ملخصات أبحاث ومقالات العدد 18

ديفيد هيوم

فيلسوف السخرية من العقل

صدر العدد الجديد من فصلية "الاستغراب"، العدد 18، تحت عنوان "ديفيد هيوم: فيلسوف السخرية من العقل" وقد شارك فيه باحثون ومفكرون من أوروبا وأميركا والعالمين العربي والإسلامي. وفي ما يلي نعرض إلى مضامين مختصرة للأبحاث والدراسات الواردة تبعًا لتسلسل التبويب المعتمد.

في "المبتدأ" كتب مدير التحرير المركزي محمود حيدر مقالًا تحت عنوان "ديفيد هيوم.. خصيم العقل.. مُنكِر الميتافيزيقا" وفيه يقارب شخصيّة ديفيد هيوم المفتونة بالشكّ حدّ اللّايقين بأيّ شيء سواء عبر التجربة أو عن طريق الاستدلال العقلي.

في "الملف" مجموعةٌ مختارةٌ من الدراسات والأبحاث جاءت على الشكل الآتي:

- الباحث الإيراني محمد فتح علي خاني ناقش هنا أطروحات هيوم بصدد المعجزة في سياق مجادلاته مع اللاهوت المسيحي. وفي هذا البحث الذي يتمحور حول الكيفية التي تناول فيها هيوم موضوع المعجزة يسعى علي خاني الى نقد هذه المسألة في إطار اهتماماته بقضايا فلسفة الدين. كما يتضمن تفكيكاً لآراء هيوم وتحليلها وبالتالي نقدها على قاعدة إثبات واقعية المعجزة تبعاً لمنهج الاستدلال العليِّ.

- "نظريّة العدل عند هيوم: مسعى إلى نقد فلسفته السياسيّة" دراسة للباحث الإيراني أحمد واعظي سعى فيها إلى شرح وتحليل آراء ونظريَّات هيوم المطروحة في مجال العدل، وأوضح مدى ارتباطها بالمبادئ الإبستيمولوجيَّة والأنثروبولوجيَّة التي يتبنَّاها في رحاب دراسة نقديَّة تمحورت بشكلٍ أساسيٍّ حول نظريَّته في الموضوع المذكور. كما يقوم الباحث بدفع توهّم تقديره أنّ هيوم يتبنّى نظريّتين مختلفتين حول العدل، بل إنَّ فهمه للعدل مرتكز على تصوُّرات خاصَّة بالنسبة إلى الإنسان ومكانته المعرفيَّة، وطبيعة فضائله الأخلاقيَّة، ودوافعه الباطنية التي تحفِّزه على تأسيس مجتمع تُراعَى فيه هذه المبادئ.

- تحت عنوان "القدماء، الوعي البسيط، وشكوكيَّة هيوم: الهويَّة والريبيّة المفرِطة" تناقش الباحثة الأميركيّة ماريا ماغولا أداموس ثلاث قضايا أساسيّة، لطالما أهملها النقّاد. وهي:

- رأيَ هيوم بالفلسفة القديمة كما طرحه في القسم الثالث، مع تركيزٍ خاصّ على نقاشه حول الهويَّة وبساطة الأجسام.

- الاحتجاج على رأيه حول الهويَّة والبساطة.  

- بيان عدم إمكانيَّة أخذ نصيحته بامتلاك شكوكيَّة “مُعتدلة” على محمل الجدّ

- الباحث الإيراني علي دجاكام كتب حول "جدل العلاقة بين الذِّهن والعين" وفيه يرصد أطروحات هيوم في منظومة مطهّري النقديّة؛ ليكشف لنا أنّ هيوم لم يكتفِ بإنكار وجود الجوهر النفسانيِّ المستقلّ، بل أنكر أيضًا وجود الجوهر المادِّي الخارجيِّ؛ إذ ادَّعى أنَّنا نستنتج من الإحساس والتجربة وجود سلسلةٍ من الأمور المسمَّاة بالأعراض والحالات، أمَّا وجود الجوهر الجسميِّ الذي هو منشأ حالات الضمير والوجدان، فلا تؤيِّده التجربة، ولا يشهد له الحسّ.

- الباحث والأكاديمي المصري غيضان السيد علي كتب بحثًا بعنوان "نشأة الدين عند هيوم من التعدُّدية إلى التوحيد: نقد في تطوُّر الأديان" وفيه متاخمة نقدية لرؤية هيوم حول أصل ونشأة الأديان وتطوُّرها وارتقائها؛ ليبيِّن أوجُه القصور والنقص التي شابت معالجاته للقضايا الدينيَّة، موضحًا تناقضاته في هذه القضايا التي انبرى لها مُدَّعيًا استكناه حقيقتها وسبر أغوارها.

- تحت عنوان "السببيَّة الناقصة: نقد العقل القاصر عند ديفيد هيوم" قاربت الباحثة التونسيّة سارة دبوسي بالنقد مسألة السببيَّة كما شيّدها هيوم. كما تناولت مواقفه الرَّيبيَّة التي تُقرُّ باستحالة التوصُّل إلى حقائق نهائيَّة. وذلك لعجز العقل –كما يزعم- عن تفسير العلاقة القائمة بين السبب والمسبِّب.

- الباحث الإيراني حسين علي شيدان شيد كتب مقالةً بعنوان "الوصل المضطرب بين العقل والدين: مقاربة نقدية لرؤية ديفيد هيوم" أوضح فيها طبيعة الارتباط بين العقل والأخلاق في إطارٍ تحليليٍّ نقديٍّ، من خلال الأهميّة البالغة التي أولاها هيوم لمسألة تأثير العقل على الأخلاق، حيث قيَّد نطاق تأثيره إلى حدٍّ كبيرٍ من منطلق اعتقاده بأنَّ العواطف هي صاحبة الحظِّ الأوفر في هذا المضمار. لكنَّ هيوم لم يلتزم بهذا الرأي طوال مسيرته الفكريَّة، بل تبنَّى أحيانًا وجهات نظر لا تتناغم معه.

في باب "حلقات الجدل" نقرأ مجموعة من البحوث جاءت على الشكل الآتي:

- يناقش الباحث والأكاديمي البريطاني مايلز فريدريك بورنيت واحدة من أكثر القضايا حساسية ودقّة في منظومة ديفيد هيوم الفلسفية. والسؤال الأساسي الذي تدور هذه القضية مدارُه هو معرفة ما إذا كان الشكّاك يعيش شكّه وهو يعاين ظواهر الوجود والعلل التي تمكث وراء هذه الظواهر.

يركز البحث على الجانب المعرفيّ لا الاعتقادي في شكوكية هيوم؛ ليبيِّن أثر ذلك على سلوكه في الحياة ونظرته إلى العالم كما يتطرق الى صلة هيوم بالتأسيس الإغريقي للنزعة الشكيِّة التي بدأت مع البيرونية (نسبة إلى بيرون) مؤسس مذهب الشك في القرن الثالث قبل الميلاد وظلت سارية إلى عصور التنوير والحداثة.

- الباحث المصري بهاء درويش كتب مقالة بعنوان "ديفيد هيوم كمثال لمعضلة التنوير" سلّط الضوء خلالها على أحد مباني هيوم الفلسفيّة التي جعلت “علم الإنسان” على قمَّة العلوم الأخرى، في حين أنَّ النتائج التي توصَّل إليها التنويريُّون، هي على العكس تمامًا؛ إذ انتهت إلى أنَّ الإنسان كائن بلا روح، وبلا جوهر نفسيٍّ، ولا حرِّيَّة للإرادة عنده، ولا ملكة غير طبيعيَّة للعقل لديه، وبالتالي لا تميُّز له عن غيره من الكائنات يوافق فخره بقدراته. كما أشار الباحث إلى أنّ هيوم يمثِّل هذه السمة خير تمثيل، بل يمكن القول أنَّه فيلسوف الشكِّ بالقدرة البشريَّة العقليَّة من حيث هي قدرة معرفيَّة، إذ إنّه لم يجد تبريرًا للاعتقاد سوى قوَّة العادة.

- تحت عنوان "نقد رَيْبيَّة هيوم: معضلة التعرُّف على حقائق الوجود" عالج الباحث والأكاديميُّ التونسيُّ نور الدين السافي النقطة الأكثر جاذبيَّة في فلسفة ديفيد هيوم، ونعني بها الرَيبيَّة والشكوكيَّة التي حكمت مجمل منجزه الفكريِّ والآثار التي ترتَّبت عليها في ما بعد.

- الباحث العراقيِّ مازن المطوري يكتب مقالًا تحت عنوان "ديفيد هيوم وقانون العليَّة: لعبة التناقض المريب" وقد سعى فيه إلى دراسة ونقد موقف ديفيد هيوم من قانون العلِّيَّة وبيان تناقضه المنطقيّ. وفي هذا السياق يتساءل الباحث عن مدى صوابيَّة الحجَّة التي حملت هيوم على إنكار الضرورة الوجوديَّة والحتميَّة للعلاقة بين العلَّة والمعلول في فهم وإدراك الموجودات التي لا يمكن الوقوف عليها من خلال التجربة الحسِّيَّة.

- الباحث الإيراني شهاب الدين مهدوي كتب بحثًا بعنوان "ديفيد هيوم وتطبيقه للمنهج التجريبيَّ على الفلسفة: دراسة مبدأ السببيَّة نموذجًا"، مضيئًا على عمليّة إسقاط هيوم للمنهج التجريبي على الفلسفة، حيث اعتبر هيوم أنَّ الضرورة الخارجيَّة أمر لا يمكن إرجاعه إلى الانطباع، وفسّرها في مبدأ السببيَّة بأنَّها ضرورة ذهنيَّة ناشئة من العادة وقائمة على أساس قانون التداعي.

في باب "الشاهد" كتب الباحث المصري أحمد عبد الحليم عطيّة بحثًا بعنوان " رحلتي مع ديفيد هيوم هكذا قرأته كفيلسوف للبيئة والمرأة"، وهو عبارة عن محاولة استكشاف مناطق غامضة وغير مألوفة في منظومة هيوم الفلسفية، إلا أن خصوصيّة هذه المحاولة أنّها تضيء على جملة من الإشكاليات، أخصّها ما يتصل بنظريّاته الأخلاقية حول البيئة والمرأة. ولذا كان السؤال الذي طرحه الباحث منطقيًّا وشكل محور دراسته: هل كان هيوم فيلسوفًا نسويًّا وفيلسوفًا للبيئة في آنٍ واحد؟