البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

نقد الغيرية في العقل الاستشراقي ، نقد خطاب الغرب حيال العرب والمسلمين

الباحث :  سمر الديوب
اسم المجلة :  الاستغراب
العدد :  10
السنة :  السنة الرابعة - شتاء 2018 م / 1439 هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 23 / 2018
عدد زيارات البحث :  2660
تحميل  ( 363.039 KB )
تحتلّ مشكلة الأنا والآخر الحضاري منزلة مركزية في العلاقة غير المستقرة بين الشرق والغرب. وعلى التحديد بين العالم الإسلامي والسلطة الثقافية والإيديولوجية للغرب.
في هذه الدراسة للباحثة السورية سمر الديوب محاولة لمقاربة هذه المشكلة ضمن فضاء الغيريّة التي استحكمت بالعقل الغربي الاستشراقي منذ الحروب الصليبية وإلى عصور ما بعد الحداثة. ففي إطار هذه المحاولة سنقرأ نقداً للوعي التاريخي الغربي حيال العرب والإسلام باعتبارهما كينونة مغايرة للكيانية الحضارية الغربية القائمة على الاستعلاء والغلبة.

المحرر

العرب والإسلام والغرب قضية حيوية وحضارية كبرى لها حساسية معينة بسبب مايشهده العالم من تغيرات وتحولات شديدة الأهمية والخطورة؛ إذ تأتي أهمية دراسة الاستشراق بسبب تقلص الحواجز في عصرنا، وتداخل الثقافات. فلا توجد لدى المستشرقين قراءة واحدة للإسلام والعرب، كما لايصح أن نأخذ الغرب بقراءة واحدة.
قرأ المستشرقون العربيَّ والمسلم فكراً وأدباً بعين غير عربية، ويعد الاستشراق وسيلة للاطلاع على ما لدى الشعوب الأخرى، فمعرفة الذات يجب أن تمر عبر الآخر.
ويثير الاستشراق مجموعة أسئلة سيحاول البحث أن يبحث فيها حول طبيعته وأهدافه ووظيفته التي يؤديها، والوظيفة التي يؤمل أن يؤديها بوصفه أحد الفروع الرئيسة للدراسات الأدبية.
ويجيب البحث عن مجموعة أسئلة تتعلق بالمسكوت عنه في خطاب الاستشراق، ووضع عمل المستشرقين في الميزان، ومواقفهم المتباينة من الحضارة العربية والإسلامية، وأسباب هذا التباين، والوظيفة التي يجب أن يضطلع بها المستشرقون لإعطاء الصورة الحقيقية عن العرب والمسلمين في العالم.
1 - مقدمة
ينطوي الكلام على الاستشراق ضمن ما يعرف بثنائية ثقافة الأنا/ ثقافة الآخر، وهي قضية إشكالية منذ عصور خلت، وتزايدت حدتها مع ظهور ما عُرِف بمصطلح الاستشراق (دراسة الآخر الشرقي من وجهة نظر غربية)، وتصاعدت هذه الحدة مع ظهور الاستشراق الجديد، فثمة ثنائيتان سيدور هذا البحث حولهما: غرب/ شرق، وغرب/ إسلام.
وينطلق الاستشراق ـ في قسم كبير منه ـ من فكرة معادية للشرق هدفها السيطرة عليه، وتقسيمه. وظهرت محاولات كثيرة في مراحل مختلفة، وبأشكال مختلفة منها ما عُرِف بصدام الحضارات لدى هنتنغتون..
وننطلق من فكرة العلاقة بين الاستشراق والاستعمار، مفرّقين بين المدارس الاستشراقية والمستشرقين، فقد كان للمد الاستعماري في الدول العربية دور كبير في تحديد طبيعة النظرة الغربية إلى الشرق، لا سيما بعد منتصف القرن التاسع عشر. ويتعين على ذلك أن علاقة الاستشراق بالاستعمار أمر واقع، لكن من الخطأ ربط الاستشراق بمدارسه كلها بالاستعمار.
وقد كان الاستشراق من أهم الوسائل التي مهدت للاستعمار العسكري، وغزوالشرق ثقافياً وعسكرياً، وقد اعتمد الاستشراق الحديث على جهود المستشرقين لدراسة ما يتعلق بالعرب والمسلمين وعاداتهم ونفسيتهم.
فالاستشراق في بعض جوانبه حرب ثقافية وفكرية تشنّ علينا. ونذكر من المستشرقين مَن عمل بصفة رسمية مستشاراً لوزارته الخارجية تمهيداً للاستعمار مثل "فولفني" وهورحالة فرنسي اعتمد نابليون على ما كتبه في حملته على مصر، و"هاملتون جب" و"برنارد لويس" وقد عملا في خدمة الحكومة الإسرائيلية والأمريكية، و"لورانس" الذي مكث بين العرب في سوريا وفلسطين ثلاثة أعوام حتى أطلق عليه لقب لورانس العرب وأعد خرائط لسيناء لتسهيل استيلاء بريطانيا عليها و"روسو" الإيطالي الذي عمل على التمهيد لاستعمار بلاده لطرابلس.
ولا يعني الكلام السابق أن لكل المستشرقين أهدافاً استعمارية، ففيهم منصفون فقد أراد بعضهم دراسة علوم المشرق للتعرف إلى ثقافة الشعوب الأخرى كالمستشرق الألماني المعاصر "اشتيفان فيلد".
سيهتم هذا البحث بدراسة مضمرات الخطاب الاستشراقي، والبحث في الرؤيا الاستشراقية، والعلاقة بين الاستشراق والعولمة، وسيقدم اقتراحات تتعلق بتطوير عمل المستشرقين لتقديم صورة صحيحة عن العرب والمسلمين في العالم.
ويعني الكلام على الاستشراق وعي الأنا نفسَها من مرحلة تاريخية ماضية إلى اللحظة الحاضرة. ونقدنا الاستشراقَ يصدر عن كوننا شرقيين، نَعِي الأنا ضمن دائرة فيها الأنا والآخر. كيف رأى الآخرُ الأنا؟ وكيف تكونت هذه الرؤية لديه؟ وما الرؤيا التي تخفيها هذه الرؤية؟
شكّل الشرق مجالاً ساحراً للغربيين، وغامضاً منذ مرحلة قديمة، وقد دخلت رؤية الآخر الإسلامَ في دائرة الاستشراق، كما دخل الصراع بين العرب والصهيونية، وتأثير السلطة المنتجة للمعرفة السياسية فيه.
وتفرض إسرائيل ثقافتها الخاصة على العالم بتقديم صورة مشوهة للعربي والمسلم. فالعرب إرهابيون، والإسلام أصوليون، وهي محبة للديمقراطية والسلام؛ لذلك تشتد الحاجة إلى دراسات حول الاستشراق وبخاصة الجديد منه؛ نظراً لتزايد الدراسات التي تحمل عنوان الاستشراق الجديد، وثنائية الغرب / الإسلام، وهي ثنائية ضدية.
لقد أصبحت أمريكا القوة العظمى في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وأوجدت ما سمي النظام العالمي الجديد، ومن بعده نظام العولمة هادفةً إلى إذابة الخصوصيات العالمية الأخرى، وفرض قيمها على العالم في الثقافة والسياسة والاقتصاد... وقد كشفت الحرب على العراق ثنائية الرؤية لثنائية غرب/عرب، فقد تطلع كثير من العرب إلى الغرب- وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ـ بوصفها منارة علم وحضارة وديمقراطية. لكن الغرب الجديد لم يحقق هذه النظرة، فعمد إلى ذرائع وهمية، وشريعة تشبه شريعة الغاب؛ لتدمير العربي؛ ليبقى خارج التاريخ الحديث. إنها علاقة لا تقوم على الندية والتكافؤ، إنما على النظرة الفوقية، والاحتلال، والتجزئة.
ولا نستطيع أن ننكر ما لبعض الدراسات الاستشراقية من إسهامات جليلة في تناول الأدب العربي وفكره على وفق رؤية فيها الكثيرة من التجاوز والتخطي للصورة التقليدية للعربي والمسلم.
2 - كلام في مصطلحات استشراق، استعراب، استغراب
قرأ المستشرقون العربيَّ والمسلمَ فكراً وأدباً بعين غير عربية، والاستشراق وسيلة للاطلاع على ما لدى الشعوب الأخرى، فمعرفة الذات يجب أن تمر عبر الآخر، والتعرف إلى الذات هوتعرّف إلى الوعي بالآخر.
ويثير الاستشراق مجموعة أسئلة حول طبيعته، ووظيفته، وأهدافه، وبعض المصطلحات المرتبطة به بوصفه أحد الفروع الرئيسة للدراسات الأدبية، وتأتي أهمية دراسة الاستشراق في عصرنا الحالي الذي تتقلص فيه أنواع الحواجز، وتتداخل الثقافات. ويمكن أن نعدّ الاستشراق مرتبطاً بجملة معانٍ أبرزها حركة الغرب تجاه العرب والمسلمين، أما الحركة المخالفة فهي استغراب.
الاستشراق إذن ظاهر فكرية مهمة وخطيرة، أخذ أفكارَ الغرب ونظرياته المبنية على غايات وأهداف؛ لفرض مفاهيمه على العرب والمسلمين.
 والاستشراق علم له مفاهيمه، ومدارسه، وفلسفته، وأغراضه. إنه باختصار علم العالم الشرقي.
يقوم الاستشراق ـ بحسب إدوارد سعيد ـ على دعامتين أساسيتين ومتلازمتين هما:المعرفة والقوة. وكون هاتين الدعامتين متلازمتين يعني هذا الكلام أن كلاً منهما يحوي الآخر في داخله. فالمعرفة تحمل معنى القوة ودلالاتها، والقوة هي الانتصار المعرفي، والتفوق المعرفي، والمعرفة هي التسلح بالقوة اللازمة؛ للتعرف إلى الحضارات، ولتحصيل المعرفة بها.
والخطاب الاستشراقي الجديد ليس منقطع الصلة عن القديم، إنه استمرار له مع تفاوت في نسبة القوة.
ويتصل الاستشراق بفكرة مهمة هي العلاقة بين آسيا وأوربا، وهي علاقة قديمة تعود إلى أربعة آلاف سنة. ويمكن القول: إن الصورة التي تطبع الشرقي والغربي هي من عمل البشر، ولا يمكن أن تُفهم العلاقة بين الشرق والغرب إلا في إطار فهم القاعدة المادية والاجتماعية المحدِّدة لعناصرها بدءاً بالمستشرق، فالموضوع، فالاستشراق. 
تسعى الدول التي تملك القوة والمعرفة إلى تقديم صورة جامدة عن الشرق /المسلم، فيغدو الفعل الاستعماري ضرورة ناجمة عن احتكار المستعمر القوة والمعرفة في آن.
 لقد تعددت منابع الاستشراق بتعدد هيئاته، ودوله، واتجاهاته، وأساليبه، وأهدافه، فثمة استشراق ثقافي، واجتماعي، وسياسي، وقد قام طرف واحد من ثنائية شرق/ غرب بالتحرك، فقام بمسح سوسيولوجي لدول الشرق؛ ليسهل التعامل معها، وبأبحاث سيكولوجية، واجتماعية يستطيع من خلالها تشريح العقلية العربية والمسلمة.
إن فكرة الغرب عن الشرق فكرة منبعثة من عنصرية واضحة، وهذه الفكرة لا يمكن أن تقوم على مبدأ علمي نزيه ومحايد إذ انطلق المستشرقون من قناعة راسخة بوجود فوارق بين الغرب والشرق، ومن تفوق الغرب على الشرق.
    يفترض إدوارد سعيد أن ثمة طبائع ثابتة بالغرب متعلقة بالشرق من هوميروس إلى الاستشراق الحالي، وهذه الطبائع كرست مفهوم الغرب غرب، والشرق شرق لكنّ تبني "سعيد" هذه الفكرة يناقض فكرته الأساس، وهي أن الاستشراق مرتبط بالقوة المهيمنة والمستعمِرة.
ويرفض صادق العظم أن يكون الاستشراق بمعناه القدحي تصوراً ملازماً للعقل الأوربي يمتد في خط مستقيم عبر الحقب والعصور من هوميروس إلى المستشرق المعاصر غرونباوم مروراً بدانتي وفلوبير وكارل ماركس؛ لأنه يكرس عملياً أسطورة الطبيعة الجوهرية الغربية أوالأوربية الثابتة بخصائصها المزعومة، وعقلها الذي لا يتغير إلا في أحواله التاريخية، وأغراضه الطارئة زمنياً.
ويماثل هذا المصطلح مصطلح الاستعراب الذي أطلقه علماء التاريخ على المرحلة التي وصل فيها التأثير العربي إلى ذروته، وكان الغرب يقبل الوافد العَرَبي في العلوم والفكر قبولاً أعمى.
أما الاستعراب العلمي فهوعلم يدرس حياة العرب وعلومهم وحضارتهم وتاريخِهم وفلسفتهم. فالمستعرب هومن تبحَّر في اللغة العربية وآدابها، وتثقف بثقافتها من غير العرب.
يقودنا هذا الكلام إلى وضع معادلة مبدؤها: الاستشراق أصل، والاستعراب فرع منه، فكل مستشرق مستعرب، وليس العكس صحيحاً.
يقابل الاستشراق الاستغراب مع فارق أنه لا يوجد للاستغراب مدارس، وعلم له أصوله وأتباعه، ربما لأن المستغربين لم يبذلوا جهداً مماثلاً لجهد المستشرقين لفهم حضارتهم.
وربما امتازت دراسة إدوارد سعيد من غيرها من الدراسات؛ ذلك لأنه أثار مسألة وعي الآخر ذاتَه بدلاً من وعيه الآخرَ، أي وعي الشرق نفسه من خلال تصور الغرب له، ودعا إلى حركة تأسيس الذات باكتشافها أبعادها التاريخية والحضارية عبر شروط تكوينها الداخلية لا عبر الآخر، فـ "الاستشراق هوتجسيد لوعي نقدي ضدي غربي، ليس ظاهرة "شرقية" بمعنى أنه ليس عملاً شرقياً يهاجم الغرب، وإنما هوتفجير من داخل الثقافة الغربية يمارس فاعليته الخلاقة على حيز من هذه الثقافة بطريقة جدلية ستؤدي في النهاية إلى إخصاب جديد لاستشراق من نمط جديد".
العلاقة بين الشرق والاستشراق علاقة ضدية، فالاستشراق رؤية غربية للشرق. أما الاستشراق الجديد فقد اختلف في محور اهتماماته وأهدافه، إذ أصبحت ثنائيةُ غرب/شرق ثنائيةَ غرب/ إسلام.
فالإسلام والغرب قضية حيوية وحضارية كبرى، لها خصوصية وحساسية خصوصاً مع ما يشهده العالم من تغيرات وتحولات شديدة الأهمية والخطورة.
وتدور رؤية الغرب عالمَ الإسلام في العادة حول قضايا الجهل، والتخلف، واضطهاد المرأة، والإرهاب. فلا توجد لدى المستشرقين رؤية واحدة للإسلام. والتوصيف الموضوعي لإشكالية هذه العلاقة يرجع في صورته الحقيقية إلى مفارقات حادّة بين عالمين.
تقدّم الحفريات في نظام الاستشراق تساؤلاً مهماً: لماذا تستمر النماذج الأساسية التي أُرسيت منذ زمن إلى زمننا الحاضر؟
في الاستشراق الجديد إذن حلَّ الإسلام محلّ الشرق، وقُسِّم العالم إلى ثقافات يحتل الشرق الأوسط الشكل المتدني منها، والأكثر تهديداً وخطراً؛ لذلك وجبت السيطرة عليه.
أنتج الشرق ثقافة روحية قوية هي الإسلام. وربما سعى الغرب إلى التوحد حول ثقافة روحية واحدة؛ لمواجهة ثقافة الشرق، والسيطرة عليها.
نستطيع القول بشكل آخر: ليس ثمة استشراق جديد أوقديم، إنما هنالك مستشرقون جدد وقدماء. وقد طوَّر المستشرقون الجدد أساليب الاستشراق ومجالاته واهتماماته، بمعنى آخر أصبحوا أكثر تخصصاً في دراسات استشراقية خاصة بالعرب تحديداً (الاستعراب). والعرب الذين يقصدونهم هم الذين أسسوا حضارة إسلامية ازدهرت، وامتدت من الصين إلى المحيط الأطلسي؛ لذلك لابُدَّ من ربط العرب بالإسلام.
لقد أوجدوا للإسلام هوية هي الأصولية، وحين قارنوه بغيره وصفوه بالإرهاب والأصولية، فقد صنعوا عدواً وهمياً، وحاربوه. وليس الأمر كذلك فحسب، لقد اعتمدوا عليه في تأكيد هويتهم.
الاستشراق الجديد استشراق شمولي، لا يقتصر على الفئة المثقفة، يزرع الخوف من الآخر، ويتهمه، وقد تنامت هذه الحركات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، فيجب – بحسب مايرى الغرب- استخدام القوة العسكرية لمحاربته، ومن ثمّ تحقيق الإصلاح الذي يوجِدُ الحرية والديمقراطية.
وهيمن الخطاب الاستشراقي الجديد على الخطاب الثقافي والسياسي في مركز القوة العظمى في العالم، موجهاً ثقله للإسلام لا للشرق، فأصبحت الثنائية الضدية إسلام / غرب تعني التلاقي بين مكان جغرافي ودين سماوي، وهي مفارقة لافتة، فأصبحنا نسمع عن الإرهاب الأصولي، والإمبريالية الإسلامية، والتهديد الإسلامي... وهذا ماشرَّع لأمريكا حربها على الإرهاب الذي يمثله الإسلام بحجة أن الذين قاموا بتفجيرات الحادي عشر من أيلول مسلمون، فأباحت أمريكا لنفسها أن تفرض شروطها على الشرق الأوسط بحجة السلام، والهدف هوتحقيق الأمن لإسرائيل. 
وكانت أحداث الحادي عشر من أيلول فرصة مهمة لأمريكا؛ لإعطاء الدعم لإسرائيل، فأباحت لنفسها الحرب على العراق بحجة أن صدّاماً داعم أساس للإرهاب، ومن ثمَّ كانت فرصة لإسرائيل؛ لتحقيق خطوة نحو الشرق الأوسط الجديد.
الحرب على الإرهاب حرب أفكار أولاً، فالغرب يرى أنه قادر على تحرير العرب المسلمين؛ لأنهم غير قادرين على تحرير أنفسهم.
أما الاستغراب فثمة من يرى حاجة لوجود علم اسمه الاستغراب، أي استبناء الغرب بوساطة الشرق كما فعل المستشرقون. لكنَّ الردّ على الاستشراق حين يكون بالاستغراب يجب ألا يكون صورة موازية للاستشراق؛ أي رسم صورة للغرب كما فعل المستشرقون بنا.
3 - مضمرات الخطاب الاستشراقي
يمتلك الشرق مصادر ثروات طبيعية نظر إليها الغرب بعين الطمع. وقد اتخذ الاستشراق في عصرنا الحاضر مفهوماً مختلفاً اصطلحنا على تسميته بالاستشراق الإسلامي؛ لذلك لن يكون محايداً، وسيكون عنصرياً.
يتضمن الاستشراق محورين مهمين:
- محوراً أكاديمياً يعنى بالتخصص بدراسة الشرق.
- محوراً فكرياً إيديولوجياً قائماً على التفريق بين الأنا والآخر، وتفضيل الأنا، وطريقة تقديم الآخر تنطوي على خلفية إيديولوجية تنم على الصراع الحضاري بين الشرق والغرب.
يمكن القول: إن الاستشراق القديم تناول الشرق الأدنى والأقصى والأوسط، والشرق الجديد ركزا اهتمامه على الشرق المسلم. إنه في نظرهم فضاء مغلق يحوي داخله الشرق بأكمله، فثمة شرق، وثمة مستشرق، والعلاقة ضدية بينهما، وثمة متلقٍّ لعمل الاستشراق في الغرب.
الخطاب الاستشراقي خطاب رؤيا، أطَّرَ الشرق بالمعرفة الغربية، وهواستشرق سياسي بالدرجة الأولى: إنه»مدرسة للتفسير حدث أن كانت مادتها الشرق بحضارته، وشعوبه، وأقاليمه المحلية» إنه نظام من الدراسة المنهجية المؤطرة بمعرفة سياسية سابقة. فدراسة مضمرات الخطاب الاستشراقي هي إصدار أحكام عليه.
لا تدل دراسات المستشرقين على واقع الشرق الحقيقي، إنها تدلّ على الشرق المصنوع مناسباً لأهواء القوة السياسية، وسلطة المعرفة الغربية.
وقد صدرت الدراسات الاستشراقية عن نظام أكاديمي جامعي مثَّل لهم الشرق مكاناً حالماً، وخصباً، ومصدر معرفة لشعوب وأماكن.
ونستطيع القول: إن المستشرقين قد وصفوا الشرق بعبارات جاهزة، لوجود معرفة سابقة وضعتها القوة الغربية. يرى إدوارد سعيد أن الاستشراق كان مذهباً سياسياً مُورس إدارياً على الشرق؛ لأن الشرق كان أضعف من الغرب الذي ساوى بين اختلاف الشرق وضعفه. بدا الشرق على وفق هذه المعادلة أنه وُجِدَ؛ لتحقيق أهداف الغرب، وبدا الاستشراق موضوعياً ظاهرياً، ومفتعلاً مضمراً، واستطاع المستشرقون أن يوجدوا تلاحماً بين أفكارهم والنظريات المتعلقة بتاريخ الإنسان والحضارة والنظريات الفلسفية الكبرى، فالاستشراق الظاهر هوالأفكار التي تدور حول اللغة والفكر والثقافة والمجتمع الشرقي. أما الاستشراق المضمر فهوالفكر اللاواعي حول هذه المجتمعات. الاستشراق الظاهر استشراق قابل للتحول. في حين أن للاستشراق المضمر أسساً ثابتة لا تتحول. وإذا ما أجرينا مسحاً لأعمال كثير من المستشرقين فسنجد أن الفروقات ظاهرية على مستوى الظاهر، ومتشابهة على صعيد المسكوت عنه؛ ذلك لأن الشرق شيء، والمستشرق شيء آخر، يغيب الشرق الحقيقي في حاضر المستشرقين، فثمة غياب في الحضور، والعلاقة ضدية، إذ يحضر المستشرقون حين يغيب الشرق الفعلي عن الحضور. لقد أعلن المستشرق نولدكه عام 1887 أن خلاصة عمله كله بوصفه مستشرقاً كان تأكيد رأيه في المنزلة الوضيعة للشعوب الشرقية.
الاستشراق المضمر استشراق هدفه الحفاظ على مصالحه، وعلى نفسه، إنه الاستشراق الذي يسعى إلى نقل معارفه من جيل إلى جيل بوسائل متعددة منها التعليم العالي، والمنظمات العلمية، ووسائل النشر... وبهذه الطريقة يبقى قادراً على الاستمرار والتأثير. واللافت أن المستشرق يعاين الشرق وهوغريب عنه، وخارج دائرته.
المستشرق حامل مسؤولية، ووسيط نقل المعرفة من الشرق إلى الغرب، فهل حمل الأمانة بصدق؟! لقد خضع المستشرق لقوة المعرفة الغربية، فلم يكن وسيطاً أميناً في أغلب الأحيان مع أن الغرب إذا شاء يمكن أن يعدِّل من الهوة بين الشرق والغرب بقوته.
يرى إدوارد سعيد أن الغرب رسم صورة الشرق عبر مؤسسة الاستشراق، فأنتج صورة مشوهة هي نتيجة طبيعية لتعامل ثقافة ما مع ثقافة أخرى، ويرى أنه من الصعب تحصيل حقيقة علمية أوموضوعية عن ثقافة عبر ثقافة أخرى؛ لأن الصورة ستخضع للتشويه، والاختزال، والتخطيط، وهذا ما تفرضه الثقافة المتلقية على واقع الثقافة المغايرة.
يعني هذا الكلام أن أية ثقافة ستتبنى فكرة مشوهة عن ثقافة أخرى لا تعرفها، فتتلقاها لا كما هي عليه حقيقة؛ لأن ذلك خصيصة من خصائص العقل البشري، وهذا يناقض فكرته عن الاستشراق، والقوة السياسية.
تحتشد الثنائيات الضدية في العلاقة بين الشرق والمستشرقين، وخلاصتها تأكيد شرقية الشرق على حدّ تعبير إدوار سعيد. وهي مقولة لها أهمية كبرى تتمثل في إيقاظ الفكر العربي والإسلامي، وتنبيهه على غاية الاستشراق والعولمة.
الاستشراق ضارب بجذوره في السياسة؛ لذلك لا يتسم بقدر من الحيادية التي يتسم بها النشاط الفكري المنتسب إلى العلم. ويمكن القول: إن الجدل الذي أثير حول الاستشراق لم يوسِّع هذا العلم، ولم يفتح له آفاقاً جديدة، إنما استثار ردود فعل دفاعية من مستشرقين، أومثقفين عرب.
الاستشراق الذي تحكمه القوة السياسية لن يمثله الشيء تمثيلاً إلا لخدمة المصلحة السياسية للجهة الأخرى، ويحتاج المستشرق إلى المعرفة الإيجابية؛ ليتزود بوعي حادّ في نظرته إلى الشرق. فثمة فرق بين المعرفة العلمية والمعرفة السياسية، وخطاب الاستشراق مشحون بالدلالة السياسية. وهذه الدلالة مرتبطة بالقوة التي أنتجتها، فقد نصَّب الغرب من نفسه صانعاً للمعرفة السياسية المرتبطة بالعرب والإسلام.
يرى أدونيس أن العمل الثقافي لا ينفصل عن العمل السياسي، والنضال الثقافي إنما هو في جوهره نضال سياسي.
العلاقة بين الظاهرة الاستشراقية والاستعمار صريحة حيناً، وخفية حيناً آخر، ولكن ليست كل مضمرات الاستشراق سلبية، فلبعض المستشرقين فضل في الكشف عن التراث والترجمة والتأليف والتحقيق وإنشاء دائرة المعارف...
لقد سيطر الغرب على الشرق قديماً سيطرة عسكرية، وأصبحت اليوم سيطرة فكرية ثقافية، فقد تضافرت قوى الغرب والاستعمار؛ ليشككوا في الحضارة العربية والإسلامية وتراثها الفكري، وقد عمل كثير من المستشرقين في وزارة الخارجية، وعلى رأسهم المستشرق أرنست رينان. الذي كان يعمل مخططاً للاستعمار الفرنسي وغيره كثير من البلدان الأوروبية الأخرى التي اهتمت، ولا تزال تهتم بالاستشراق ودراساته، ثم أصبحت الصهيونية قاعدة الغرب الأساسية لعرقلة تقدم العرب، وتفريق صفوفهم، فاتحدت قوى الاستشراق والاستعمار والصهيوينة.
لم يكن الاستشراق إذن طلباً للمعرفة، لقد كان وعياً غربياً ذا سيادة على كل ما هوشرقي، فاتخذ من المعرفة الثقافية جسراً للغاية السياسية والاقتصادية. ومركزية الذات تعني إزاحة الآخر.
4 - الاستشراق والعولمة
يتفق الاستشراق مع العولمة في الأشكال والهدف والغاية. وقد كان للذات العربية والإسلامية فاعلية في صنع الحضارة الإنسانية، وقد تراجعت هذه الفاعلية لحساب الغرب الذي بدأ بالاستشراق الاستعماري، وانتهى بالعولمة المهيمنة على العالم. ويرى كثير من المستشرقين أن العرب والمسلمين بعيدون بعداً تاماً عن المشاركة الحقيقة في صياغة النموذج الحضاري الجديد وإنتاجه. وصورة العربي ـ برأيهم ـ صورة علق عليها غبار التغني بمجد التاريخ، لا يتسمون برؤية عقلية ناضجة، خلاف الغرب الذي بنى نهضته بهذه العقلية.
للاستشراق غايات وأشكال وأساليب تخدم الدول الغربية، وتنتهي بالسيطرة على الآخر، وإذابة ثقافته الخاصة، فالاستشراق الثقافي نتاج غربي يتسق والثقافة الغربية المسيطرة واتجاهاتها. وقد ذهب المستشرقون مذاهب شتى في دعاواهم منها ما كتبه لويس ماسينيون عن التصوف الإسلامي.
لقد استيقظ العرب على هدف الباحثين المستشرقين، وردّ العديد منهم على دعاوى الاستشراق، وكانت أوربا قائدة الاستشراق الغربي ومركزه، ثم حملت أمريكا هذه المهمة تحت عنوان العولمة بهدف السيطرة على العالم فكرياً واقتصادياً وثقافياً. ففي حين كان شعار المستعمِر قديماً (فَرِّق تَسُدْ) أصبح الشعار تحت مظلَّة العولمة (وَحِّدْ تَسُدْ)
تدور فكرة عدم الاعتراف بالحضارة غير الغربية إلى تمركز عقدة الذات التي يصفها روجيه غارودي بقوله:
«إن الغرب اعتقد أنه مباح له تحديد مكانة الآخرين، والحكم عليهم لمصلحة تاريخه وغاياته وقيمه».
من هذا المنطلق اعتقد الغرب أنهم يعيدون السيطرة على الشرق، ويمتلكونه بالاستشراق.
 كان يفترض بالاستشراق أن يواكب التغيرات التي أفرزتها العولمة، وتندرج هذه الدراسات الاستشراقية تحت عنوان قراءة الفكر والأدب عبر الثقافات، وقضايا الهوية وتمثيل الآخر، فلا تظهر الهوية إلا بالاتصال بالآخر، كما أن مقاربة الذات ينبغي أن تتم بوصفها نقطة التلاحم بين الهوية والاختلاف. فالتعرف إلى الذات هوتعرُّف إلى الوعي بالآخر الذي تحتويه، والوعي بالأوجه المتعددة للثقافة التي تشكله، والفهم الذاتي يتطلب الابتعاد عن الذات؛ للتخلص من المحلية المغلقة، ويفضي إلى تجاوز «المصادمات مع خطاب الاستشراق، وإتاحة الفرصة لإنماء خطاب يتجاوز الحدود الفاصلة بين الثقافات».
5 - عمل المستشرقين في الميزان
يفترض أن يعمل المستشرقون على تقريب الثقافات والآداب بعضها من بعض، وإدخال إنجازات ثقافية ما إلى ثقافة أخرى، والإسهام في توسيع تأثير الأدب وفكره في المتلقي، وتعدّ الأعمال الاستشراقية ذات صلة بالتطورات الاجتماعية، تنقل الفكر من لغة إلى لغة، وكلما اتسعت قيمة الفكر والأدب ازداد اهتمام المستشرقين بهما.
ومنذ أن عقد مؤتمر المستشرقين الأول عام 1873 تمت الدعوة إلى تركيز الاهتمام على الدراسات العربية والإسلامية، وحين انعقد مؤتمر عام 1973 قُرر التخلي عن كلمة استشراق لمصلحة العلوم الإنسانية لكن مفهوم الاستشراق بقي حاضراً في الأذهان.
عالج المستشرقون قضايا اللغة العربية والشعر العربي القديم والحديث من وجهة نظر استشراقية، فالعروض العربي -على سبيل المثال- له خصائص مائزة، يختلف عن العروض الغربي؛ لذا وجبت دراسة العروض العربي بربطه بالنظام الصوتي الخاص به، لكن بعض المستشرقين درسوه على أساس النبر بوصفه أساساً للوزن، ولهذا الأمر مزالق، فقواعد النبر تتباين من قطر عربي لآخر، ومن مكان لآخر ضمن القطر العربي الواحد. فكيف يتحد وزن من زمن قديم؟!! ولوكان العروض العربي قائماً على أساس نبري لكان للبحر الواحد أوزان متعددة لا تحصى.
يناسب النبر اللغات الأخرى كالفرنسية مثلاً، وقد جاء الاهتمام به وليد وظيفة الوتد في الوزن، فالوتد ثابت كما يرى بعض المستشرقين. وبعودة إلى مادة العروض في دائرة المعارف الإسلامية. سنجد كلاماً لجوتهرلد فايل الذي انفرد في عدم إخضاع العروض العربي للأعاريض الأوروبية، وانصرف عمله إلى التحليل وتفسير فكرة دوائر الخليل، فكشف خطأ الاستشراق في دراسة العروض العربي انطلاقاً من نظام الأعاريض الأوروبية. وقد حاول بعض المستشرقين تجاوز النظام الخليلي في الدراسة، وتفجيره بهدف التبعية المطلقة حتى على مستوى العروض، والتشكيك في الميزات الذاتية للذوبان في ذات الآخر.
أولى الاستشراق اللغة العربية اهتماماً بالغاً؛ لأنها الهوية والمجتمع الناطق بها، وقديماً قالت العرب: «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة». وقد سعى كثير من المستشرقين إلى تشجيع العاميات؛ لتفكيك أواصر العربية الفصحى كما فعل المستشرق آلان جيرو.
واهتم الاستشراق بالأدب العربي؛ لأن له أثراً في الآداب الأخرى، ومنزلة، واستمراراً تاريخياً، ولأهميته في دراسة الشخصية العربية، وصلته بالإسلام والقرآن الكريم.
وربما فاق اهتمامهم بالأدب القديم اهتمامَهم بالحديث منه؛ ذلك لأن الأدب العربي الحديث على صلة بمقارعة الصهيونية، وهويعالج المشكلات العقدية والسياسية والدينية.
وقد شكَّك بعض المستشرقين في التراث العربي الإسلامي؛ للنيل من العقلية العربية، فالهدف الأساس المضمر هوالحط من قيمة العرب والمسلمين، وتفكيك وحدة العروبة والإسلام، وتقسيم وحدة الفكر والثقافة والأدب.
ويمكن القول: إن القضايا التي أثارها الاستشراق أخطر هجوم على العرب ولغتهم وفكرهم وثقافتهم.
وقد واجه العرب الأثر الاستشراقي، وتنبهوا على فوائده، وخطره على حدّ سواء. فلبعض المستشرقين أحكام خاطئة، ونذكر على سبيل المثال المستشرق ريبيرا الذي ذهب إلى أن الموشحات والزجل من الشعر أندلسيان من أصل لاتيني، فأوجد نظرية ريبيرا في الغزل والموشحات، وانتهى إلى أن الزجل والموشحة فن شعري واحد، ولكي يدلل على رأيه استشهد بنموذج من الغزل الإسباني للشاعر الفاريزدي في ساندينو، وأجرى مقارنة بينه وبين نموذج من أزجال ابن قزمان الشاعر الأندلسي.
وقد عُرف عن مرجليوث تعصبه المقيت حين تكلم على الإسلام، وابتعد عن المنهج العلمي، فشكك فيه بإثارة الشكوك حول الشعر الجاهلي، وقد اتُّهم د. طه حسين فيما بعد بأنه بنى نظريته في الشعر الجاهلي متأثراً بالنظرية المرجليوثية.
تهدف فلسفة الاستشراق – بشكل عام- إلى جعل المعرفة ميداناً لنشاطها، والتجربة ميداناً لبحثها. وتنشد الفلسفة الوصول إلى الحقيقة، والإحاطة بجميع الظواهر المحيطة بنا.
ولا يمكن للحضارة العربية الإسلامية أن تتجزأ، أوتنفصل عن التجربة البشرية، ومن الطبيعي أن يهتم الاستشراق بها، لكنه قد نحا نحواً تفوقياً بهدف إبراز تفوق الغرب على الشرق. ونزع بعض المستشرقين إلى تحليل الفكر العربي والمسلم، فحللوا منهج العلم والدين، ودرسوا تاريخ العرب والإسلام من جهة التأثير والتأثر للإحاطة به إحاطة شاملة.
وميدان الدراسات العربية الإسلامية ميدان واسع جداً؛ لذا كان لابد من التخصص للإحاطة به، فنتجت بحوث مثل كتاب أرنست رينان (ابن رشد)، فأحيا الفلسفة العربية الإسلامية في العصر الحديث.
وقد نظر بعض المستشرقين إلى الإسلام على أنه بنية سياسية إيديولوجية معادية، وفي الوقت نفسه يرونه حضارة مختلفة اقتصادياً وفكرياً لدرجة تثير فضول الكثيرين.
وأغلب دراسات المستشرقين تعادي الإسلام، أوتخاف منه، ولعل أبرزها فكرة صدام الحضارات التي أتى بها صاموئيل هنتينغتون الذي رأى أنه بعد صعود الإسلام انتهى اكتساح العرب الغربَ، واستطاع الصليبيون بنجاح مؤقت الإتيان بالمسيحية إلى الأرض المقدسة، وفي القرن الرابع عشر إلى السابع عشر قلب الأتراك العثمانيون الميزان، وبعد انهيار القوة العثمانية فرضت بريطانيا سيطرة الغرب على معظم شمال إفريقيا والشرق الوسط، فالعالم -برأيه- مثقل بالصدام بين الغرب والإسلام، وقد يصبح أكثر خطراً في المستقبل.
أخذ هنتينغتون من تاريخ العلاقات بين الغرب والإسلام الصراع والنزاع فقط، وهي فكرة تصب في مصلحة إسرائيل التي زرعت نفسها في قلب العالم العربي.
وثمة قراءات موضوعية لكنها قليلة قياساً إلى خطابات المتحاملين. ويعد كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد الكتاب الأكثر نقداً لحركة الاستشراق بمفهومه القديم، فقد وصفه أحد المستشرقين بقوله: «إن آراء هذا الكتاب واتهاماته كانت ستدفع عدداً كبيراً من المتخصصين الغربيين في الحضارة الإسلامية وتاريخ الوطن العربي إلى التورع عن إطلاق لقب مستشرقين على أنفسهم، واللجوء إلى تسميات أخرى لوصف طبيعة وظيفتهم بينها (متخصص في الشؤون الإسلامية)، أو(خبير في السياسية العربية المعاصرة). أو(باحث في علوم الاجتماع»...
المستشرق – إن أراد- قادر على تصحيح الصورة المشوهة عن العرب في الغرب في أثناء اطلاعه غير المتحيز على الفكر العربي وأدبه؛ لأنه ينقل علمه إلى الغرب، لكنه يدرس الإسلام بوصفه ديناً، والعرب بوصفهم قوماً، وهذا التناقض الظاهري يزول بمجرد فهم الإسلام بوصفه ديناً للحياة برمتها. و«من المألوف الآن أن مصطلح «إسلام» هوالنظير ليس فقط للمسيحية، ولكن للعالم المسيحي أيضاً، وليس لدين بالمعنى الغربي الضيق فحسب، ولكن لحضارة كاملة نمت تحت رعاية ذلك الدين، إنه أيضاً... هوية سياسية، وولاء يسمو فوق جميع الولاءات والهويات الأخرى».
ففي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المستشرقين الذين يضمرون حيناً، ويصرحون حيناً آخر نجد أن ثمة مستشرقين ينتقدون صورة الإسلام المشوهة لدى الشعوب الغربية، ويستعيدون المكتسبات الحضارية الكبيرة المأخوذة عن الحضارة الإسلامية. فقد تحدث المستشرق الإنكليزي مونتجووي وات. عن هذه الفكرة، والمستشرق مارشال هودجسون في موسوعته مغامرة الإسلام: الوعي والتاريخ في حضارة عالمية.
وثمة مستشرقون ينتقدون وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمرئية التي تسم العربي والمسلم بالتطرف والإرهاب والأصولية لمصالح صهيونية معادية للإسلام. ترى المستشرقة الألمانية آني ماري شميل أنهم يميلون إلى مساواة الإسلام اليوم بما يسمى بالأصولية والإرهاب نتيجة فهم خاطئ للدين. وجهلهم بالإسلام يجعلهم يحكمون على الوسائل التي تقدمها لهم وسائل الإعلام بصور دامية تسلب منهم كل قدرة على الموضوعية.
ولكثير من المستشرقين فضل في التنقيب عن التراث العربي، والكشف عن كنوزه الرائعة، فقد  أثروا مكتبات العالم بأدب العرب الثري، ووجهوا الأنظار إليه، ويعدّ كارل بروكلمان من المتميزين مع أن له أخطاء سببها عصبيته مثل رأيه في شعر حسان بن ثابت أنه مبتذل لا يصل إلى مستوى جدّ رفيع
لكل مستشرق موقف فكري يكشف عن شخصيته، حاول النفاذ إلى الشخصية العربية والإسلامية بمحاولات مستمرة، ومن المستشرقين الذين لديهم إسهامات مائزة نذكر رينولد نيكلسون، وكارلونللينو كوديرا الذي علا صوته بالثناء على المسلمين، ومجد أعمالهم، وأعلن فضلهم على الحضارة الإنسانية، وحفاظهم على التراث القديم، ووصل به الأمر إلى الدعوة إلى تعريب الحضارة الأوربية يقول: «من الخطأ العمل على أوربة إسبانيا، بل الواجب تعريب أوربا، وعلى إسبانيا أن تسترد دورها الأندلسي القديم في هذا التعريب».
وقد أنصف الاستشراق الألماني المعاصر الأدب العربي القديم؛ لأن المدرسة الاستشراقية الألمانية هي مدرسة محافظة إلى حد كبير، ولأن المستشرق الألماني صبّ اهتماماته العلمية كلها في دراسة التراث العربي بعيداً عن السياسة والأيديولوجيا الفكرية أوالدينية إلى حدّ بعيد.
وقد شعر المثقفون أن روح الحضارة العربية تعبر عن نفسها في الشعر بصفة خاصة. أما الجيل الحديث فقد اهتم بالأدب الحديث؛ لأنه يعالج المسائل الاجتماعية أكثر من اهتمامه بالأشكال الفنية.
6 - وظيفة المستشرقين في عالم متغير
اعترف الغرب في بعض الدراسات الاستشراقية المتعمقة في ميادين الأدب المقارن بوجود المثاقفة المعكوسة تقديراً لإسهام الفكر العربي الإسلامي في تكوين الفكر الأوروبي.
يجب أن تتصف دراسات المستشرقين بالموضوعية، ولا يتم ذلك من دون التخلص من الإرث التاريخي الحافل بالنزاع، والعلمية، والإيجابية، والنظرة المستقبلية حين يتم النظر إلى ما يمكن أن يقدمه الإسلام للغرب وحضارته؛ ولتحقيق هذه الفرضية لابد من انفتاح الغرب على الإسلام بدلاً من صدام الحضارات، وبذلك يتغير التصور الإيديولوجي السائد الذي يحكم علاقة الشرق بالغرب بإحلال المعرفة التاريخية مكان المعرفة الإيديولوجية. لقد ارتبط الاستشراق بالمعرفة والقوة، ويجب إيجاد معرفة حقيقية بالإسلام لا ترتبط بالقوة.
كما يجب على المستشرقين احترام الاختلاف الثقافي، أوالخصوصية الثقافية بين الشعوب، وأن يغيروا نظرتهم إلى ذواتهم، وأن يوجدوا رؤية فلسفية تعيد تشكيل الذات الفلسفية للغرب.
الصورة المشوهة للعربي والمسلم صدى للصراع السياسي والديني والعسكري فيما قبل. ويفترض بالاستشراق أن يكون البعد الآخر المكّون لما هوموجود لدى الشرقي.
يجب أن يكون موقف المستشرقين من الحضارة الأخرى موقف احترام الهويات الحضارية، واعتراف بالندية من دون شعور بالنقص لدى الآخر؛ ليستطيع الآخر أن يدخل معهم في علاقة حوارية.
ويفترض أن يتوافر استعداد جدّي للاطلاع على حضارة الآخر واستيعابها وذلك بالتخلي عن أشكال التعصب الفكري والديني والعرقي.. لقد قدّم كثير من المستشرقين فكرة عن الشعوب الشرقية والمسلمة أنها ذات طبيعة ثابتة فكرياً وثقافياً، فهم شعوب روحانية متمسكة بالإسلام؛ لذا يجب أن تنطلق دراسات المستشرقين من فهم خصوصية الشرق، والثابت والمتحول لديه، ومن فهم ثقافته المتمايزة جوهرياً عن الغرب، فإذا تعامل الغرب مع هذه الثقافة بجهازه المعرفي المختلف عن الجهاز المعرفي للشرق فسينجم عنه شرق متخلِّف أمام غرب متحضر، فلكل من الطبيعتين الشرقية والغربية خصائص مائزة في مستواها ورقيها. 
حين يعرف بعض المستشرقين الخصوصية الأدبية للأدب العربي يتعلمون احترام العرب وحضارتهم ويعلمونها لغيرهم.
7 - وظيفة العرب والمسلمين
يحتاج الوعي النقدي بالاستشراق إلى وعي نقدي ضدي، أي يجب أن يتوافر فريق عمل عربي ينطلق من وعي نقدي بتصورات الاستشراق ومذاهبه، يُخضع الأعمال الاستشراقية للتحليل النقدي.
لقد تحولت المفاهيم الغربية عن الشرق إلى حكم غربي عليه؛ بسبب الدوائر الاستشراقية، وليست هذه القاعدة عامة، فكثير من كتاباتهم متشبعة بروح الاستعمار. ويجب أن تُدرس الكتابات المقاومة لها في الأماكن المستعمَرة دراسة طباقية محكمة. وحين نقرأ نتاج الآخر يجب أن نقرأ نتاج المقاومة ضد الآخر في الوقت ذاته؛ لأن الاثنين معاً يسطران صفحات التاريخ، فقد رأى إدوارد سعيد أن ثمة طباقاً انعكاسياً بين رواية كونراد (قلب الظلام) ورواية الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال)، وقد وقف لأمثال المستشرق برنارد لويس، فكشف مساوئ بعض المستشرقين، أوالكتاب المأمورين – على حد تعبير جوليان بندا في كتابه خيانة الكتبة.
يجب أن يحضر العرب والمسلمون مؤتمرات الاستشراق، وأن تتم الاستعانة بهم في مراكز الاستشراق، كما يجب أن تترجم الأعمال العربية إلى اللغات الأجنبية.
ولعل من المفيد أن يعاد النظر في مناهج دراسة الأدب العربي في مدارسنا وجامعاتنا من مفهوم الصورولوجيا؛ لتفسير النصوص التي يسبب فهمها إشكالاً فيما يتعلق بالآخر. ويتبع ذلك إقامة الندوات العلمية حول صورة العرب والمسلمين، والتشجيع على إقامة أبحاث ضمن مجال الصورولوجيا.
ومن المفيد أيضاً الدعوة إلى حوار الحضارات، لا صدامها؛ لإبراز النقاط المشعة في الحضارة العربية والإسلامية عبر نشاط ثقافي وإعلامي وعلمي، وتحت رعاية سياسية عالية المستوى.
إن على المثقفين الذي سيتولون هذه المهمة «أن يكونوا أفراداً مدققين، وذوي شخصيات جبارة، ويجب أن يكونوا في حال معارضة شبه دائمة للوضع الراهن».
ويجب عليهم أيضاً بناء علاقات ثقافية لا تحكمها التبعية، ويمكن القول: إن التحرر الثقافي عنصر أساس للتحرر السياسي والاقتصادي. وللعرب مصلحة ثقافية في أن يزول هذا الحاجز، وهذا الخلل؛ لتكون العلاقات متوازنة ومتكافئة.
كما يجب أن يترافق هذا الجهد مع جهد إعلامي ثقافي خارجي كبير؛ ليقوم المستشرق بوظيفة استقبال الأدب العربي وفكره بصورته الصادقة.
   إن إعادة النظر في الاستشراق من أجل صياغة استشراق جديد لا يمكن أن يكون مجدية إن لم يواكبها تدخل قوي يعزز العلوم الإنسانية باقتراحات جديدة، وبذلك يتم الانفتاح على مشروعات بحثية جديدة.
    لا يجابه تجدد الفكر الاستشراقي إلا بتجدد الفكر المناهض له؛ ذلك لأن الاستشراق عمران فكري متشابك يتخذ أشكالاً مختلفة باختلاف الحقب الزمنية، واختلاف العلاقة بين طرفي الثنائية: المهيمِن /المهيمَن عليه. ويشكِّل الخطاب الاستشراقي الإطار المعرفي الذي يتخذه المستعمِر؛ لإعادة توليده ذاته ضمن آلية جديدة.
حين نضع في يد المستشرقين أعمالاً أدبية متطورة فنياً وفكرياً يمثل وجودها إنجازاً حضارياً سيكون لذلك وظيفة في تصحيح الصورة المغلوطة، وحين يتعامل المستشرقون مع الإبداع العربي بصورة خلاقة سيتأثرون بها شكلاً ومضموناً، وهذا ما يسهم في إغناء العلاقات الأدبية بين الشعوب.
وأخيراً يجب متابعة الأعمال الاستشراقية المتعلقة بنا بصورة دقيقة، وحصرها بيبليوغرافياً وهذا الهم ليس قطرياً. إنه هم قومي يحتاج إلى قرار سياسي، ودعم مادي.
كما يجب تقديم دعم مناسب للمستشرقين؛ لأنهم يقدمون خدمات للأمة العربية والإسلامية بمدّهم بما يلزم من المراجع؛ للاطلاع على ما يحتاجون إليه، وتقديم منح دراسية لهم؛ ليتمكنوا من الاطلاع والإقامة، ومشاركتهم في المؤتمرات والندوات حول الثقافة العربية والإسلامية، واقتراح جائزة خاصة بالمستشرقين.
8 - خاتمة
- أثار الاستشراق مجموعة أسئلة حول طبيعته، وأهدافه، ووظيفته، ومضمراته بوصفه أحد الفروع الرئيسة للدراسات الأدبية، كما أثار فكرة صعوبة تصور وجود ثقافة حول العربي والمسلم من دون وجود ثقافة الآخر، واحتكاكها بثقافته.
- ارتبط الاستشراق بالنشاط السياسي الاستعماري منذ نشأته، وقد غذّت فكرة هنتنغتون (صدام الحضارات) الاستشراق الجديد الذي بني على ثنائية غرب/ إسلام. ويمكن القول: إن مايعرفه العالم من صراع حضاري إنما هوإفراز طبيعي لتراكمات سوء تفاهمات تاريخية متتالية حالت دون قيام حوار حضارات حقيقي. واعتماد المنطق والفكر في تصحيح الأفكار الخاطئة التي يحملها الواحد عن الآخر كفيل بإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وهي مسؤولية تعود في جزء كبير منها إلى المثقفين.
- يستمد خطاب المستشرقين فاعليته من المسكوت عنه، ومن المتخيل الغربي السلفي عن العرب والمسلمين.
- نفتقد إلى الاستغراب بوصفه فرعاً معرفياً يجعل من الآخر موضوعاً للاكتشاف والتفكير مع أن الاستغراب ليس حلاً للرد على الاستشراق.
- يُظهر الاستشراق الثقافة المنتجة له أكثر مما يظهر الموضوع الأساس-الشرق. فالشرق نقيض الغرب بالمعنى السلبي، وكثيراً ماربط الغرب نظرته إلى الشرق بفكرة الذكورة (الغرب) الذي يحاول أن يسيطر على الشرق (الأنوثة)، ويمتلكها؛ ذلك لأن الغرب بتعقيداته المادية والحضارية الاستعلائية، وبأنماط حياته رفض التعامل بندية مع الآخر، وحاول أن يجرده مما اكتسبه من ثقافة، وعلم، وسلوك، ورؤية.
- اختلفت نظرة المستشرقين إلى العرب والمسلمين ما بين نظرة عرقية، ومعتدلة، ومحافظة، ونظرة مركزية الفلسفة، فمركزها غربي أوروبي، ولهذه النظرة أساس إيديولوجي. كما اختلفت دوافعهم ما بين دوافع اقتصادية وإيديولوجية ودينية وعلمية ونفسية وتاريخية.
الاستشراق عملية تهم الطرفين، ولا يمكن النظر إليه على أنه شأن ثقافي أجنبي.
التمييز بين الشرقي والغربي هوأساس الإيديولوجيا الرأسمالية.
مراجع البحث
بالنثيا، آنخل جنثالث: 1955، تاريخ الفكر الأندلسي، تر: د. حسين مؤنس، النهضة المصرية، القاهرة
بروكلمان، كارل: 1962، تاريخ الأدب العربي، تر: عبد الحليم النجار، دار المعارف، مصر
حميش، د. سالم: 1991، الاستشراق في أفق انسداده، الرباط، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية
خانثينتولوهث، غورخه: 1991، بصمات عربية عند بعض شعراء القرن العشرين الإسبان، تر: رفعت عطفة، مجلة المعرفة، دمشق، العدد 338، تشرين الثاني
الحياة، لندن، العدد 11952
درابسة، د. محمود، 2003، الاستشراق الألماني المعاصر والنقد العربي القديم، مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع، إربد
رانيلا، أ.ل: 1999 الماضي المشترك بين العرب والغرب: أصول الآداب الشعبية الغربية، الكويت
رودنسون، مكسيم: 1982، جاذبية الإسلام، تر: الياس مرقص، بيروت، دار التنوير
- رينان، أرنست: 1975، ابن رشد، ترجمة عادل زعيتر، مطبعة عيسى البابي الحلبي.
زيادة، د. خالد: 1983، تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا، معهد الإنماء العربي، ص235
سعيد، إدوارد: 2003، الاستشراق المعرفة- السلطة – الإنشاء، ط6، نقله إلى العربية كمال أبوديب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت
سعيد، إدوارد:1977، الثقافة والامبريالية، ترجمة كمال أبوديب، دار الآداب بيروت
سعيد، إدوارد: 1999، حوارات مع دافيد باراساميان، ترجمة: توفيق الأسدي، دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق.
سعيد، إدوارد: 1996، صور المثقف- محاضرات ريث، نقلة إلى العربية غسان غصن، دار النهار للنشر، بيروت
سمايلوفتش، أحمد: د.ت، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، دار   المعارف، مصر 
عبد المسيح، ماري تيريز: التمثيل المرئي للاسكنرية بين منعطف قرنين، مجلة نزوى عدد 27
العظم، صادق جلال:2004، ذهنية التحريم، ط2، دار المدى، دمشق
غارودي روجيه: 1983، الإسلام دين المستقبل، تر: عبد المجيد بارودي، بيروت، دار الإيمان
فريزر، ج، س: الوزن والقافية والشعر الحر، تر: عبد الواحد لؤلؤة، دار الرشيد للنشر.
- كاش، إفريم: 2005، إعادة التفكير في الشرق الأوسط، مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، مجلد 33، عدد2.
كاظم، نادر: 2004، تمثيلات الآخر: صورة السود في المتخيل العربي الوسيط، بيروت المؤسسة العربية للثقافة والنشر.
كوديرا: د.ت، الإسلام والعرب في دراسات العلماء الإسبان، فصل مكتوب عن كوديرا، نقله د. مصطفى الشكعة ضمن مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج.
لويس، برنارد: 2007، الإسلام والغرب، ترجمة وقدم له د. فؤاد عبد المطلب، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق
مجلة مواقف، بيروت، ال عدد34، شتاء 1979
مجموعة من الكتاب: 1995، صدام الحضارات، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، بيروت.
مجموعة من المؤلفين، دائرة المعارف الإسلامية
مجموعة من المؤلفين: 1995، الشرق والاستشراق والدراسات الشرقية، تر: د. محمد طجم، الآداب الأجنبية، اتحاد الكتاب العرب، العدد 83
مجموعة مؤلفين: 2008، مرايا الاستشراق الألماني المعاصر والشعر العربي، تر: د. موسى ربابعة، ط1، دار جرير، إربد
النفري، محمد بن عبد الجبار بن الحسن: 1933، المواقف والمخاطبات، نشر أربري، القاهرة.
هودجسون، مارشال: 1995، مغامرة الإسلام: الوعي والتاريخ في حضارة عالمية، مجلة الاجتهاد، بيروت، السنة السابعة، العددان السادس والعشرون والسابع والعشرون، ملف تاريخ الإسلام وتاريخ العالم.
هوفمان، فيلفرومراد: 1993، الإسلام هوالبديل، تر: محمد مصطفى ماذج، د. م نشر، بيروت
- هونكه، زيغريد: 1986، شمس العرب تسطع على الغرب، ط8، تر: فاروق بيضون وكمال الدسوقي، دار الآفاق، بيروت.
وات، مونتجووي: 1983، فضل الإسلام على الحضارة الغربية، تر: حسين أحمد أمين، دار الشرق، بيروت.