في ما يلي نقدم للقارئ العزيز خلاصات إجمالية بمضامين الأبحاث والمقالات التي ضمّها العدد الثاني من فصلية "الإستغراب". شتاء 2016
- في الإفتتاحية التي كتبها مدير التحرير المركزي محمود حيدر وجاءت تحت عنوان: "سحر العلمانية وسرِّها" مقاربة للجدل التاريخي الذي تعرض له مفهوم العلمانية على المستويين النظري والتطبيقي. كما تشير في هذا السياق الى الآثار المرتبة على تعدد معاني العلمانية لغة واصطلاحاً وتطبيقاً مما جعلها تستعصي على فهم مشترك بين المفكرين وعلماء الإجتماع بشأنها..
أما أبحاث ومقالات الأبواب فقد جاءت على الشكل التالي:
- في "باب الحوارات" نقرأ حوارين. الأول وقد جاء على شكل مناظرة بين عالم الاجتماع الاميركي روبرت بيلا ورئيس مجموعة العمل في مجلس البحوث الإجتماعية في جامعة بروكلين في نيويورك مارك جورجنسماير. محور المناظرة تركز حول التطور الديني في عصر العولمة، وعلى مفهومي الدين والعلمانية، والأسباب التي تكمن وراء ظهور مواقف متشددة حيال فهم كل من المصطلحين بالاضافة الى تطور النقاش حول مستقبل الأديان الكونية في مجتمع مدني معولم.
- أما الحوار الثاني فقد أجراه إدريس هاني مع المفكر المغربي محمد سبيلا، ودار حول مشاكل النشاط الفلسفي في العالم العربي والإسلامي، والأسباب التي تحول دون انطلاق نهضة فكرية تحقق الاستقلال الفلسفي. كما تطرق الى مسارات العلمنة التي اهتدى اليها العقل الغربي لينهي التصادم بين السياسة والدين.
في "الملف" نقرأ ما يلي:
- مقالة للفيلسوف الألماني (yurgen Habermas) يورغن هابرماس تحت عنوان: "المجتمع ما بعد العلماني". وهي محاضرة ألقاها في جامعة تيلبرغ – هولندا، ويتحدث فيها عن ظاهرة معاصرة في المجتمعات الغربية أطلق عليها مجتمعات "ما بعد العلمانية". ينطلق هابرماس في حديثه من السؤال التالي: لماذا لا يمكننا بعد ان نسمي المجتمعات التي تحولت الى العلمانية "ما بعد علمانية"؟.. ومصدر هذا السؤال البحث عن الأسباب التي أدت الى بروز ثلاث ظواهر في العالم الحديث تدل على عودة الدين وهي: توسع العمل التبشيري- التحول الى الراديكالية، والاستغلال السياسي للعنف الديني.
- تحت عنوان: "الأميركيتان والعلمانية" رصدت الباحثة في علم الحضارات المعاصرة Micheline Milot، الأسباب التاريخية والحضارية التي أدت الى نشوء سياق خاص من العلمنة في مجتمعات الأميركيتين الشمالية والجنوبية. وهو سياق يختلف في تطبيقاته الإجتماعية والسياسية التجربة العلمانية في أوروبا على مدى خمسة قرون متواصلة.
- Jean-Paul Willaime الباحث في الاجتماع السياسي ومدير الأبحاث في المدرسة العلمية للدراسات العليا في باريس يعرض الى الجدل حول العلمانية في عصر ما بعد العلمانية، ويشير الى نقطة مهمة في هذا المجال وهي ان العلمانية تشكل معتقداً تنتظم فيها أركانه بالطريقة نفسها التي تنتظم فيها الأديان.
- البروفسور د. عاطف عطية أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية كتب مقالة تحت عنوان: "الغرب والآخر – منطق التداخل بين العلمنة والهيمنة. وفيه يسعى الى مقاربة الغرب في سيرورته التاريخية بدءاً من الصراع بين المسيحية والحداثة، وصولاً الى الآليات التي دخلت فيها العلمانية كأطروحة للهيمنة على الآخر.
- "العلمانية المتساهلة" Contemporaty Secularity and Secularism دراسة سوسيولوجية يقارب فيها الباحث في معهد Trinity College باري كوزمين Barry A. Kosmin حالة العلمانية من خلال معاينة النموذج الأميركي، ويطرح عددا من الأسئلة منها: كيف حالة الشعب الاميركي أو غيره من الشعوب التي يمكننا ان نقول عنها انها علمانية بحق؟ وكيف يمكن لتوجه علماني أن يتجلى على المستوى الشخصي، وكذلك في طريقة انتمائهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم الاجتماعية.
- "العلمانية والدمج" Laïcité et integration مقالة الكاتب الياباني Kazua Masuda . وفيها مناقشة نقدية للكيفية التي عالجت فيها العلمانية الفرنسية قضية الحجاب الإسلامي. حيث أدت هذه المواجهة برأي ماسودا الى فقدان العلمانية لروحها الحقيقي.
- "ثقب العلمانية الأسود" Le Trou noir de la Laïcité مقال نقدي نتهي الى القول أن ثقباً أسود بات يتشكل تحت جناح العلمانية.
- جميل قاسم أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية يكتب مقالة تحت عنوان: "الروحانية في عصر العلمانية". تناول فيها التحولات التي شهدتها مرحلة ما بعد الحداثة في الغرب، وتمثلت بنمو ظاهرة الإيمان الديني والاتجاهات الروحانية. كما تطرق الى نقد العلمانية حين فصلت الإنسان عن بعده المتعالي والميتافيزيقي.
في باب "حلقات الجدل" نقرأ المقالات التالية:
- "العلمانية المستبدة" للكاتب والباحث السعودي محمد محفوظ، وفيها يتناول آليات التوظيف السياسي والايديولوجي التي اعتمدتها السلطات العلمانية في الغرب في سياقها مصالحها الاستعمارية.
- الباحث جان بول ويلاّم يتناول في مقالته التي وضعها تحت عنوان: "الجدل حول العلمانية" في عصر ما بعد العلمانية وفيها يحاول أن يعرض الى آراءوتيارات متعددة في أوروبا حول العلمانية في عصر ما بعد الحداثة وأثر العولمة في تغيير اتجاهات الرأي.
- الشيخ مازن المطوري أستاذ الدراسات الدينية في حوزة النجف الأشرف كتب تحت عنوان: "منازل الفلسفة الغربية في فكر العلامة الطباطبائي – نقد المنهج والاصول"، في هذه المقالة ركز الباحث على تظهير المباني المعرفية في نقد الغرب عند العلامة الطباطبائي من خلال كتابه المعروف "أصول الفلسفة والمنهج الواقعي".
- البروفسور كلود أندريه الباحث في العلوم الإسلامية ولاهوت الأديان كتب مقالاً بعنوان: "ثورة الفطرة ضد ديكتاتورية العلمانية La revolte de la Fitra contre la dictature de la laïcité في هذا المقال يعالج الكاتب واحدة من أعقد الإشكاليات الفكرية التي واجهت هذه القضية. عنينا بها حالة التضاد بين الفطرة الإلهية الكامنة في الانسان والعلمانية ذات الطابع الدنيوي المحصَّن.
- "روحانية العصر الجديد بديلاً من العلمنة" أو عقم الديانة الفردية" مقالة لعالم الاجتماع البريطاني Steve Bruce ينقد في خلالها النموذج الفكري العلماني السائد اليوم في الغرب، وفي المجتمع الانكلوساكسوني بوجه خاص. يفترض بروس أن روحانية العصر الجديد قد تكون بديلاً عن العلمنة، وكذلك عن الديانة الفردية التي ظهر بطلانها على مدى قرون من تاريخ العلمانية.
- اول ويفر Ole Woever المفكر والباحث الدنماركي كتب تحت عنوان: "النزاع الديني في العالم – العلمانية ليست حلاً" World Confliet over Religion: Socularism as a Flawed Solution. في هذا البحث يعرض ويفر الى ظاهرة النزاعات الدينية في العالم، ويقرر ان العلمانية كما قدمها النموذج الأوروبي لا تستطيع ان تقدم حلاً لتلك الظاهرة.
- الباحث المغربي إدريس هاني يقارب قضية الحداثة والعلمانية من خلال قراءة أطروحة الزمان والحضور؟
في فكر الفيلسوف الالماني مارتن هايدغر، حيث يلقي الضوء على نظريته في الزمان الوجودي ويرى أن هايدغر يتعامل مع العالم والكينونة بوصفهما حضوراً ميتافيزيقياً.
-في باب "الشاهد" خصّصنا هذا العدد لتغطية سيرة وأعمال الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور وقد ضم الباب مقالتين:
الأولى: بعنوان: تشارلز تايلور فيلسوف الثقافة كتبته استاذة الفلسفة في جامعة بوردو سيلين سباكتر ويتحدث عن حياة تايلور وسيرته العلمية.
الثانية: محاورة بين الفيلسوف هابرماس وتايلور دارت حول ضرورة إعادة التفكير في العلمانية وأدار الحلقة كريغ كالهون.
-في باب "منتدى الاستغراب" سنقرأ محاضرتين الاولى لعالم الاجتماع النمساوي بيتر برغر Peter Berger بعنوان: The Desecularization of the world"" وقد تضمنت هذه المحاضرة مواقف نقدية حيال تطبيقات العلمانية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً لجهة الإقصاء الذي مارسته الدولة العلمانية للدين.
أما المحاضرة الثاني فهي للمفكر الإيراني واستاذ الفلسفة في جامعة طهران رضا داوري الأردكاني، وهي بعنوان: "المركز والضواحي – بصدد المطلق الحضاري في التاريخ العلماني الغربي". في هذه المحاضرة توصيف لأحوال العالم المعاصر المشطور الى نصفين: مركز هو الغرب وأطراف وضواحي هي بقية العالم.
-في باب "نصوص مستعادة" اخترنا لهذا العدد نصين لشخصيتين كبيرتين شغلتا العالم الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر، وهما الفيلسوف جمال الدين الأفغاني والإمام الشيخ محمد عبده.
المقالتان المختارتان تتناسبان مع مجريات النقاش الراهن حول العلمانية.
الأولى: أباطيل الدهريين للأفغاني والثانية: "الإسلام ومدنية أوروبا" للإمام محمد عبده.
- في باب"عالم المفاهيم": سعينا الى الإحاطة الإجمالية بمفهوم العلمانية من حيث المصدر اللغوي والولادة التاريخية والتحولات التي طرأت عليه في الميدان التطبيقي وأثرها على تفسيره وفهمه من جانب الباحثين وعلماء الاجتماع.
وقد تضمن هذا الباب ثلاثة مقالات هي:
- "العلمانية ماهيتها وتعريفاتها ومقاصدها" للباحث كريم عبد الرحمن.
- ما هي العلمانية للكاتب الفرنسي دانيال مارتان .
- حكاية العلمانية، الجذور التاريخية والتحديات وقد كتبها لوران غريزون.
- في باب "فضاء الكتب" سوف نقرأ كتابين يتعلقان بالعلمانية كمفهوم فلسفي واجتماعي، الاول تحت عنوان: "العلمانية مذهباً" وقد شارك فيه عدد من الباحثين والمفكرين الإيرانيين وأشرف عليه الدكتور محمد تقي سبحاني، وقرأه عدنان درويش.
والكتاب الثاني: قراءة في العمل المشترك بين الفيلسوفين تايلور وماكلور بعنوان "العلمانية وحرية الضمير" وقد أجرت قراءة له الزميلة رشا زين الدين.