العتو الغربي: تاريخيّة الإرهاب والطغيان
صدر العدد الجديد من فصلية الاستغراب (خريف 2023) ويحمل عنوان "العتو الغربي: تاريخيّة الإرهاب والطغيان"، وفيه مجموعة من البحوث والدراسات عالجت الموضوع من جوانب مختلفة. وقد توزّعت بحسب التقسيم المعتمد كالآتي:
في المبتدأ، كتب الشيخ حسن أحمد الهادي تحت عنوان "حضارة الغرب: وليد الحروب.. وقوة إقصاء الآخر"، وفيه تسليط ضوء على ما وصل إليه الغرب عمومًا وأوروبا خصوصًا من تطوّر، يقوم على إرث حضارةٍ دمويةٍ مفرطة، وعنصريّة مقيتة، فتكت بكلّ أشكال الحياة الإنسانيّة على مرّ التاريخ، والهادف إلى ترسيخ الاستعمار العابر للحضارات والشعوب والدول بكلّ مواردها البشريّة وغيرها. وقد انفرد الغربيون عبر تاريخهم الطويل - وما زالوا- بالإقصائيّة التي لا ترى الآخر من منظور تشاركي بقدر ما تراه منافسًا لدودًا وعدوًّا محتملًا، ولهذا فإنّ النزعـة الاستعلائيّة على الآخرين متجذّرة في الفكر الغربي، وهي حلقة من سلسلة طويلة تشمل كلّ الميادين الفكريّة والاقتصاديّة والعسكريّة والسياسيّة.
في الملف، مجموعة من البحوث جاءت كالآتي:
- تحت عنوان "حملات الأباطرة الرومان إلى الشرق"، كتب الباحث السوري أحمد حسين المشعل بحثه، وفيه يعالج حملات الأباطرة الرومان بعرض ونقد حملاتهم، وحروبهم الممتدة، وتلبّسهم بسياسة الاستعمار والمكر والخديعة التي لم تتوقّف عند حدّ معيّن.
- بعنوان "الاحتلال الروماني لمصر والمغرب العربي القديم وتداعياته" كتب الباحث السوري عقيل نمير بحثه، وفيه سلّط الضوء على الوجه المغيّب للاحتلال الروماني، والذي تمثّل في الأعمال السلبيّة التي وقع بها رجال السياسة والإدارة الرومان في حكم البلاد التي احتلّوها، وفي الأسلوب الوحشي والقمعي الذي اعتمدوه في قمع الثورات التي قامت في مصر وشمال إفريقيا إثر مصادرة الأراضي الزراعيّة والقضاء عليها بوحشيّة.
- "نظرة نقديّة لحقيقة بطش الإمبراطورين نيرون ودوميتريان" عنوان البحث الذي قدّمه الباحث في جامعة دمشق رفاه البوشي الدباغ، وقد سلّط الضوء على جانب من الظلم والاستبداد عند شخصيات ذكرها التاريخ بقوّة، والتي تحدّثت عن بناء حضارة تفوق كلّ الحضارت على أيدي أجيال من هؤلاء الحكّام، وقد حلّل الباحث فترتي حكم نيرون ودوميتريان وقدّم نظرة نقديّة لحكمهما.
- تحت عنوان "الحروب والصِّراعات الغربيَّة (صراع الأباطرة)" كتبت الباحثة المصريّة علا عبد الله خطيب محمد بحثها، وفيه تُعالج بالعرض والتحليل جانبًا مما استفاضت به المصادر التاريخيّة في قضيتي الكنيسة والحرب في القرون الوسطى، وما نتج عن هذه الحروب والصّراعات من تصدّع داخلي وآثار سلبيّة في كلّ المجالات.
- "أسباب الحروب الصليبيّة ودوافعها" عنوان البحث الذي قدّمه الباحث السوري عمار محمد النهار، وفيه يسعى إلى معرفة أسباب الحروب الصليبيّة ودوافعها معتمدًا على مجموعة متنوّعة من المصادر والمراجع والروايات ورؤى المؤرخين.
- بعنوان "نظرة تاريخيّة نقديّة للحملات الصليبيّة الرئيسة" كتبت الباحثة السورية ناديا محمد زهير الغزولي بحثها، وقد بيّنت فيه أنّ الحرب هي الغرض الأساسي الذي قامت لأجله الحملات الصليبيّة، فالحرب كانت أساس الحياة في الإمارات التي أقيمت في الشرق العربي. ومِن أجل هذه الحرب ارتكب الصليبيّون العديد مِن الجرائم الدمويّة.
- كتبت الباحثة الجزائريّة شهرزاد حمدي بحثها تحت عنوان "رؤية العالَم الغربيَّة: الوجود بالإبادة والعيش بالإقصاء"، وفيه تثبت مُمارسات العقل الغربي الإبادي في الحُروب الَّتي يشنُّها في حقِّ الشُّعوب، وأنَّ ثقافة الحرب لديه هي ثقافة هُجوميَّة استعماريَّة وليست دِفاعيّة.
- تحت عنوان "حرب المئة عام بين إنكلترا وفرنسا" كتب الباحث السوري أحمد محسن الخضر بحثه، وفيه يعرض لحرب المئة عام التي شكّلت أوروبا الغربيّة وأسّست لقوّتين رئيستين بريطانيا وفرنسا، وأظهر التطوّرات المختلفة التي شهدتها تلك الحقبة الزمنيّة.
في باب بحوث تأصيليّة، ورد بحثان تأصيليان:
- "التَّرجمة الثَّقافيَّة والتَّعددُّيَّة الكونيَّة والاختلاف الإبستيمي" عنوان البحث الذي كتبه الباحث المغربي جواد الحبوش، وفيه تناول موضوع التَّرجمة الثَّقافيَّة من خلال إبراز فكرتين رئيستين: التَّرجمة بوصفها "رفيق الإمبراطورية"، والتَّرجمة بوصفها فعلًا مقاومًا ومناوئًا لكلِّ أشكال السُّلطة والمعرفة الغربيَّتين، وهما فكرتان تعكسان معًا مدى ارتباط موضوع التَّرجمة بدهاليز السِّياسة في سياق الحداثة الاستعماريَّة وما بعدها.
- "مهام العقل وأدواره في المعرفة الدينيّة" وهو بحث للباحث الإيراني رضا برنجكار، وفيه يُعدّد مهام العقل وأدواره وهي خمسة، ويحلّل أدوار ومهام العقل في المعرفة الدينية بواسطة ثماني آليات.
في باب منتدى الاستغراب، وردت دراسة للباحثة المصريّة دعاء عبد النَّبي حامد تحت عنوان "إشكاليَّة العنف والحريَّة في ضوء فلسفة ما بعد الاستعمار"، وفيها تعرض لرؤية الفيلسوف الكاميروني أشيل مبيمي، والَّذي أسَّس نظريَّته في الفكر ما بعد الاستعماري على نقد المركزيَّة الأوروبيَّة، كما أعطى اهتمامًا بالغًا للعنف، وتأثيره في سياسة الموت، وأيضًا أعطى اهتمامًا للحرِّيَّة وما تعنية في الفكر الأسود.
في باب قراءات علميّة، وردت القراءات الآتية:
- القراءة الأولى لإدارة التحرير قدّمت فيها نظرة شاملة لكتاب تاريخ أوروبا وبناء أسطورة الغرب
لصاحبه المفكر اللبناني جورج قرم.
- القراءة الثانية قدّمتها الباحثة اللبنانية أمل ناصر ناصر لكتاب الإرهاب الغربي للمؤلف روجيه غارودي.
- القراءة الثالثة عالجت كتاب محمّد والقرآن واليهود.. بوابة إلى الحقيقة، قدّمها الدكتور أحمد البهنسي.