ملخصات أبحاث ومقالات العدد 14

هيغل

الفيلسوف المحروس بالنقائض

صدر العدد الجديد (الرابع عشر) من فصليّة "الاستغراب" شتاء 2019، وهومخصّصٌ حول الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل، ويتضمن مجموعةً من المقالات والدراسات النقديّة، كتبها مفكرون وباحثون وأكاديميون من العالم العربي والإسلامي وأوروبا وأميركا. وجاءت موضوعاته كالتالي:

في المبتدأ يكتب محمود حيدر مقالته الافتتاحيّة بعنوان " فجوة هيغل"، "دنيوة" المطلق.. وذريعة مكر العقل. وفيها يستقرئ أبرز مكوّنات المنظومة الفلسفيّة الهيغليّة، ويبيّن معاثرها وفجواتها، سواءً لجهة فهمه لمقولة الوجود أو لجهة فلسفة التاريخ.

في "الملف"، مجموعةٌ مختارةٌ من الدراسات والأبحاث جاءت على الترتيب التالي:

دراسة للفيلسوف الفرنسي جاك دهونت (Jacques Dhondt) تحت عنوان "خديعة العقل" (la ruse de la raison) وفيها يضيء الباحث على نقطةٍ مهمّةٍ في فلسفة هيغل، تمثّلت في الوسائط التي يعتمدها العقل لتمرير غاياته مهما كانت النتائج المترتبة عليه، وعلى الرغم من كون هيغل لا يقصد تبرير الخداغ بما هو منقصة أخلاقية، إلا أنه يتعامل معه بوصفه أساساً لفلسفة التاريخ.  

مقالة للباحثين الإيرانيين علي حقّي وحسين شورفزي تحت عنوان " مسار الروح بين هيغل وصدر الدين الشيرازي" حيث انطلق الباحثان من طرح صدر المتألهين لنظريّة الحركة الجوهريّة، التي أثبت خلالها تجرّد النفس وسير كل الكائنات نحو الكمال، ثم قاما بمقاربةٍ لما طرحه هيغل من أنّ تأريخ الفلسفة بأسره عبارة عن مسيرةٍ للروح المطلق التي تتأمّل بذاتها عن طريق الأذهان المحدودة لكي تبلغ مرتبة الكمال. ثم يخلص الباحثان إلى تبيين الكثير من المشتركات بين الملا صدرا وهيغل على هذا الصعيد.

تحت عنوان " هيغل ناقداً كانط "( Kant’s Radical Subjectivism: Perspectives on the Transcendental Deduction) كتب الباحث والمؤرخ البريطاني دينيس شولتنغ (Dennis Schulting)، مسلّطاً الضوء على أهم ما أشكل فيه هيغل على كانط في سياق نقده لأعماله، وتمثّل ذلك أساساً في أطروحة الذاتية في الاستنباط الترانسندتيالي.

تناقش أستاذة العلوم الإسلاميّة في جامعة الزيتونة ثريا بن مسميّة أحد الأوجه الأساسية المحجوبة في منظومة هيغل الفلسفية، عنينا به الوجه الجمالي (الأستطيقي) الذي يقاربه هيغل كمعطى أنطولوجي يؤسس للأفكار وليس مجرد مشهدية لا صلة لها بروح التاريخ. ومن خلال هذه الدراسة تسعى الباحثة إلى تظهير  حقيقة موقف هيغل من الفن باعتباره نتاجاً من نتاجات الروح المطلق الذي سيوظف أخيراً في نطاق الإمبراطورية الجرمانية المنشودة.

الباحث في الفلسفة الغربيّة الإيراني علي دجاكام يكتب مقالةً بعنوان " نقد نظريّة الوجود الهيغلية رؤية العلامة مرتضى مطهري" وفيها إضاءة على رؤية مطهري للفلسفة الهيغليّة في الميدان الأنطولوجي، حيث تتركز على مبحث الوجود عند هيغل ونقدها الاستثنائي لعلم الإلهيات الإسلامية.

يبيّن الكاتب الفرنسي نيكولاس روسو (Nicolas Rousseau) في مقالته المعنونة ب" شبح الهيغلية فوق أفريقيا شرْعَنة المركزية الأوروبية فلسفياً" (Benoît Okolo Okonda: Hegel et L'Afrique) الأبعاد العنصريّة في الشخصيّة الهيغليّة لا سيما حين يفصح الفيلسوف الألماني في سياق محاضراته حول أفريقيا عن هذا النوع الصارخ من العنصريّة في قوله أن «الأسود هو بيولوجيًّا دون الأبيض». وتتمثل أهميّة هذه المقالة في أنّها تلقي ضوءاً كاشفاً على شطرٍ مستترٍ من منظومة هيغل الفلسفية، وخصوصاً في الجانب المتعلق منها بولائه الشديد للعرق الجرماني.

مقالة الباحث اللبناني البروفيسور فرانك درويش بعنوان " هايدغر ناقداً هيغل-الكينونة والزمان كمنفسح للمساجلة النقدية " وفيها يبيّن العناصر الأساسية في نقد هايدغر للمنظومة الهيغلية. وقد خصص من هذه العناصر ما كانت ولما تزل محل سجالٍ في حلقات التفكير الفلسفي المعاصر، ولا سيما منها أطروحات: الكينونة والزمان والتاريخ والميتافيزيقا.

الأنثروبولوجي الكندي إيفان دايفدسون كالمار (Ivan Davidson Kalmar) في مقالته " تأمُّلات في فكر هيغل؛ هل الإسلام انعكاسٌ لليهوديّة؟.." ( ISLAM AS JUDAISM GONE MAD: REFLECTIONS (ON HEGEL يخوض في فكر هيغل ضمن سياقٍ تأمليٍّ، وفيها يطرح سؤالاً جوهرياً طالما شغل فكر الحداثة في جانبيه العلماني واللاهوتي على امتداد أحقابه، عنينا به السؤال حول أن الإسلام يشكل ـ بحسب المزاعم الهيغلية ـ انعكاساً أنطولوجياً للديانة اليهودية.

تحت عنوان " مآلات فلسفة الروح عند هيغل" كتب الباحث السوداني مجدي عزالدين حسن دراسةً وضعتنا أمام متاخمة نقدية "أنطو ـ أبستمولوجية" للمنظومة الفلسفية الهيغلية انطلاقاً من فلسفة الروح، كمفهوم مسيطر على أعمال هيغل الفكرية بمجملها.

يسعى الباحث المصري حسن حماد في مقالته المعنونة ب" نقد الجدل الهيغلي من الرومانسية الثورية إلى براغماتية نهاية التاريخ" إلى تقديم مطالعة تحليلية نقدية لنظام الجدل الهيغلي باعتباره نقطة جذب محورية في منظومة هيغل الفلسفية. وفيه يبيِّن كيف أنّ هيغل لم يكن مخلصاً للمنهج الجدلي في سياق تطبيقاته على الأحداث المفصلية في التاريخ الغربي في عصره، ولا سيما لجهة نظريّته حول نهاية التاريخ، التي تحوّلت في زمن قياسي إلى أطروحة تنطوي على تناقض منطقي، ثم إلى منظومة أيديولوجية في عصور لاحقة.

  في باب حلقات الجدل نقرأ ما يلي:

 البروفسور أحمد عبد الحليم عطيّة كتب تحت عنوان " إقصائية هيغل؛ نقد النظرة العنصريّة حيال الآخر" تناول من خلاله جانباً مثيراً في فلسفة هيغل السياسية والسيوسيولوجية، حيث يتطرّق إلى نظرته العنصرية حيال الآخر، وخصوصاً إلى العنصر الإفريقي باعتباره كائناً دونياً بالنسبة إلى العرق الجرماني.

تحت عنوان " نقد هيغل لشكوكية هيوم؛ التأسيس لنظرية الحتمية التاريخية" كتب الباحثان الإيرانيان عبد الله نصري وأمير تركش دوز دراسةً مشتركةً حول الأسس التي يتقوّم عليها الشكّ الفكري ومعانيه وأقسامه برأي هيوم، كما سلّطا الضوء على مواقفه إزاءه. وتمّت الإشارة إلى واحدة من خصائص نقد هيغل على شكوكيّة هيوم والتي تتمحور حول تفنيد كون النزعة التأسيسية تعدّ السبيل الوحيد لمواجهة أزمة الشكوكية.

 الباحث الجزائري محمّد أمين بن جيلالي كتب مقالة بعنوان "نقد مفهوم الاغتراب عند هيغل، وفيها يتحرّى تاريخ مفهوم الاغتراب الهيغيلي في الفلسفة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ممسكاً بأهمّ التداعيات النقديّة والابستيمولوجيّة التي أفرزها التداول الاستعمالي للمصطلح، ثم يحاول تقديم تأصيل لهذا المفهوم وتحليله انطلاقاً من حضوره التداولي في البحث الفلسفي المعاصر.

المفكر والباحث اللبناني محمود حيدر يقدم دراسةً تحت عنوان "فلسفة الإنكار- نقد نظر هيغل إلى الإسلام والشرق" يسعى فيها إلى تظهير تنظيرات ميتافيزيقا الحداثة حيال الشرق عموماً والإسلام على وجه الخصوص. ولقد ارتأى مقاربة رؤية هيغل لتكون إحدى التمثّلات المؤسِّسة لفلسفة الإنكار، بما تنطوي عليه من إبطالٍ لمشروعية حضور الآخر في المنظومة الفلسفية والمعرفية للحداثة الغربية.

  في باب الشاهد: يكتب الباحث رامي أبو طوقان حول سيرة هيغل الذاتيّة والفلسفيّة، ويضيء على أهم الأطروحات التي قدّمها الفيلسوف الألماني في حقل الأنطولوجيا والفيمينولوجيا وفلسفة التاريخ والموقف من الدين.

في باب عالم المفاهيم: كتب الباحث خضر حيدر مقالة حول المفاهيم الهيغليّة،  تطرّق فيها إلى أبرز المصطلحات والمفاهيم الهيغلية، والتي لا تزال سارية وحاضرة بقوة في الحقل الفلسفي المعاصر، حيث تحوّلت هذه المصطلحات في سياق المداولات التي تخطت النطاق الحضاري الأوروبي إلى مفاهيم تحمل عليها جملة من القضايا التي تدخل عميقاً في العلوم الإنسانية المختلفة من الفلسفة إلى اللاهوت إلى علم الاجتماع وفلسفة التاريخ.