصنّف أوستين الملفوظات إلى أصناف:
ملفوظات الأحكام، أي الملفوظ الذي يُقصد به إعلان عن حكم كالقضاء مثلًا.
ملفوظات الممارسة، والتي تعبّر عن ممارسة السلطة أو القانون.
ملفوظات الوعود، والتي يتعاقد المتكلم من خلالها ويرتبط.
ملفوظات السلوكيات، التي تُظهِر احترامًا أو تبنٍّ لبعض المواقف أو السلوكات الاجتماعية.
ملفوظات التفسير، والتي تستعمل في المحاججة.

الفصل التاسع: نظرية أفعال اللغة
حفظ سيرل عمل أوستين لجهة أن كل ملفوظ، حتى ولو كان خبريًا، يمكن له في السياق أن يرتدي قيمة فعلية. فالتكلم بالتأكيد شكل من السلوك، ولكن السلوك لا يصبح حاملًا للدلالة إلا في ظل بضعة شروط، وهذا المشروع هو الذي اهتم به سيرل في كتابه أفعال اللغة.
بحسب سيرل فإن التكلم في المقام الأول هو سلوك قصدي، أي محمّل بالمعنى، وتحكمه مضافًا إلى قواعد النحو قواعد التداول الاجتماعي، والتي تحدد بالتالي ظروف توليد الملفوظات.
وبتعبير الكاتب يتداخل عنصران في فعل اللغة: العنصر القضوي والعنصر الفعلي، والذي يسميه سيرل القوة داخل القول، هذه القوة داخل القول تجعل الملفوظات تختلف باختلاف سياقاتها وأفعالها، كفعل التوكيد وفعل الأمر والاستفهام وغير ذلك، ومن هنا نشأت قوانين لتصنيف أفعال اللغة أيضًا، وهي ما يطلق عليه مكونات القوة الستة، وهي الهدف الغرضي أو الغرض داخل القول، والعلاقة بين الكلمات والعالم، والافتراضات المسبقة عند أي قول، والصراحة أو التطابق بين الكلام والمراد الجدي منه، وغير ذلك.
وأخيرًا تميزت بحوث سيرل وفيندرفيكين من حيث إنها أعادت للمنطق حيويته في أبحاث فلسفة اللغة، لأنه وبعد فاصل زمني من المقاربات الوصفية للغات الطبيعية، وقع تجديد في التحليل المنطقي، فما أن وضع نقد التيار الإصلاحي اللغة العادية في مقدم المشهد حتى انبرى المناطقة لإدراك طبيعتها واشتغالها بأدوات منطقية، وبات جليًا أن العلاقات المنطقية التي تعمل في استخدام وفهمهما اللغة ليست من طبيعة قضوية فحسب، إنما تتعلق أيضًا بالقوى والأفعال في القول، وظروف توليد العبارة في سياق بعض الملفوظات، بحيث تتيح إنجاز فعل في القول.

الفصل العاشر: أبعد من أفعال اللغة
في داخل فلسفة اللغة المعاصرة باتت نظرية أفعال اللغة تشغل مكانًةً رئيسيةً، وخاصة ما قدمه كل من سيرل وفندرفيكين وغيرهما ممن جاء بعدهما، واقتربت هذه النظريات والمجالات المعرفية في فلسفة اللغة المعاصرة من مجال فلسفة الذهن كثيرًا.
ومن الأفكار التي تم تطويرها أنه في سياق التبادل اللغوي يكتسب ظرف توليد ملفوظ ما قيمة الفعل في القول، ولا بد من التوصل إلى النظر إلى فعل اللغة في علاقاته المنظمة مع ما يسبقه وما يليه في داخل تعاقب الخطاب. وطوّر فان ديك مفهوم تداولية الخطاب، مبيّنًا البُنيات الماكروية الكبرى : الدلالية والتداولية في آن معًا.
ومن الأمور التي تم تطويرها «الأفعال غير المباشرة للكلام»، حيث يظهر هذا الصنف أن القيمة الداخلية في القول في أثناء توليد الملفوظ لا تسمح إلا نادرًا بالاستنباط من مكونات القوة الداخلة في القول وحدها، ولكنه يتطلّب أن يُميّز بحسب سياقات الاستخدام الفعلية.
وبسبب تعلّقهم بوجهة نظرهم حول القصدية والكلام الذاتي، بقي سيرل وفندرفيكين في حدود فهم ضيق للتواصل اللغوي المأخوذ على أنه مجرد نقل لمعنى منتج دائمًا ومن جانب واحد من طرف متكلم، بيد أن هذا المفهوم لا يعالج العلاقة الخطابية المتبادلة، وهنا برز فرنسيس جاك لإقامة البعد الخطابي المتبادل لكلام المتحاورين في فلسفة اللغة، ولذا عمد إلى التحرر من المفاهيم المقيدة بمنظار المخاطَب.

نقد وتحليل
بالنظر إلى ما سبق من تلخيص لمطالب هذا الكتب، نجد أن هناك جملة من الملاحظات التي لا بد من النظر إليها، بعضها يرجع إلى نفس تنظيم الأفكار وكتابها، وبعضها يرجع إلى الأفكار نفسها.
بالنسبة إلى الكتاب من حيث تنظيم أفكاره وترتيبها، لا شك أنه في نفسه وعلى صغر حجمه مكثّف العبارات، بحيث يمكن أن نقول إنه وضع أهم الأفكار، ولكن بعبارات مضغوطة وكثيفة، يصعب على القارئ أن يحيط بها بمجرد المطالعة أو القراءة لمرة واحدة، إذ يشتمل على سير تاريخي لأهم التيارات والأفكار التي تناولت فلسفة اللغة، ولذا قد تكون هذه القضية متعبة للقارئ.
ومضافًا إلى هذه النقطة، فإن بعض المصطلحات والأفكار التي تحتاج لتفصيل وشرح وبيان، مرّ عليها مرورًا إجماليًا دون شرح وتفصيل، وهذا ما قد يشكّل عقبة في فهم المراد.
بغض النظر عن الإشكال السابق، فإن هناك بعض الأفكار المطروحة تحتاج لإعادة نظر ونقد تفصيلي، منها قضية الخواء في المعنى بالنسبة للقضايا الميتافيزيقية التي كانت أشبه بشعلة انطلاق لبعض تيارات فلسفة اللغة، وذلك لأنهم اعتبروا أن التركيبات اللغوية الميتافيزيقية ليست عبارة عن تركيبات تحكي عن أمور لا دليل عليها أو هناك دليل على نقيضها فقط، بل إن بعض فلاسفة اللغة اعتبروا أن العبارات الميتافيزيقية خالية من المعنى، وهذه المسألة ترجع إلى قضايا إبستمولوجية وأخرى لغوية.

فما هو الخواء من المعنى؟ أو بتعبير أدق ما هو المعنى الذي على أساسه نحكم على قضية أنها خالية عنه أو لا؟
لا بد قبل البحث عن هذه النقطة من تقسيم طبقات الواقع إلى ثلاثة طبقات:
طبقة الواقعية الخارجية الوجودية، أو الواقعية الأنطولوجية
طبقة الواقعية الذهنية العلمية، أو الواقعية المعرفية
طبقة الواقعية اللفظية اللغوية، أو الواقعية الألسنية.
في الواقعية الأنطولوجية، كل شيء ثابت بحسب وجوده، فالشجر موجود والحجر موجود، وكل شيء بغض النظر عن وجودِ ذهنٍ يعلمه له تحقّقه وواقعيته الخاصة، وأما في الواقعية المعرفية فالذهن يتوسّل بالقواعد المنطقية والمعرفية التي ثبت أنها تحكي الواقع للذهن، لكي يكتشف ما هو موجود وما ليس بموجود، وهذا الطريق عند الفيلسوف إما أن يكون مفتوحًا أو لا، فإن لم يكن طريق معرفة الواقع مفتوحًا، فهذه سفسطة وإغلاق أي قدرة على التواصل العلمي المعرفي وينسدّ معها أي باب للعلم والتعلّم، وأما القائل بوجود هكذا طريق كالبرهان على ما يتبناه حكماء الإسلام ومناطقته، فيكون تطبيق قواعد البرهان طريقًا موصلًا لمعرفة الواقع.
وقد تحدث المناطقة بشكل كبير في كتاب البرهان من المنطق حول هذه القضية ونقّحوها، وبيّنوا السبيل والطريق الذي به ينفتح طريق العلم والمعرفة، ولسنا بصدد تفصيلها بطبيعة الحال.

وصولًا إلى الواقعية الثالثة، الواقعية اللسانية التي هي في الحقيقة ظهور الواقعية الذهنية على سطح اللغة والتواصل التداولي، هنا تأتي قضية تعيّن المعنى من اللفظ.
في الحقيقة إن الفلسفة في العالم الإسلامي لم تُعنَ بالدقة بحل هذه المسألة من الناحية اللسانية بشكل كامل، إلا من خلال بعض المساهمات الطفيفة، كما نجده مثلًا في كتاب الشفاء لابن سينا، حيث استفاد من قضية تعيّن المعنى للرد على المذهب الشكوكي، فيذكر كلامًا مهمًا جدًا، خلاصته أن الشخص إذا تكلم بلفظ فإما أن يفهم من اللفظ شيئًا أو لا يفهم شيئًا، فإن لم يفهم شيئًا فقد أغلق الباب أمام أي طريق للتفاهم ولم يكن مجال للمعرفة التداولية، وأما إن قال إنه يفهم، فيعود السؤال أنه هل يفهم معنى خاصًا أو معاني معدودة، أو يفهم كل المعاني من هذا اللفظ، ومن ثم يبطل الاحتمال الأخير بطريق عقلي ليثبت تعيّن المعنى[1].

مضافًا إلى الفلسفة فإننا نجد أن قضية تعيّن المعنى أخذت منحى جديًا في علم الأصول، حيث بحث الاُصوليون قضية تعيّن المعنى أو ترجيحه أو إجماله، وذلك لأن فهم النص الديني يتوقف بشكل كبير على قضية فهم المعنى الخاص من الألفاظ، وإلا لما كان هناك معنى لقضية الاستنباط والتفسير.
إذا كان الأمر كذلك، نأتي إلى القضايا الميتافيزيقية، فبعض فلاسفة اللغة اعتبروا أنها خاوية من المعنى، والحق أن هذه المسألة متهافتة داخليًا لاشتمالها على عناصر غير مادية للفهم، فما هو معنى «المعنى» مثلًا، إن المعنى في نفسه مسألة عقلية كلية غير مادية، فإن كان القائل بخواء المعاني الميتافيزيقية يقصد المعاني غير الحسية التجريبية، فنفس قوله يستبطن معنى كليًا غير حسي وهو لفظ « المعنى»، وأما إذا كان يقصد من الميتافيزيقا مسائل ماوراء الطبيعة، فهذا اشتباه في اللفظ؛ إذ المقصود من الميتافيزيقا المباحث الوجودية غير المتعينة بتعين مادي أو غير مادي، ولو أغضضنا النظر عن هذه الفكرة، فإن الميتافيزيقا تدور مدار الإثبات الكلي للمعاني، ولا معنى للقول بالخواء؛ إذ إثبات مسائل من قبيل الخالق أو الحياة ما بعد الطبيعة ليست بأقل يقينية من إثبات أي قضية كلية من قبيل القضايا الرياضية والهندسية.
ومن الأفكار المطروحة والتي تم التعامل معها على أنها من الفتوحات العلمية لقضية اللغة وفلسفتها قضية أفعال الكلام، وفي الحقيقة إن هذه القضية بأركانها الكثيرة تم بحثها في علوم البلاغة والأصول في التراث الإسلامي، حتى يكاد يتعجب الإنسان من كون بعض الأفكار التي يتم بحثها الآن في الفكر الغربي هي أفكار يتم تداولها منذ قرون في الفكر الأصولي والبلاغي، مثل قضية الخبر والإنشاء، وحقيقة الأوامر والنواهي وغير ذلك.

وأيضًا من القضايا التي نذكرها مسألة المعنى في الاستعمال والألعاب اللغوية في فكر فتغنشتين المتأخر، فهي صحيحة من جهة دخول السياق في تحديد المراد من المعنى، ولكن لم يفرق فتغنشتين في كتبه بين ما يسميه الأصوليون المعنى الاستعمالي والوضعي للكلمات والمراد الجدي لها، فقد يكون لمتكلم مراد جدي وحقيقي يريده وراء كلماته، وهذا المراد لا شك في دخول السياقات ومناسبات الكلام في تعيينه وتحديده، ولكن لا يكون هذا الأمر خارج الإطار المعجمي واللغوي الخاص، لأن الجماعة اللغوية إنما تستعمل الألفاظ مع مراعاة حكمة الاستعمال في إيصال المعاني المرادة، والعنصر الأهم في تحديد مرادات المتكلمين هو رجوعهم إلى أصل ثابت في المعنى الكامن في الألفاظ، وبالتالي فإن للسياقات التداولية والاجتماعية وغيرها تأثير في تعيين المراد الجدي والحقيقي للمتكلم دون ان يلغي هذا الأمر قضية الوضع الثابت للألفاظ.

---------------------------------------
[1]. ابن سینا، حسین بن عبد الله، الإلهیات من کتاب الشفاء (تحقیق علامه حسن‌زاده آملی)، صفحه: 66، دفتر تبليغات اسلامی حوزه علميه قم. مرکز انتشارات، قم - ایران، 1376 ه.ش.