ملخصات أبحاث ومقالات العدد 27+28

المنهج الفينومينولوجي  وتطبيقاته في العالم الإسلامي

استتباع التهافت

حميد بارسانيا

هاشم مرتضى محمد رضا

الملخص

ظهرت في الغرب مبانٍ ومناهج مختلفة وانشعبت التيّارات والمدارس المتعدّدة جرّاء هذا التنوّع المنهجيّ ويعتبر المنهج الفينومينولوجيّ أحد أهمّ المناهج التي ظهرت في الفترة المعاصرة على الساحة الفكريّة والثقافيّة العالميّة؛ تبلورت العناصر النظريّة التأسيسيّة للفينومينولوجيا بشكلٍ أوضح على يد الفيلسوف الألماني ادموند هوسرل وحاول أن يحلّها محلّ الفلسفة القديمة في الاشتمال على كلّ شيء. وقد تسرّب هذا المنهج إلى العالم الإسلامي وتبنّاه ثلّة من المفكرين أمثال إسماعيل الفاروقي وحسن حنفي وسواهما. في هذا البحث، نتناول بيان الأسس التي ابتنى عليها المنهج الفينومينولوجي ومن تبنّاه في العالم الإسلامي، كما نتطرّق إلى أهم النقود التي وُجِّهت إليه، ضمن ثلاثة مباحث: يتضمّن المبحث الأوّل لمحةً تاريخيّةً عن المنهج الفينومينولوجي، ويتطرّق الثاني إلى تطبيقات المنهج في العالم الإسلامي، أما المبحث الثالث فيتعرّض للموضوع بالتحليل والنقد.

 

 

ظاهراتيّة الدين

تأمّل منهجيّ في تعيُّناتها المعرفيّة

 

أحمد عبادي

 الملّخص

تحظى ظاهراتيّة الدين في الوقت الراهن بالمقبوليّة عند الكثير من المحقّقين في حقل الدين. وقد تسلّل هذا الاتجاه إلى حقل البحث الدينيّ تحت تأثير من ظاهراتيّة هوسيرل. إن العناصر الجوهريّة في ظاهراتيّة الدين عبارة عن: توصيف الظاهريّات الدينيّة بشكل بحت ومجرّد عن البيان، والتركيز على الحيثيّة الالتفاتيّة الكامنة في الظاهريّات الدينيّة، ومواجهة الرؤية التحليليّة، وتعليق جميع الفرضيّات والمعلومات السابقة، والسعي إلى شهود ذات الدين. إن ظاهراتيّة الدين تفتقر إلى جميع أبعاد النظام المعرفيّ الكامل؛ ولذلك لا يمكن اعتباره علمًا مستقلًّا يحتوي على التعيّن المعرفيّ التامّ. إنّ ظاهراتيّة الدين في أجدى صورة هي مجرّد اتّجاه متعلّق بمقام الجمع، وليست علمًا مستقلًّا، ولا منهجًا وأسلوبًا لمقام الحكم. وبناءً عليه فإنّ التوقّف عند التوصيف البحت، والغفلة عن البيان والتفسير، وعدم الجدوائيّة في الوقاية من النزعة التحويليّة وعلاجها، والاستناد إلى المفاهيم الكلّيّة والغامضة والمبهمة، والافتقار إلى النموذج الدراسيّ المحدّد والمنهج البحثيّ المدوّن، لتقويم النظريّات في مقام الحكم والإمعان في مقام الجمع، كلّ ذلك أدّى إلى عدم جدوائيّة ظاهراتيّة الدين بوصفها منطقًا لفهم الدين.

 

فينومينولوجيا الوعي المضطرب

إشكاليّة اللغة والعلامة في المنظومة الهوسرليّة

 

علي محمد أسبر

 الملخص

هَدَفَ هذا البحث إلى تبيانِ أنَّ هوسرل فهم حقيقة اللغة في أفق الإبوخي (تعليق الحكم على الظواهر)؛ لذلك جاء تحليله للعلامات، سواء أكانت إشارات أم عبارات، نابعاً من موقفه الترنسندنتاليّ، فأصبحت معاني العبارات تحديداً تتوالد على نحو قبليٍّ داخل الوعي، وذلك بمعزل عن الدور الذي يؤدّيه تركيب الألفاظ المتواطَأ أو المتواضع عليها. وعليه لم ينجح هوسرل في حلّ هذه الإشكاليّة بلجوئه إلى التمييز داخل الوعي بين النوئيسيس والنوئيما، لأنَّ الوعي ليس مغلقاً على ذاته داخل شرنقة الذاتيّة، وإنما هو انفتاح على العالم.

لكن هنا لا بدّ أن تصطدم لغة الأنا المتعالي بلغة الموقف الطبيعيّ للإنسان، الأمر الذي سيؤدّي إلى تناقض عميق بين لغة تتواضع عليها ذاتيّات متعالية وبين لغة يتواضع عليها شعب بأكمله بصفتها محصّلة لتجربة وجوديّة تاريخيّة كبرى. من هنا جاءت محاور هذا البحث على النحو الآتي:

أوّلاً: جذور المنهج الفينومينولوجيّ أو العودة إلى الأشياء أنفسها.

ثانياً: الردّ الفينومينولوجيّ بإزاء اللغة: التحوّل من لغة الأنا التجريبيّ إلى لغة الأنا المتعالي.

ثالثاً: مفهوم العلامة بين النوئيسيس Noesis والنوئيما Noema: العلامة على مستوى التعقُّل والمعقول. وانتهى البحث بخاتمة.

 

 

هرمنيوطيقا الظاهراتيّة الوجوديّة

نقد المنهج في تأويليّات هايدغر

مسعود فياضي

الملخص

الأنطولوجيا الأساسيّة لهايدغر هي المبنى الفلسفيّ للهرمنيوطيقا الفلسفيّة لغادامير. إن أسلوب هايدغر في الفلسفة الأساسيّة، وبالتالي أسلوب غادامير في الهرمنيوطيقا الفلسفيّة ـ على حدّ صريح قولهما ـ إنّما هو الظاهراتيّة الوجوديّة، ومن هذه الناحية فإنّ مفاهيم من قبيل: الحقيقة، والوجود، والفهم، والمعنى، والعالم، وما إلى ذلك، أعيد تعريفها في الهرمنيوطيقا الفلسفيّة من خلال الاتجاه الظاهراتيّ، ومن هنا فإنّ استعمال هذه المفردات في هذه الهرمنيوطيقا والفلسفة يختلف بشكل كامل عن استعمالاتها في سائر الهرمنيوطيّقات والفلسفات الأخرى التي لا تنتهج الأساليب الظاهراتيّة؛ بيد أنّ مكمن المشكلة هنا هو أنّ الظاهراتيّة الوجوديّة قد تعرّضت لانتقادات أساسيّة، وتسبّبت تلك الانتقادات بأزمات فعليّة سواء للأنطولوجيا الأساسيّة لهايدغر، أو الهرمنيوطيقا الفلسفيّة لغادامير؛ وذلك لأنّ الظاهراتيّة إنّما تمّ إيجادها من الأساس لكي تحلّ التطابق بين العين والذهن؛ ولكنّها أخفقت في ذلك من الناحية العمليّة، واكتفت بمحو صورة المسألة، ونتيجة لذلك لا يمكن أن تشكّل نقطة ارتكاز مناسبة للهرمنيوطيقا الفلسفيّة. الأمر الآخر أنّ الظاهراتيّة حيث تقوم في المنتهى على الفرد، وتقتصر دائرة تأثيرها على خصوص الظهورات التي تعرض للمفسّر، وبالتالي فإنّها تؤدّي إلى النسبيّة وحتى إلى المثاليّة.

 

نقد ما بعد البنيوية لجاك دريدا 

في حقل فلسفة الدين

استناداً إلى آراء العلامة الطباطبائي

 

بقلم: مهدي عسكر زاده

رسول رسولي پور

تعريب: حسن علي مطر

الملخص

لقد تمّ تدوين هذه المقالة لغرض تقديم دراسة نقدية لما بعد بنيوية جاك دريدا في حقل فلسفة الدين استناداً إلى آراءالعلامة الطباطبائي.إن المعرفة الدينية لجاك دريدا في إطار الاتجاه ما بعد البنيوي إلى فلسفة الدين، لا تسعى في بحث مسائل هذه الفلسفة ـ من قبيل: وجود الله ـ إلى الوصول إلى الحقيقة أبداً. وذلك لأن جاك دريدا لا يؤمن بوجود حقيقة تنكشف للإنسان من طريق الأسلوب البرهاني. وباعتقاده فإنه من خلال التأكيد على السريّة يمكن ضمان حياة الأمر الديني. وعلى الرغم من إقرار العلامة الطباطبائي بدوره بوجود محدودية تواجه العقل البشري في حقل الفلسفة الإلهية، ولكنه مع ذلك لا يُبدي من نفسه استعداداً إلى التخلي عن التفكير المنسجم والمقترن بالاستفادة من البراهين العقلية لاكتشاف حقيقة الأمر الديني. إن التعددية المعرفية، وعدم ثبات المعنى، والتشكيك في البداهة، من بين الإشكالات التي ترد على رؤية جاك دريدا. يذهب العلامة الطباطبائي إلى الاعتقاد بأن للحقيقة بنية وتركيبة متناغمة يستطيع الإنسان أن يكتشفها من خلال الممارسة العقلانية. إن العلامة لا يتقبّل الرؤية النسبية لجاك دريدا في حقل الحقيقة أبداً، بل يعتقد أن مسار المعرفة في فلسفة الدين يصل إلى غايته ومنتهاه من طريق إطلاق وكليّة الحقيقة.

 

بحث النظرية البنيوية من زاوية الحكمة المتعالية

 

بقلم: د. حسن عبدي

تعريب: حسن علي مطر

الملخص

تعدّ النظرية البنيوية واحدة من النظريات الشائعة في العلوم الاجتماعية. وقد اتسعت هذه النظرية لاحقاً لتشمل علوماً، من قبيل: علم النفس، والعلوم التربوية والاقتصاد والإدارة أيضاً. واليوم بدأنا نشهد امتداد هذه النظرية إلى حقل العلوم الطبيعية أيضاً. وتعود هذه النظرية في جذورها الأولى إلى عالم اللسانيات السويسري الشهير فرديناند دي سوسير. مع نفي المعاني المستقلة لجميع المفاهيم، يتمّ تحليل وتفسير الدوال والدلالات على أساس مفهوم الربط والنسبة. وبذلك فإن "الربط" و"النسبة" تحظى بالأصالة في هذه النظرية. إن السؤال الأصلي في هذه المقالة، عبارة عن: "ما هي الانتقادات الواردة على النظرية البنيوية من زاوية الحكمة المتعالية؟". وقد تمّ بحث هذا السؤال في هذه المقالة في ضوء الاستفادة من الأسلوب التحليلي / العقلي. وعلى أساس معطيات التحقيق، تمّ إيراد الكثير من الإشكالات على النظرية البنيوية، ومن بين أهمّ تلك الإشكالات، عبارة عن:

1 ـ نفي الموجود المستقل، على الرغم من الإقرار بالموجودات الرابطة.

2 ـ نفي ذات وذاتيات الأشياء.

3 ـ نفي اختيار الإنسان.

4 ـ الشمولية الذاتية لهذه النظرية.

5 ـ النزعة الاختزالية.

 

المنهجيَّة التَّفكيكيَّة... معاثرها وأسباب ظهورها وعوامل انتشارها

"دراسةٌ نقديَّةٌ"

حمدان العكله

 الملخص

تعدُّ التفكيكية واحدة من أبرز مناهج التحليل الفلسفي والأدبي والتي تنتمي إلى مناهج ما بعد الحداثة، ظهرت التفكيكية في النصف الثاني من القرن العشرين، وارتبط ظهورها بالتحولات الفكرية الكبرى التي طالت بنية النص اللغوي وتحليلاته التقليدية، لتتبنَّى رؤية مختلفة عمَّا هو سائد، فترفض التحليل الثابت للنص، وتدعو إلى منح النص الأدبي معانٍ جديدة غير ثابتة، أي دعت إلى انفتاح النص بالشكل الذي يجعله قابلاً لاستيعاب عدد لا متناه من التأويلات المختلفة، وقد جاء هذا المنهج كردة فعل على المنهجية البنيوية وعلى فكر الحداثة وتقاليدها، ليشكِّك بكلِّ ما تقوم عليه من أفكار، ففي المنهج التفكيكي البناء والهدم للبناء إلى ما لا نهاية.

تحاول التفكيكية تحليل النص بأسلوب يعالج مفاهيم النص، أي هو يستند على المعنى، ويلاحظ التناقضات ضمن المعنى نفسه معتمداً على استقلالية النص بوصفه بنية لغوية، ومتجاوزاً الكاتب الذي يفترض أنَّه لم يعد يتصل بالنص المكتوب والذي بات ملكاً للمتلقي الذي بإمكانه أن يستخرج من النص ما لم يخطر على ذهن الكاتب أثناء إنشاء النص، فالنص ليس لغة ثابتة تملك تفسيراً أحادياً يحتكره الكاتب وحده، بل تميل التفكيكية لجعله أكثر ديناميكية وقدرة على استيعاب التفسيرات الجديدة والمتبدِّلة بتبدُّل الفكر وتاريخ المجتمعات.

البحث دراسة نقدية للمنهجية التفكيكية، ومناقشة للأسباب التي قادت إلى ظهور هذه المنهجية وارتباطها بفلسفات حداثوية، على الرغم من انقلابها على قيم الحداثة نفسها، إلا أنَّ هذا الانتشار ارتبط بظروف مختلفة ساعدت من حضور التفكيكية بشكل قويٍّ في ساحة الفكر الفلسفي والأدبي، وقد تميزت التفكيكية بأسس ومرتكزات قامت عليها وعزَّزت من فاعليتها، إلا أنَّها حوت في الوقت نفسه على جملة من التناقضات في بينيتها وفي تطبيقها.

 

الفينومينولوجيا بوصفها أنطولوجيا

التدرُّج القلِق من الموجود إلى الوجود

سوزان عبد الله ادريس

ملخّص

يُنظر إلى هايدغر كأحد أشهر الفلاسفة الذين حاولوا تقويض المنهج الفلسفيّ الذي كان سائدًا من قبل في بحث مشكلة الوجود، ولاسيّما الميتافيزيقا التي كانت تسأل عن الموجود بما هو موجود، ونسيت الوجود وأغفلته بشكل تامّ، فقد عُرف هايدغر بفيلسوف الأنطولوجيا الإنسانيّة التي تحتفي بوجود الموجود والكائن، بحيث أعاد الاعتبار للموجود باعتباره وجودًا مغايرًا للفلسفات التقليديّة الميتافيزيقيّة السابقة التي تهتمّ بالموجود على حساب الوجود، أمّا هو فقد اعتبر الفلسفة أنطولوجيا فينومينولوجيّة كلّيّة تنبع من تأويليّة الدازاين، مؤكِّدًا على تلازم الأنطولوجيا مع الفينومينولوجيا، إذ يشرح الدازاين بأنّه كينونة الوجود المتمثّل في حالة الإنسان من زاوية وجوده، وحضور الشيء القائم أمامنا مباشرة، ويهتمّ بوصف الكائن القائم أمامنا ثمّ وجوده وتواجده.

 فهذا المصطلح "الوجود" مخصّص للبشر، فالأشياء تكون، أمّا الإنسان فوحده يوجد، وبهذا نجد أنّ هايدغر اطّلع على الدراسات السابقة عن الكينونة والزمان، ولكنّه خرج بتصوّرات ومنظور جديد ومختلف عما سبقه، وقد ظهرت هذه التصوّرات في مفهومه عن الكينونة والزمان من خلال تفكيك تاريخ الأنطولوجيا السابقة. ينطلق هايدغر من الموجود بمعنى (الإنسان) الذي يتميّز بحالة من الفهم لهذا الوجود، الأمر الذي يميّزه عن غيره من الموجودات، ويتجلّى هذا الفهم في سلوكيّاته التي تكشف عن "وجود" هذه الموجودات أو كينونتها.

 

فينومينولوجيا القيم المبتورة

رؤية تحليليّة نقديّة لأفكار شيلر ونقده لكانط وهوسرل

منال محمد خليف

ملخّص

يشكّل البحث في طبيعة القيمة أهمّ المحاور التي تدور حولها الأخلاق المعاصرة؛ نظراً لما وصل إليه الإنسان في عصر التقنية والعلم من فوضى في فهم القيم الأخلاقيّة ومرتكزاتها، وإلى الخلط الذي أدّت إليه فلسفات الأخلاق المختلفة من فهمٍ لسياق الوسائل والغايات، ومعرفة القيمة الأساسيّة التي تتوجّه إليها جميع القيم. وتأتي أهمّيّة هذا الموضوع في سياق أكثر من مُسوّغ، تبعاً لما آل إليه البحث في حقيقة القيمة والنظرة الثابتة والمطلقة من مشكلات انسكبت في عمق التفكير الغربيّ المعاصر. ولعلّ الحديث عن قضيّة القيم كمعطى فينومينولوجيّ يحيل أساساً إلى تأسيسات هوسرل النظريّة، وإلى ما ذهب إليه كانط في تنظيره القيم المتأرجحة عند النسبيّة والمطلقيّة. والهدف الذي نرومه من هذه الدراسة هو بحث المباني والمرتكزات التي قامت عليها القيم من خلال أبرز منظّريها وخصوصاً فلسفة القيمة التي ظهرت في تنظيرات ماكس شيلر وتفكيره الفينومينولوجيّ، ومحاولاته الدؤوبة في حلّ إشكاليّة القيم، وتخليص فلسفة القيمة من ثوبها الكانطيّ، وكذلك معرفة إلى أيّ مدى كان محقًّا في ذلك؟ وكيف يمكن للحدس العاطفيّ أن يكون حكماً على ماهيّة القيمة؟ وهل يمكن فصل القيم عن الإرادة والعقل، وما موضع الشخص ضمن فلسفة القيمة عند شيلر؟ وكيف يمكن أن نتحدّث عن الحبّ كقيمة؟