التجربة الدينية
صدر العدد الجديد من مجلة "الاستغراب"، العدد 22، شتاء 2021، وقد تضمّن سلسلةً من الأبحاث والدراسات شارك فيها عددٌ من الباحثين والمفكّرين والأكاديميين من العالمين العربي والإسلامي. وفي ما يلي نعرض إلى مضامين مختصرة للأبحاث والدّراسات الواردة تبعًا لتسلسل التبويب المعتمد:
في "المبتدأ" كتب مدير التحرير محمود حيدر تحت عنوان: التجربة الدينية ومنطق العقل الأدنى
في "الملف" تناولنا مجموعة مختارة من الدراسات والأبحاث، نوردها كما يلي:
- مقالة للبروفسور محمد لكنهاوزن تحت عنوان: "التجربة الدينية الإسلامية" وفيها مناقشة نقديّة لأصل مفهوم التجربة الدينيّة في نشأته الغربية، وبيان العناصر الأساسيّة التي تميِّزه عن المفهوم الإسلامي للتجربة الدينيّة، وقد سعى الكاتب إلى إجراء تأصيلٍ إجماليٍّ للتجربة الدّينيّة في فضاء الفكر الإسلامي.
- تحت عنوان "الوحي ليس تجربةً دينيّةً" كتب الباحث الإيراني علي رضا قائمي نيا، وفيه يناقش بالتحليل والنقد أطروحة كون الوحي تجربة دينيّة تاريخيّة كما تؤكّد على ذلك الأنثروبولوجيا والنزعة التاريخانيّة في الغرب الحديث، ولأجل ذلك يسعى إلى بيان مفهوم الوحي من خلال مناقشته لثلاثة نظريّات عالميّة في هذا الخصوص.
- "تجربة الله" عنوان المقال الذي كتبه الباحث الإيراني علي شيرواني، وفيه بيانٌ لنظريّة الفيلسوف الأميركيّ وليام ألستون، ومقارنتها مع الأسس التي ترتكز عليها الرؤية الإسلاميّة في هذا السّياق، ووضّح مدى إمكانيّة تحقّق المعرفة التجريبيّة بالله تعالى ونطاقها وفق التعاليم الإسلاميّة الوحيانيّة، التي تؤكّد على إمكانيّة معرفته تعالى شهوديًّا؛ حيث طرح الموضوع بأسلوبٍ مقارنٍ بمحوريّة المبادئ اللاهوتيّة المسيحيّة والإسلاميّة.
- كتب الباحث المصري أحمد عبد الحليم عطية مقاله تحت عنوان: "الشخصانيّة واختبار المعرفة الإلهيّة" ، وفيه يفرّق بين تاريخانيّة الدين التي أراد الفكر الغربيّ إسباغها على الدين بهدف نزع صفة القداسة عنه، وبين التاريخانيّة الذاتيّة التي وقعت فيها التجربة الدينيّة الغربيّة منذ تحول الإمبراطوريّة الرومانيّة إلى المسيحيّة، وصولًا إلى أزمنة الحداثة، وكلّ ذلك من خلال نقد التجربة الدينية المسيحية في أعمال موريس نيدونسيل.
- تحت عنوان "مصداقيّات التجارب الدينيّة" كتب الأكاديميّ المتخصّص في فلسفة الدين جابر موسوي راد بحثه، وفيه يتناول بالتحليل والنّقد خمسة آراء لخمسة من كبار فلاسفة الدين في الغرب: الرأي الأوّل: حول حجّيّة اتفاق الآراء حول التجارب الدينيّة (الإجماع) وتناسقها مع بعضها، وقابليّة طرحها للبحث والتحليل، للفيلسوف وولتر ستيس؛ الرأي الثاني: حول سرعة التصديق إثر التجارب الدينيّة للفيلسوف ريتشارد سوينبورن؛ الرأي الثالث: حول تشابه التجارب الدينيّة مع التجارب الحسّيّة لكلٍّ من وليام ألستون، وجون هيك، وكايث ياندل، ووليام ألستون؛ الرأي الرابع: يقدم ثلاثة أدلّة لإثبات واقعيّة التجارب الدينيّة للفيلسوف رودولف أوتو؛ الرأي الخامس: يتحدث شخصية صاحب التجربة الدينيّة وهو للفيلسوف وليام جيمس.
في باب "بحوث تأصيلية" ورد بحثان تأصيليان:
- "أصالة المنهج في التراث العربيّ الإسلاميّ" للباحث المغربي محمد بنعمر، وفيه يدفاع عن حضور المنهج في علوم التراث العربيّ الإسلاميّ، انطلاقًا من أنّ المنهج هو مسالك ضابطة وآليّات منظَّمة موصلة إلى المعرفة، على عكس ما يدّعيه بعض الباحثين من أنّ الغالب والمهيمن في الممارسة التراثيّة هو الاشتغال على المضامين، والمراهنة على المحتويات، بدل الاشتغال على الآليّات والمناهج المُنتجة لتلك المضامين.
- "أسلمة حقوق الإنسان" للباحث اللبناني محمد طي، وفيه يقدّم أطروحةً مفادها أنّ الأديان السماويّة نزلت لتنقذ البشريّة من الضلال والظلم والتخلّف، وبهذا يرى أنّها أحدثت ثورةً على جميع الصّعد المتعلّقة بالإنسان، سواء أكان ذلك في جانبها الروحيّ أم في جانبها المادّيّ.
في باب "العالم الإسلامي والغرب" وردت مجموعة من البحوث نعرضها كالتالي:
- كتب الباحث اللبناني محمود حيدر مقالة تحت عنوان: "البروتستانتيّة والإمبراطوريّة المختارة"، وفيها إضاءةٌ على التجربة التاريخيّة الأميركيّة بوصفها تجربةً دينيّةً في جذورها ومكوّناتها اللاَّهوتيّة والإيدويولوجيّة والسياسيّة. كما تناول الكاتب الخصائص التي ميَّزت أميركا عن أصلها الأوروبّيّ، والدور الذي لعبته البروتستانتيّة الإنجيليّة في إضفاء الفرادة والاستعلاء على بقيّة العالم، وذلك بذريعة أنّ أميركا هي أرض الخلاص الموجود لسائر البشريّة.
- تحت عنوان: "الإيمان الصاعد والإلحاد المتهافت" كتبت الباحثة المصرية صابرين زغلول السيد بحثًا، وفيه تقدّم قراءةً في تجربة وليام كريغ في دحض النزعات الإلحاديّة؛ حيث يدحض أباطيل أصحاب النزعات الإلحاديّة وخصوصًا ما جاء به عدد من هؤلاء، مثل: ريتشارد دوكنز، ودانييل دينيت، وستيفن هوكينغ وسواهم. وبالتالي يتّضح أنّ مسارات الجدل بين اللاهوتيّين والعلمانيّين في الغرب تنطوي على دلالات في غاية الأهمّيّة، أبرزها عودة سؤال الإيمان الدينيّ بقوّة بين عدد وازن من الفلاسفة والمفكّرين.
- كتب الباحث المصري محمود كيشانه بحثًا بعنوان "اللاَّهوت الإقصائيّ"، وفيه يتعرّض الباحث بالنّقد والتّحليل لرؤية هيغل للإسلام انطلاقًا مما نسمّيه بتجربته اللاهوتيّة في مقاربة الآخر الدينيّ؛ حيث يظهر من ذلك البعد اللاهوتيّ الواضح في تصوّر هيغل للإسلام.
- تحت عنوان: "التسامح وأبعاده الحضاريّة في الفلسفة الغربيّة" كتب الباحث اليمني عبد الله محمد علي الفلاحي بحثًا، وفيه يقدّم تحليلًا للأبعاد النظريّة لأطروحة التسامح، كما ويُبيّن أعطالها على المستويين النّظري والتّطبيقي.