البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

إريك فروم، الشاهد الأخلاقي على اغتراب الغرب

الباحث :  أحمد الفقيه
اسم المجلة :  الاستغراب
العدد :  1
السنة :  السنة الاولى - خريف 2015 م / 1436 هـ
تاريخ إضافة البحث :  September / 20 / 2015
عدد زيارات البحث :  4312
تحميل  ( 174.583 KB )
إريك فروم
الشاهد الأخلاقي على اغتراب الغرب

أحمد الفقيه
[1]

قد يكون اريك فروم من بين القلة من مفكري ما بعد الحداثة، الذين وظفوا اختصاصاتهم العلمية في نقد الحضارة الغربية المعاصرة. فهو لم يحصر التحليل النفسي الذي برع فيه،في المجال العيادي العلاجي، كما في التدريس الجامعي، بل جعله ركيزة في عملية تشخيص أزمات المجتمع الحديث وبالتحديد واقع الانسان في هذا المجتمع. كذلك فعل الشيء حين نفسه نَقَدَ تطورات الحداثة في الغرب من منطلق كونه فيلسوفاً أخلاقيّاً وعالم اجتماع. فلو أخذنا قضية الاغتراب التي تعامل معها فروم كمفتاح مفهومي لبناء مشروعه الفكري حول أزمات الانسان الحديث، لتبين لنا كيف أن هذه القضية تشكل محور هذا المشروع.
في المقالة التالية للباحث د. أحمد الفقيه مطالعات في المشروع الفكري عند إريك فروم وعرض لأهم مفاصل هذا المشروع مركزاً على مقولة «الاغتراب» كمقولة مركزية في استراتيجيته المعرفية.
«المحرر»

بين إريك فروم عيوب العصر الحديث في معظم أعماله. وفي هذا المجال نستطيع بداية أن نجمل أبرزها في ما يلي: «الهروب من الحرية»، «اللغة المنسية»، «المجتمع العاقل»، «تشريح نزوع الإنسان الى التدمير» الى سواها من الأعمال التي تعكس اهتمامه الكبير بظاهرة الاغتراب التي احكمت سيطرتها على الانسان في المجتمع الرأسمالي الصناعي. فقد رأى ان كل اشكال الاكتئاب والتبعية والعبادة الوثنية بما فيها اشكال (المتعصِّب) هي ليست فقط تعبيراً مباشراً عن الاغتراب او تعويضات له،بل إنَّ من نتائج الاغتراب أيضاً، العجز عن أن يعرف الإنسان هُويّته!. ولأن الإنسان المغترِب أسقَطَ وظائف الإحساس والتفكير العائدة له على موضوعٍ خارج ذاته، فإنه لا يعرف أي إحساس بذاته ولا يعرف هويّة. ولهذا النقص في معرفة الهويّة نتائج كثيرة. لعل أهمها وأعمّها هي أنه حيل دون كمال الشخصيَّة الإنسانية. فالإنسان ليس متّفقاً مع ذاته ويفقد إمّا القدرة على إرادة شيء ما، أو انه افتَقَرَ إلى صحة هذه الإرادة. وبالمعنى الأوسع يستطيع المرء أن يرى كل عصابٍ نتيجةً للإغتراب الذي يعصف بالمجتمع الذي يعيشه.
تبعاً لهذا النسق الرؤيوي يمكن ملاحظة التكامل المنهجي بين التحليل النفسي الاجتماعي والتحليل التاريخي.
وعلى هذا الأساس حين يرى المرء الاغتراب ظاهرة مَرَضيَّة (باتولوجيّة) وجب عليه - حسب فروم- ألاَّ ينسى أنَّ هيجل وماركس وَجَدا فيه ظاهرة ضروريَّة هي جزء لا يتجزَّأ من التطور الإنساني. ينطبق هذا الأمر على اغتراب العقل والحب على السواء، ذلك لأن اغتراب الفكر يشبه اغتراب القلب. وكثيراً ما يظنّ أحدهم أنه أنعم التفكير في شيءٍ ما، وأن رأيه هذا نتيجة تفكيره النشيط، على أنه عَهِدَ في الحقيقة بقدرته على التفكير إلى أوثان الرأي العام والصحافة والحكومة أو إلى قائدٍ سياسي. فهو يعتقد أنّ هؤلاء عَبَّروا عن أفكاره هو، على حين يتبنّى هو في الحقيقة أفكارهم وينظر إليها على أنها أفكاره هو شخصيّاً، اختارهم ليكونوا موضع محبّته وعبادته وآلهة للحكمة والمعرفة. ولهذا السبب بالذات هو أيضاً تابعٌ لهذه الأوثان وعاجز عن أن يكفّ عن عبادتهم. فهو عبدهم لأنه تَخَلَّى عن قدرته على التفكير.

نقد التشيؤ
لا يتوقف مسار التحليل لدى فروم على هذا الحد، بل يتجاوز الى أبعد من ذلك، ليوضح أن الأثر الذي يتركه الاغتراب على الانسان يتجاوز الجانب الفكري لديه ليطال وجدانه ومشاعره والأمل بحاضره ومستقبله.وهذا ما يسميه فروم بـ «اغتراب الأمل». وهو الحال الذي يتحوَّل فيه المستقبل إلى معبود. ان هذا التأليه للتاريخ يتجلَّى بصورة أساسية في آراء روبسبير الذي أخذ عنه فروم قوله: [أيّتها الأجيال اللاحقة، يا أمل الإنسان اللطيف الرقيق، لستم بغرباء عنّا؛ فلأجلكم نُقاوم ونُجالِد ضربات الظلم والطغيان؛ سعادتكم وهناءتكم ثمن قتالنا المُمِضّ، وكثيراً ما تثبطنا عوائق محيطة بنا فتكون بحاجة إلى هذا العزاء؛ وإليكم نوكل مهمة إتمام عملنا، وفي أيديكم نضع مصير كل الأجيال التي لم تُولَد بعد... سارعي، أيتها الأجيال اللاحقة، واتركي ساعة المساواة والحرية والسعادة تبدأ] [3].
هذا القول المأثور لـ «روبسبيير» له وقعه الخاص في منهج إريك فروم. ولذلك يمكن ان نفهم لماذا صعّد فروم من نقده للحركة الماركسية وبخاصة عندما أشار الى الصياغة المشوهة التي مارسها الشيوعيون لفلسفة ماركس في التاريخ. فقد كانوا يعبرون عن موقفهم هذا بالقول:إن كل شيءٍ يتّفق مع النزعة التاريخيَّة هو ضروري، وعلى هذا فهو حسن، والعكس بالعكس. وطبقاً لهذا المفهوم، ليس الإنسان هو من يصنع التاريخ، بل التاريخ هو الذي يصنع الإنسان. ليس الإنسان هو الذي يأمل ويطمئن إلى المستقبل، بل إنّ المستقبل يَحكم عليه ويقرر ما إذا كان آمن الإيمان الصحيح. ولقد جَهَرَ ماركس بمفهوم تاريخي يُعارض المُغتَرِب المُستَشهَد به للتو. وها هو يكتب في عمله الفلسفي الشهير(الأسرة المقدّسة): [إنّ التاريخ لا يفعل أي شيء ولا يملك أية ثروة هائلة ولا أي قتال! بل إن الإنسان، الإنسان الحقيقي الحي، هو الذي يفعل هذا كلّه ويملك ويُناضِل. وليس التاريخ بالذي يتّخذ الإنسان وسيلةً ليُنجِزَ أغراضه، لكنما هو شخص فريد، إنه ليس إلاَّ عمل الإنسان الذي يتوخَّى مصالحه ويرمي إلى أغراضه] [4].
في هذا المضمار بالذات يحاول إريك فروم ان يستنقذ اطروحة ماركس حول اغتراب الانسان من الورطة التي وضعها فيها أتباعه. فقد انبرى الى القيام بمهمة تأويلية لنظرية ماركس الأخلاقية حول غربة الانسان. إلا أنه سيذهب الى مدى أبعد في التأويل لإنجاز مثل هذه المهمة، حيث أجرى نوعاً من الإسقاطات التي تعتمل في داخله لتبرير موافقة ماركس في نظريته حول الغربة الانسانية. والتي هي على الأغلب– كما يقول الباحثون - ذات بعد صوفي أكثر مما تنطوي على أطروحات أخلاقية تقليدية.
إلا أن صيغة هذا التأويل جاءت بطريقة بدا معها الموضوع اﻷﺳﺎﺳﻲ لجميع ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻓﺮوم منطلقاً أساساً من الأنسنة. ومؤدى هذا التوجه ﻫﻮ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﻌﺰﻟﺔ ﻷﻧﻪ اﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮ. وﻛﺘﺒﻪ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻮﻧﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ وﻫﻲ: «اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ الحرية١٩٤١» و«اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻨﻔﺴﻪ ١٩٤٧» و«المجتمع العاقل 1955»، ﺗﺪور ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻮل ﻫﺬا الموضوع. على سبيل المثال: اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻔﺴﻲ، اﻟﻌﺼﺎب، ﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﻓﺮوم ﻫﺮوب ﻣﻦ الحرية وإﻟﻘﺎء اﻹﻧـﺴـﺎن ﺗـﺒـﻌـﺔ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻏـﻴـﺮه، كالحاكم المستبد مثلاً. ربما لهذا السبب لم يقبل فروم ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻔـﺮوﻳـﺪي ﻟـﻠـﻌـﺼـﺎب ﺑﻮﺻﻔﻪ مرضاً ناتجاً ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع بين اﻟﻐﺮاﺋﺰ واﻷﻧﺎ، أي ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت الواقع، وإنما هو ينشأ عن صراع من نوع آخر: أي الخضوع اللامتناهي للسلطة. وهو ينسب أسباب هذه الأعراض العصابية الى عوامل ثقافية واجتماعية، أي الى سوءات النظام الرأسمالي.
محور الانشغالات الفكرية عند فروم يتركز على فهم النفس الإنسانية. فهو يرى انه لابد من أن ينبني هذا الفهم على تحليل حاجات الإنسان النابعة من ظروف وجوده، وهذه الحاجات خمسة كما نلاحظها في كتاباته، وهي: الحاجة إلى الإنتماء، الحاجة إلى التعالى والتجاوز، الحاجة إلى الارتباط بالجذور، الحاجة إلى الهوية، والحاجة إلى إطار توجيهي، وهذه الحاجات انسانية وموضوعية، فهي لا توجد لدى الحيوان، ولم يخلقها المجتمع وإنما أصبحت جزءاً من طبيعة الانسان خلال التطور والارتقاء.
ما هي إذا علاقة المجتمع بوجود الانسان..؟ في معرض الجواب عن هذا السؤال يعتقد فروم ان الصور النوعية التي تُعرِّف بها هذه الحاجات عن نفسها، والطرائق الفعلية التي يحقق بها الانسان امكاناته الداخلية تحددها الترتيبات الاجتماعية التي يعيش في ظلها. ويقدم في هذا المجال أمثلة عديدة من أنواع الطباع التي تنمو في مجتمع رأسمالي، وعندما يفرض المجتمع على الإنسان مطالب تنافي طبيعته فإنه في هذه الحال يقيده، ويجعله غريباً عن موقفه الانساني، وينكر عليه تحقيق الشروط الأساسية لوجوده [5].
وتطبيقاً لهذه الرؤية يرى فروم ان النظامين الرأسمالي والشيوعي يحاولان جعل الانسان آلة وعبداً مأجوراً مجرداً من الهوى، وكثيراً ما ينجح في دفعه الى الجنون والى الأفعال المعادية للمجتمع او المدمرة للذات، ولا يتردد فروم في وصم مجتمع بأسره بالمرض عندما يخفق في إشباع الحاجات الأساسية للإنسان.

الإنسان وأثر التحول الاجتماعي
يتناول فروم قضايا التغير الاجتماعي وتأثيرها في شخصية الانسان ويعتبرها قضية محورية في تحليله. فعندما يتغير في المجتمع أي جانب هم، كما حدث عندما تحول الإقطاع الى الرأسمالية، او عندما حل نظام المصانع محل الحرفية الفردية، فإن مثل هذا التغير يحتمل ان يؤدي الى اضطراب في الطبائع الاجتماعية للناس، ولا يصبح التكوين القديم للطباع مناسباً للمجتمع الجديد، مما يزيد من شعور الانسان بالاغتراب واليأس، وفي أثناء هذه الفترات الانتقالية يصبح الفرد ضحية لجميع أنواع المزاعم والادعاءات التي تهيئ له ملاذاً ميال الشعور بالوحدة.
هنا يقرر فروم ان الغرب اليوم يمر بمثل هذه المرحلة الانتقالية. وهذا هو سر نشوء ورواج العديد من «الايديولوجيات» المخدرة، والتخبط الذي نراه يسود كافة ارجاء العالم، وهو ينِّبه الى أن هناك مخرجاً سعيداً من مثل هذا المأزق. أي مجتمعاً جديداً يعيد للإنسان «إنسانيته»، وهو المجتمع الذي يرتبط فيه الانسان بالانسان برباط المحبة، وتمتد فيه جذور الاخوة والوحدة، ويتيح للإنسان التعامل مع الطبيعة بالخلق لا بالتدمير، ويكتسب فيه كل فرد شعوراً بذاته على أنها ذات قيمة وفعالية، وليس عن طريق الخضوع والامتثال.ان المجتمع الذي يدعو اليه فروم هو مجتمع يحكمه نظام للتوجيه الروحي لا يحتاج الانسان فيه الى تحريف الواقع وعبادة الأصنام.
ان جوهر الشخصية الإنسانية في الأطروحة الأخلاقية الفرومية، هو الميل الى وضع الطبيعة الانسانية موضوع التحقيق والتنفيذ، وهو في هذا سيكون أكثر وضوحاً من اولبورت Alport. ومن اصحاب النزعة الانسانية روجرز Rogers وماسلو Maslow، فالسمة الأساسية للطبيعة الانسانية هي مقدرتها على معرفة ذاتها ومعرفة ما ليس منها، أو ما هو مختلف عنها، وما أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة حتى ينعزل عن الطبيعة وبقية الكائنات، وهذا الانعزال او الانفصال إذا نظرنا إليه من ناحيته الايجابية هو الحرية بعينها. اما من ناحيته السلبية فإنه يعني الاغتراب.
منذ زمن بعيد رأى فروم أن السبل تضيق بالانسانية، وأن أشكال المجتمعات الحالية تدفع بالانسان الى الاختلال والاضطراب، ولا بد من بناء مجتمع جديد، ومن خطوة جريئة الى الامام تخرجنا من المرحلة شبه الانسانية الحالية، والتي لم يصبح فيها الانسان بعد، كامل الانسانية. وبالطبع لا يعني هذا نهاية العالم، او بلوغ الكمال، او الوصول الى الانسجام الكامل الذي تتلاشى فيه المشكلات وأسباب الصراع، فالإنسان بطبيعة وجوده لا بد من ان يحاط بالمتناقضات التي يتحتم عليه حلها دون ان يصل فيها الى نهاية، والمرحلة الانسانية القادمة هي التي يواجه فيها الانسان الاسباب الحقيقية والواقعية للصراع الانساني والتي عليه ان يكون فيها مغامراً، شجاعاً، بعيد الخيال، قادراً على الألم والمتعة.. إنها بداية جديدة للإنسان [6].
وهكذا يمضي إريك فروم ليبين للبشرية أسس «المدينة الفاضلة»، وطرائق بنائها وطبيعة سكانها، ولكل هذا أسسه وقواعده الموجودة في المجتمع الحالي، والامر لا يستلزم في رأيه الا اتحاد الإرادات، فلا بد من حركة مستهلكين تشكل تعبيرا وتجسيداً لنوع من الديمقراطية الحقة الأصيلة.
وهكذا يدعو فروم الى علم جديد للإنسان. فلا مستقبل لنا إلا إذا وعت أنبه العقول البشرية أبعاد الأزمة الراهنة، وعبأت طاقاتها، وكرست جهودها المشتركة من أجل هذا العلم الانساني الجديد، وعلى هذا العلم ان يجد حلولاً لمشاكل أساسية كبرى مثل:
-استمرار النمط الصناعي ولكن دون المركزية الشاملة
-الجمع بين التخطيط العام ودرجة عالية من اللامركزية
– نبذ فكرة السوق الحرة والتخلي عن هدف التنمية غير المحدودة، والأخذ بفكرة التنمية المختارة او الانتقائية
– خلق شروط عمل ومناخ روحي عام يجعل الرضا المعنوي والنفسي أساسا للحوافز الفعالة وليست المكاسب والأرباح المادية
– السير قدماً في تشجيع التقدم العلمي والحيلولة في الوقت نفسه دون تحول تطبيقاته العملية الى خطر على الجنس البشري
– خلق الظروف التي يمارس الناس في ظلها نعمة الحياة الطيبة الصالحة لا إشباع الحد الأقصى لدوافعهم الشهوانية
– توفير متطلّبات الأمن والأمان الأساسية لأفراده دون تحويلهم الى اتباع أذلاء لبيروقراطية تكفل لهم العيش [7].

المرتكزات الفلسفية لأطروحات فروم
لم يبرز إريك فروم كظاهرة فكرية مفارقة لحضارة ما بعد الحداثة، إلا من خلال استيعابه وبالتالي نقده الجذري لمنجزات هذه الحضارة. لقد راجع فروم الفكر التنويري وكان على اتصال بأبرز ممثليه. ففي ميدان بحثه الجاد عن الأسباب الموضوعية لنشوء ظاهرة الاغتراب في الحضارة الغربية الحديثة قرأ فروم بعمق فلسفة روسو مشيراً الى نوعين من الاغتراب، أو الى شكلين من الحالة النفسية تلك:
الشكل الاول من الاغتراب يعتبره روسو ايجابيّاً بل ضروريّاً للعقد الاجتماعي الذي هو بصدده، حيث يسلم الفرد ذاته الى المجتمع بغية تأسيس ذات اجتماعية وكيان اجتماعي اكبر يدير الامور ضمن نظام مجتمعي متفق عليه لغرض لمّ شمل الافراد وتسيير الامور الاجتماعية والسياسية و......الخ.
اما الشكل الثاني من الاغتراب الذي يراه روسو سلبيّاً فيكون حيث تسلب الحضارة الذات الفردية وتجعلها تابعاً للآخرين [8].
عند التدقيق في الشكلين المغتربين لروسو نلاحظ بأن التناقض في التشخيص عنده واضح للعيان. من جهة يرى بأن الذات الايجابية تأتي من خلال التسليم بوجودها للمجتمع بحثاً عن النظام والأمان. ومن جهة ثانية يتهم الحضارة كنظام مؤسسي وبعد مادي للثقافة بالتسبب في استلاب الذات. والتساؤل المشروع هنا هو التالي: ايهما المسؤول لديه عن الغربة الذاتية يا ترى؟ المجتمع ام الحضارة؟.
ان الاستلاب الذي يخل بالذات من أثر الحضارة يشعرنا بطبيعانية نهج روسو وازدرائه الحياة المدينية. ومن اجل تجنب الأثر الصادم على الذات الانسانية ومكننتها ينصحنا بالعودة الى حضن الطبيعة والعيش فيها عيشة عفوية. بعد هذا نعود أيضاً لنتساءل: الا نرى هنا ان روسو هو المغترب الأكثر وضوحا للعيان؟ إنه يمجد الذوبان داخل الجماعة مرة ويدعو للعودة الى الطبيعة مرة اخرى؟.
لقد تناول فروم الجانب التصنيفي لروسو حول مفهوم الاغتراب،إلا أنه لم يناقشه حول صحة وخطإ الحالة الذاتية. مع ذلك فهو لم يكتفِ بمرجعية صاحب العقد الاجتماعي، بل انصرف الى الإفادة من عدد من المرجعيات الفلسفية لكي يبني نظامه الفكري. من أجل ذلك تعدَّدت مصادر إريك فروم التي ستشكل مرتكزات عمله الخاص والمفارق في ما بعد. وفي هذا النطاق لم يكن فكر الفيلسوف والاديب الألماني فريدريك شيلر غائباً عن فروم، اكد فريدريك شيلر على الانسان المغترب ورأى أن الانسان وقع تحت تأثير الثورة الصناعية وتشرذمت ذاته بفعلها.وهذا هو التخبط الواضح في الذات التي باتت مغتربة ومنفصلة عن نفسها.
اما هيغل فقد كان في الجانب المتعلق بفلسفة التاريخ الملهم لفكر فروم وخاصة حول الاغتراب الانساني. الاغتراب لدى هيغل هو حقيقة انطولوجية تجد نفسها في (وجود الانسان في العالم)، هل هو وجود نشط أم سلبي؟ هل تعي الذات نفسها أم لا؟ الوجود النشط عند هيغل هو الوجود بالعمل بمعنى تحديد فعالية الذات الانسانية من خلال العمل والنشاط الواعي. والوجود الفاعل عند هيغل يجد نفسه من خلال الاتحاد بين الوجود والماهية. بمعنى أن الماهية التي هي العقل النشط لم تكن غائبة عن الوجود الانساني وأيّ حالة افتراق أو انشطار بين الطرفين (الوجود والماهية) يعتبرها هيغل اغتراباً ووجوداًغير متناسب.
لكن تحقيق الذات الذي يقف عنده هيغل، كثيراً ما نجده موضوعاً سايكولوجيّاًّ بارزاً عند طائفة من علماء النفس غير فروم امثال ابراهام ماسلو وكارل روجرز والوجوديين الآخرين (رولوماى وايغور كون). يقول هيغل في فينومينولوجيا الروح «الانسان لذاته هو العقل المثقف المصقول الذي شكل نفسه مما كان عليه بالقوة أو في ذاته، وها هنا يصبح لاول مرة متحققاً بالفعل. والانسان لذاته عند هيغل بمعنى الرجوع الى الذات والحرية في حركيتها اما في ذاته بمعنى الانطلاق منها الى العالم والحالة هذه هي الحرية بعينها وهي الفعالية الذاتية التي هي بصدد تحقيق ما تصبو دائما إليه.
نأتي الآن الى الفضاء الفلسفي لفيلسوف الدين الألماني لودفيغ فيورباخ وأثره في فكر إريك فروم.
الاغتراب الديني الذي وقف عليه فيورباخ بجدية يشكل ايضا مصدرا مهما لعمل فروم حول مفهوم الاغتراب، هذا النوع من الاغتراب هو وعي الافراد بصورة غير مباشرة عن انفسهم ويعتبره فيورباخ اساسا لكل الانواع الاخرى كالاغتراب السياسي والاغتراب الفلسفي والاجتماعي والنفسي، ذلك بأن الحالة الاغترابية عند فيورباخ هي فقدان الفرد لجزء من ذاته الاصيلة. 

اغتراب فروم وغربة ماركس
أما الملهم الرئيسي لمنظومة فروم السياسية والفلسفية وحتى الاجتماعية والنفسية هو كارل ماركس الذي جعل من الاغتراب في العمل وناتج العمل لدى العامل الموضوع الأهم في مخطوطاته الاقتصادية والفلسفية 1844. فالمخطوطات الثلاثة عملت على جلاء مفهوم الاغتراب بجدية واعتبرت الاغتراب في العمل مصدراً لكل أنواع الاغتراب الأخرى والذي يتسبب بالعزلة الدائمة للفرد العامل عن اسرته ونفسه ومحيطه.
وهكذا ينقسم الاغتراب لدى ماركس الى الأنواع الاربعة التالية:
الاغتراب في العمل
الاغتراب من ناتج العمل 
الاغتراب من الذات 
الاغتراب من الآخرين.
لقد رأى فروم بان ماركس اهتم بالحل الاقتصادي للاغتراب بدل الحل النفسي كون الحالة هي نفسية بامتياز ومرتبط مباشرة بالعمق السايكولوجي للفرد. في هذا المجال انتفع فروم من ماركس كثيراً لا سيما من كتابه رأس المال وتحديداً حول مفهوم التشيؤ الذي تبناه في كثير من كتاباته ومباحثه السايكوفلسفية.
أما فرويد فقد أسهم في بناء الفكر الفرومي مساهمة ليست باقل من المساهمة الماركسية في بناء فكره السوسيوسياسي، ولكن التوجه الانساني والاجتماعي طغى على التوجه البايولوجي والغريزي.
لقد تطرق فرويد الى الاغتراب والانسان المبالغ في القلق والعصابية في كتبه «مستقبل الوهم» و«قلق في الحضارة» و«الطوطم والحرام» و«الامراض العصابية» و«نظرية الاحلام» و«موسى والتوحيد» وكثير من الدراسات حول الهستيريا و.....الخ). البناء الحضاري لدى فرويد لن يكتمل ما لم يقدم الفرد والمجتمع الانساني تضحيات بالغة بالطاقة الحيوية لديهما، الحضارة عند فرويد تساوي ارتفاع مستوى وحجم القلق لدى الافراد كونهم لا يعيرون الاهتمام الكافي وراء النزوات والرغبات وينهكون طاقاتهم لأجل اظهار ابعاد مادية لجهودهم العقلية والتي تتجسد في الآثار الحضارية.
كان لفيلسوف العدم فريدريك نيتشه حضور بارز في تشكيل فكر إريك فروم. فقد تنبَّه الأخير الى صرخة نيتشه في «نقيض المسيح» عندما قال: لقد رفعت الستارة عن فساد العالم. ان كل القيم التي تضع فيها الانسانية اليوم مجمل امانيها هي قيم الانحطاط. اعتبر نيتشة ان عقله متحرر بامتياز من قيود المقدس أشار الى ان التحرر هذا اعطاه الجرأة لكي يكشف عن 19 قرناً من الاكذوبة والخداع. يقول نيتشة: لا ينبغي للانسان ان يرى خارجا بل ان يرى داخل نفسه ولا ينبغي له ان ينظر الى الاشياء كطالب معرفة بذكاء وفطنة وحذر، بل لا ينبغي له ان يرى اصلاً: عليه ان يتألم...وعليه ان يظل يتألم على نحو يجعله دائم الحاجة الى القس... ليذهب الاطباء الى الجحيم! انما المرء بحاجة الى مخلص. يسترسل نيتشة في انتقاداته للفرد المسيحي في «نقيض المسيح» ويضيف: لابد ان يكون الفرد مريضاً لكي يشعر الفرد بمسيحيته.
توقف إريك فروم مليّاً أمام الافكار النقدية الغاضبة والرفضية التي تنطلق من الحس فوق الانساني لنيتشة حيث شعر بأن البشرية ساقت افرادها الى جحيم العبودية والسلبية ولذا فلا بد ان ينتفض لأجل ايجاد منافذ للخلاص من الغربة الطويلة هذه.
في مرحلة متأخرة من مسارات ما بعد الحداثة سيكون لأريك فروم لقاء مع فلسفة الاغتراب والحضور للفيلسوف الوجودي الألماني المعاصر مارتن هايدغر. فهذا الفيلسوف كثيراً ما تجده في ثنايا مؤلفات فروم ليس اقل من نيتشة حيث تملأ فكرة الوجود الاصيل والوجود اللاأصيل كتابه (الوجود والزمن)، على سبيل المثال يشير هايدغر الى الانا في كل مرة والانا الضائع في نفس – الهم- وكذلك يؤكد في موقع آخر في كتابه المشار إليه «ان الدازاين يبلغ ماهيته في الوجود الأصيل الذي يجد قوامه في الاعتزام. يحاول هايدغر ان يقول لنا إن التحرر من ربقة ذات –الهم- هو العودة الى الاصالة والتحرر من ظلمات الآخرين والغياب عن النفس. الأنا الفاعل الذي هو الموجود لنفسه وكذلك في نفسه، بمعنى أن يعمل كفرد مستقل عن الآخرين، وينطلق من نفسه تجاه الآخرين. والاغتراب من وجهة نظر هايدغر يتحول بالفرد الى كائن غائب عن الزمن كونه يقلب وحداته دون الوعي بها.
لكن أصل الاغتراب في فكر إريك فروم يعود الى الفرد والمجتمع معاً. وهذا ما سيعرضه لنا عندما تحدث عن الصدام بين الكينونة والتملك.
لقد صارت الغاية المقدسة للعصر الصناعي اقتناء الممتلكات، حتى إن التملك لم يعد يقتصر على الأشياء المادية؛ وإنما اتسع ليشمل الأفكار والمعتقدات. وإذا كان هذا النزوع الاستهلاكي هو الذي يعكس الاتجاهات الاجتماعية السائدة، فهناك أنماطٌ استهلاكية (ليست أشكالا متخفية من التملك، ولكنها تعبير عن متعة حقيقية بأن يفعل الإنسان ما يجب دون انتظار الحصول على شيء “دائم” من وراء ذلك). على أن هذه الأنماط الثائرة والتي تبدي نوعاً من التمرد على الاتجاه السائد، هي أنماط هامشية والمؤمنون بها قلة لا أثر لهم في الواقع الاجتماعي.

نقد المسيحية اللاهوتية
في سياق تحليله السوسيو-تاريخي لموقع المسيحية وقيمها الأخلاقية في المسار التراكمي للرأسمالية يرى إريك فروم انّ هذه القضية رؤية متداخلة. وستأخذه هذه الرؤية الى نقد اللاهوت المسيحي الذي لم يميِّز بين التقدم التقني وبين ضرورة الرقابة الأخلاقية على آليات التراكم المادي، وهي الآليات التي تؤدي برأيه الى افساد الروح العام. ولكن فروم سرعان ما يفصل بين البعد اللامتناهي للدين بما هو علاقة مع الله، وبين اللاهوت الكنسي من جهة كونه سلطة زمنية محكومة بوظائف السياسة والاقتصاد والاجتماع.
وهكذا يشكل الدينفي نظر فروم أحد أهم الركائز التي لا يمكن الاستغناء عنها في إحداث أي تغيير اجتماعي، ذلك أنه بتفاعله مع البنية الاقتصادية للمجتمع، والبنية النفسية للفرد تتشكّل ما يسمى بالشخصية الاجتماعية، ولذا يجب أن يُفهم الدين بمعناه الواسع أي باعتباره (نظاما للفكر والعمل تشترك في اعتناقه جماعة من الناس يعطي لكل فرد في الجماعة إطارا للتوجه وموضوعا يكرس من أجله حياته) إن هذا التحديد لا يركّز بالأساس على محتوى ومضمون الدين، ذلك أن الحاجة الدينية متأصلة في الوجود الإنساني.
غير أن فروم سيذهب بعيداً في نقد التوظيف الرأسمالي للمسيحية واليهودية في الغرب. فقد رأى في هذا الصدد أن تأمل المحطات التاريخية التي مرّ فيها الدين المسيحي في أوروبا منذ عهد الإمبراطورية الرومانية إلى الآن، يبيّن أن اعتناقها للديانة المسيحية (كان زائفاً إلى حد كبير)، ذلك أن اللاّهوت الفكري المسيحي لم يحافظ على أصالة قيمه ومبادئه التي تأسس عليها، ولا أدل على هذا أن (تاريخ أوروبا هو تاريخ للغزو والاستغلال والقوة والاخضاع والقهر، ولا تكاد فترة أو مرحلة من التاريخ الأوروبي إلا كانت هذه سمتها. وإذا كانت الحضارة الأوروبية قد انحرفت عن المبادئ والمثل المسيحية الأصلية، فإن الدين المسيحي قد حافظ على “صورته”، أما “مادته” فقد استحالت إلى دين جديد، وهو الدين الصناعي الذي جعل التملّك والإدخار هو أساس الحياة، حيث الشخصية الاجتماعية متمركزة حول السّلع والأشياء، وبسبب من ذلك بدأت تختفي ملامح  الشخصية الإنسانية الطبيعية، لتحل محلها “الشخصية التسويقية”، تلك الشخصية التي لا فرق بينها وبين الأشياء والممتلكات.
لقد كان هذا الوضع الذي صنعه الدين الجديد والذي يتعارض مع الطبيعة الإنسانية، وراء ظهور حركة احتجاجية إنسانية، جل المطالب التي تطالب بها تلك الاحتجاجات هي ذات جذور دينية، بل وتدعو إلى العودة إلى إحياء القيم والمعايير الدينية، وهي حركة ترى أن الخلاص البشري من هذه الكارثة هو (توليد مجتمع جديد يحرر الإنسان من الاغتراب والعبودية للآلة!) ويرى أن المدخل للمجتمع الجديد يتمثل بإجراء تغيير جذري في البناءين الروحي والأخلاقي. لكن ما هي طبيعة هذا المجتمع؟ وما هي ملامحه؟
عند هذه النقطة بالذات يبلغ التصعيد الفكري عند فروم درجته القصوى، وخصوصاً عندما يعالج قضية الحضور الانساني في الحياة وتأرجحه بين التملك والكينونة.
لعل أهم الأفكار التي ضمنها إريك فروم في كتابه “الإنسان بين المظهر والجوهر”هو ما ذهب فيه إلى القول بأن هناك نمطين يتصارعان من أجل السيطرة على الشخصية الإنسانية واحتوائها: الأول هو نمط “التملك” الذي سجن الإنسان في عالم الاستهلاك والمادة وهو النمط الطاغي على الحضارة الصناعية المعاصرة..
والثاني “الكينونة” وهو النمط الذي تتجلى فيه ملامح إنسانية الإنسان بشكل واضح.
يعالج إريك فروم هذين النمطين بعمق ليبيِّن ان الكائن الانساني هو المخلوق الوحيد في عالم الموجودات الذي يمتلك القدرة على تحديد مصيره. وهو لذلك يسعى في عيشه الى البحث عن السعادة انطلاقاً من هذه القدرة. فالانسان – حسب فروم – تارة نراه يجد سعادته في التملك والحرص على المنفعة الذاتية، وتارة اخرى يحاول ان يجدها من خلال البحث عن معنى وجوده في الحياة.
وفي الواقع، إن نزوع الانسان نحو التملك هو جزء من طبيعته، التي لا يمكن أن تستقيم بدون امتلاكه لأشياء يحقق بها وجوده بل ويحافظ عليه، فأسلوب التملك ليس بالشيء المذموم إلا عندما يصبح هو الأسلوب الذي يشكل الحياة؛ أي حين يصبح الإنسان عبداً للأشياء والمقتنيات التي من حوله، ورغم أن التملك أمر طبيعي بل وضروري؛ إلا أن السعادة الحقة مرتبطة بجوانب أخرى في حياة الإنسان تحتاج إلى تأكيد وتغليب أكثر من الجانب التملكي، خاصة الجانب الروحي الباطني [9].
لقد ارتبط الأسلوب التملكي في الحياة المعاصرة بنزوع الانسان نحو الاستهلاك المتطرف، ومن ثمة فالاستهلاك هو أحد أهم وأخطر أشكال التملك، أما كيف يتمظهر الأسلوب التملكي في الحياة؟ فالجواب عند فروم يبدأ من طريقة التعليم المعاصرة التي تكشف بعضاً من الفروق بين التملك والكينونة، فالتعليم الذي يركز على التلقين السلبي، الذي يكون دور الطالب مقتصراً فيه على تدوين المعلومات وحشوها في مذكرات هذا النمط من التعليم الذي يجعل أساس العملية التعليمية هو امتلاك المعلومة وحفظها، هو نمط تملّكي، خلافا للطريقة التي تخلق حوارا وتجاوبا بين المدرس والطالب، عن طريق التركيز على إعمال الفكر وطرح الأسئلة المرافقة للدرس بشكل يبعد الطالب عن السلبية، ويجعله في حالة تفاعل مثمر مع ما يتلقّاه من معلومات ومعارف. على ان ما يُظهر الفرق بين التملك والكينونة هو طريقة التخاطب والحوار التي تجري بين الناس، فالذي يعبر عن رأيه، ويعتبر ذلك الرأي جزءاً منه ولا ينفصل عنه، هو، ضمنياً، يعتبر ذلك الرأي من ممتلكاته الشخصية، حيث يصعب عليه التنازل عنه. أما الذين يتجاوبون بطريقة عفوية بعيدة عن التكيّف فإنهم قادرون على تجاوز “مركزية الذات” وفي هذه الحالة يكون الحوار والتواصل مثمراً وفعالاً، حيث يتم التركيز على تبادل الأفكار بغض النظر عمن يملك الصواب فيها [10].
إذا كان بالإمكان إجراء تلخيص مكثف لنظرية إريك فروم في مجال القيم، ولا سيما ما يتعلق منها بقضية الاغتراب الانساني في العصر الرأسمالي، يمكننا القول، اننا أمام نظرية أخلاقية متعالية تسعى الى تخليص الانسان الغربي من غربته وكآبته وانفصامه...
------------------------------------------
[1] باحث في الفلسفة الغربية الحديثة- جامعة القديس يوسف ـ بيروت.
[2] مأمون التلب – مرض الانسان الحديث عند إريك فروم – المدوّنه الالكترونية الخاصة – الجمعة 7 شباط (فبراير) 2014 http://Teenia.blogspot.com
[3] راجع: من سي. ل. بيكر: المدينة الإلهية لفلاسفة القرن الثامن عشر، نيوهافن 1932م، ص142-143.
[4] بيكر ـ المصدر نفسه- ص 144.
[5] لطفي فطيم – مقدمة ترجمة كتاب أريك فروم – الإنسان بين المظهر والجوهر – ترجمة سعد زهران - سلسلة عالم المعرفة-رقم 140- الكويت 1989 - ص 15.
[6] فطيم – المصدر نفسه.
[7] المصدر نفسه – استناداً لما جاء في كتاب إريك فروم حول أطروحته عن الكينونة والتملك.
[8] محمد طه حسين – ذاتنا المغتربة من منطلقات فكر أريك فروم – مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي ـ راجع موقع: www.ssrcaw.org
[9] راجع: فروم – الانسان بين المظهر والجوهر – مصدر سابق. ص 195.
[10] عبد الحكيم كرومي – من التملك الى الكينونة – نقلاً عن موقع http://arabi21.com