الميديا
إمبريالية الصوت والصورة والصدى
يتضمن العدد الجديد من فصلية "الاستغراب" ربيع 2018 مجموعة من الأبحاث والدراسات والمقالات تدور حول الميديا وتقاربها من النواحي المفهومية والسوسيولوجية والثقافية. كما تتناول آثارها وتداعياتها على منظومات القيم العلمية والأخلاقية وأنماط التفكير.
شارك في هذا العدد مفكرون وباحثون وعلماء اجتماع من أوروبا وأميركا والعالمين العربي والإسلامي.
وفي ما يلي ملخصات عن مضامين الأبحاث والدراسات الواردة.
في باب "المبتدأ" يكتب مدير التحرير المركزي محمود حيدر تحت عنوان "فتنة المشاهدة" وفيه مقاربة للأثر المعرفي والسيوسيولوجي لمفاعيل ثورة الميديا على بنية الإنسان المعاصر.
في باب "محاورات" نقرأ حواراً حول مؤثرات التلفزة الفضائية على الرأي العام في الغرب مع جيانكارلو بيزيتي أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الاتصالات والإنترنت في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.
في هذا الحوار يكشف بينيت أيضاً عن المأزق الأخلاقي الذي يتعمّق باستمرار بسبب التضليل الإعلامي والتسابق بين الشركات الكبرى على الأخبار المدهشة.
في باب "الملف" يقترح الفيلسوف الفرنسي مارسيل غوشيه Marcel Gouchet تناول الميديا واجتياحاتها لعالمنا المعاصر بمنهجيه جديدة. فقد كتب محاضرة تحت عنوان: "التفكر بمجتمع وسائل الإعلام" Penser la Société médias وحدد حدّد الأسئلة الأساسية التي تسمح بترقية إمكانية فهم فكرة «مجتمع وسائل الإعلام»، وعكف على تعميق استبيانين أو ثلاثة أساسية، للإحاطة بتأثير وسائل الإعلام على السياسة. يجيب غوشيه في محاضرته على مجموعة من الأسئلة أبرزها:
هل صحيح أنّ «السلطة الرابعة» تقدّمت على السلطات الأخرى؟ ما هي بالتحديد طبيعة هذه السلطة؟ كيف تكيّف الطاقم السياسي، مع هذه البيئة الجديدة، أليست الحقيقة، أن وسائل الإعلام، تمارس تأثيراتها السياسية، الأكثر عمقاً، من خلال برامج التسلية؟ ألم يحن الوقت، لتقييم مدى تأثير الكلام العام، الذي ينقله الطيف الإعلامي؟
ـ الباحث المصري بهاء درويش يتناول "أخلاقيات الميديا" مجيباً على الأسئلة الإشكالية التي تحكم الفضاءات المفتوحة لثورة الميديا. من أبرز هذه الأسئلة طرحها هي تلك التي تدور حول ما إذا كان هناك أخلاقيات في الإعلام، وهل يجب أن يحكم الإعلام ضوابط أخلاقية معينة حاكمة أوموجهة، أم تشكل هذه الضوابط قيوداً على تحقيقه لأهدافه وإنجازه لعمله على الوجه الأكمل؟
ـ تحت عنوان: التوسُّط موضع خلاف ( La mediation: la communication en procés ) يكتب عالم الاجتماع الفرنسي Jean Davallon ليعالج إشكالية إشكالية مفهوم الميديا في الثقافة المعاصرة.
تكمن أهمية هذه المقالة في السياق الذي اختاره الباحث لتظهير الإشكالية المفهومية والاصطلاحية لكلمة "التوسط"، فهو يبيّن أن هذه الكلمة كانت ذات معانٍ ودلالات مختلفة عما هي عليه اليوم عندما ارتبطت بالعالم الافتراضي.
في هذه المقالة معالجة تحليلية لمفردة التوسّط داخل الحقل الميديائي، حيث عمد الباحث إلى فتح خطوط تأويلية متعددة الاتجاهات لمقاربة الإشكالية.
ـ الباحث الإيراني محمد رضا زائري يتناول ظاهرة الميديا الدينية عارضاً إلى تجربة القنوات الدينية الإسلامية – بدءاً من اواخر ثمانينيات القرن العشرين المنصرم. يشير الباحث في هذا الإطار إلى الجانب الأهم في دراسة هذا النموذج هو كثرة القنوات الفضائية الإسلامية، وتنوع أساليب عملها، بما يعكس تعدد الاتجاهات والتيارات الدينية والمذهبية التي تعبر عنها.
في هذا البحث رؤية نظرية وتطبيقية للإعلام الديني من منظور إسلامي، حيث يتطرق الى مفهوم الإعلام في ضوء النص القرآني وما ورد بشأنه في التراث العربي الإسلامي. أما في الجانب التطبيقي فقد ناقش الباحث ظاهرة القنوات الفضائية وطريقة أدائها والثغرات التي تواجهها.
ـ الباحث البريطاني من أصل إيراني سيد م. رضا Sayed M. reza نقرأ له مقالة بعنوان: تمثّلات الإسلام والمسلمين في التغطية الصحفية Representations of Islam and Muslims in Press coverage. تغطي هذه المقالة جانباً إشكالياً في نشاط الميديا المعاصرة، عنينا به الصورة التي تصنعها وسائل الإعلام ووسائل الدعاية الأخرى كالسينما والمؤسسات التعليمية للإسلام والمسلمين.
يعتمد الكاتب مقالته صيغة البحث العلمي والنقد لتلك الصورة النمطية التي تعمل عليها السلطات الثقافية في الغرب حيال الإسلام وخصوصاً في المجتمعين الأميركي والبريطاني.
ـ تركز المقالة التي كتبها الباحث العراقي حيدر محمد الكعبي تحت عنوان: "مجتمعنا في مرمى هوليود" على معاينة دور السينما الأميركية في صناعة الوعي العالمي وبخاصة في الفضاء العربي والإسلامي. يستعيد الباحث هنا المكانة الاستثنائية لمؤسسة هوليود ودورها الفاعل في التأثير على البيئات والشرائح الاجتماعية المختلفة على امتداد تاريخ كامل. كما يشير الباحث إلى ازدياد هذا التأثير لهوليود مع بدء عصر ثورة الاتصالات على نطاق عالمي.
ـ الصحافي الباحث اللبناني خضر إ. حيدر يلقي أضواء كاشفة على حكاية اللوبيات اليهودية مع وسائل الإعلام، ويرى بأن سيطرة اليهود على الكثير من الأجهزة الإعلامية العالمية، وكذا المؤسسات الدولية- أمر لا يستطيع أحد إنكارَه؛ ولقد خطط اليهود على مدى أجيال طويلة لتحسين صورة اليهوديِّ، ولم يجدوا وسيلة لذلك إلاَّ السيطرةَ على وسائل الإعلام العالمية.
هذه الدراسة إحاطة إجمالية بفلسفة الإعلام لدى الزعماء اليهود وقادة الحركة الصهيونية الذين أسسوا امبراطوريات إعلامية ابتداء ًمن القرن السادس عشر ليسيطروا اليوم على كبريات الشركات الإعلامية ومواقع التواصل الحديثة.
تحت عنوان: وسائل الإعلام والخبراء Médias et experts: entre pédagogie et désinformation يواصل عالم الاجتماع الفرنسي باسكال بونيفاس Pascal Boniface متابعة وتحليل جملة من الإشكاليات التي أطلقتها ثورة الميديا في زمن العولمة. لعل أبرز هذه الإشكاليات هي ما ذهب إليه في مقاربة موقع العملية الإعلامية في ميدان علم التربية كما يتناول بونيفاس الآليات التي تجري من خلالها عمليات التضليل الإعلامي والآثار النفسية والاجتماعية التي تتركها على المشكلات الناشئة في العلاقات الدولية.
في باب "حلقات الجدل" وتحت عنوان: "الميديا كمتلاعب بالعقول" يتناول الباحث المصري البروفسور أحمد عبد الحليم عطية عالم الميديا من وجهة نظر التحليل السيولوجي. وفي هذا الإطار يرصد الأثر العميق الذي أطلقه العالم الافتراضي في حقل القيم الأخلاقية والأيديولوجية والاجتماعية والآثار السلبية التي نجمت عنه. كما يقارب عطية موضوعه استناداً إلى مناقشة أفكار عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو ورؤيته الانتقادية لأفعال الميديا في فرنسا والغرب فضلاً عن آثاراها على نطاق عالمي.
ـ الباحث اللبناني علي قصير كتب تحت عنوان: "الميديا تحت سطوة الإيديولوجيا" حيث يرصد ظاهرة الإعلام الديني، من خلال معاينة التحولات العميقة التي طرأت على نشاط وتوجه المؤسسات الإعلامية العالمية، والميديا الأميركية بنوع خاص، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001.
ـ في مقالته "الميديا الجديدة وفراسة ابن خلدون" ينظر الباحث اللبناني محمود بري إلى قضية الميديا بوصفها قضية سوسيو ثقافية تترتب عليها متشكلات بنية الوعي في المجتمعات العالمية ومن بينها مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
يسعى الباحث إلى درس الإعلام المعاصر وثورة الاتصالات انطلاقاً من رؤية تاريخية لفعالية الخبر في تشكيل وعي الجماعة الحضارية وثقافتها.
ـ "عصر ما بعد الصورة" دراسة للباحث المصري حمادة أحمد علي تتناول الأبعاد السوسيو ـ فلسفية للظاهرة الإعلامية الما بعد حداثية. وعليه جاء عنوانها ليدل على أصل الإشكال الذي يواجه الإنسان الغربي على وجه الخصوص والمجتمعات الإنسانية المعاصرة بوجه عام إمكانية الوصول إلى يقين ما في العصر التكتو الكتروني.
هذه المقاربة تحاول أن تتصدى للإشكالية المشار إليها استناداً إلى المشروع العلمي الذي قدمه الأكاديمي والباحث الألماني مارك هانسن حول ما يسميه بـ "رحمنة الأجسام".
ـ الباحث العراقي عامر عبد زيد الوائلي، تناول في دراسته قضية الميديا في مجال السيطرة، ورأى أنّ الزمن التكنو ـ الكتروني بلغ حدوده القصوى من التطور مع ظهور ثورة الاتصالات. غير أن هذا التطوّر العلمي لا يتوقّف عند حدود الاستخدام التقني، وإنما دخل في حركة النزاع بين الدول والمجتمعات. وقد لعب المركز الصناعي الغربي المنتج للميديا دوراً حاسماً في توظيف الإعلام المعاصر للهيمنة على الشعوب بمختلف المستويات.
عن "آثار وسائل الإعلام على المجتمع من منظور اجتماعي" Impacts of media on society: A sociological perspective نقرأ مقالة جماعية شارك في كتابتها ثلاثة من الباحثين الهنود من جامعة كشمير هم: حكيم خالد مهراج، أختر نياز بات، حكيم رميز مهراج Hakim Khalid Mehraj, Akhtar Neyaz Bhat, Hakeem Rameez Mehraj
يؤسس هؤلاء مقالتهم على بديهية أنطولوجية مؤداها أن الإنسانُ كائنٌ اجتماعي لا يستطيع أن يعيش منعزلاً عن الآخرين. بالتالي، فإنّ أفعاله لا تؤثِّرُ عليه فقط بل على المجتمع الأعم، وبدوره يؤثِّر المجتمع على الإنسان بطرقٍ كثيرة. وانطلاقاً من ذلك سوف يُقدّم هذا البحث تعريفاً موجَزاً لماهية وسائل الإعلام ويُبيّن الأشكال المختلفة لتأثيرات الإعلام على الفرد والعائلة والمجتمع.
في مقالته: "نقد الوسائطية الميديائية" يتناول الباحث اللبناني جميل قاسم مفهوم الوسائطية في الإعلام المعاصر من وجهة نظر الفلسفة النقدية. كما يعرض الباحث إلى تشكّلات المفهوم ضمن ما يسميه عصر الفضاء الرمزي وتأثير هذا العصر على قيم الإنسان قيم الإنسان الأخلاقية المعرفية ومخاطر تحويل الكائن الإنساني إلى كائن افتراضي كسائر الكائنات الافتراضية.
ـ الباحثة المصرية صابرين زغلول السيد كتبت تحت عنوان: "سطوة الميديا" أو العالم الافتراضي وأثره في المجتمع المدني، في هذه المقالة إضاءة على أثر ثورة الميديا على بيئات المجتمع المدني من النواحي الأخلاقية والثقافية واتجاهات السلوك العام. وقد قاربت الباحثة هذه القضية انطلاقاً من أبرز الفرضيات والنظريات التي قدمها عالم الاجتماع الفرنسي جان بوردريار في هذا الشأن.
في باب "منتدى الاستغراب" نقرأ وقائع الندوة الدولية حول الميديا بين ثقافة النجاح وخواء المعرفة un colloque de l’OMOS sur les medias qui interpelle l’historien ( 1ere partie et 2eme partie) وقد شارك فيها عدد من الخبراء الفرنسيين.
تشكّل هذه الندوة يلي واحدة من أبرز المحطات التي يشهدها السجال حول أثر وسائل الإعلام الحديثة على الحياة الاجتماعية والسياسية في أوروبا. فقد انعقدت في إطار مؤتمر علمي جرى تنظيمه في العاصمة الفرنسية باريس في 23 تشرين الثاني نوفمبر 2002. ونظّمه مرصد حركات المجتمع (Observatoire des Mouvements de la Société / OMOS) تحت عنوان: التمثيلات الذهنية ووسائل الإعلام.
في باب "نحن والغرب"
كتب الباحث العراقي مازن المطوري بحثاً بعنوان: " صورة الفلسفة الإسلامية في العقل الغربي" مطالعة نقدية في أطروحات برتراند راسل.
في هذا البحث مسعى لاستقراء صورة الثقافة الإسلامية في التأويل الفلسفي الغربي كما يظهر عند الفيلسوف البريطاني برتراندرسل (1872 ـ 1970).
نشير إلى أن مسند هذه القراءة الفصل العاشر من كتاب تاريخ الفلسفة الغربية وجاءت تحت عنوان "الثقافة والفلسفة عند المسلمين" كما نقله إلى العربية الدكتور زكي نجيب محمود (1905 - 1993).
في باب "عالم المفاهيم"
نقرأ مقالة حول علم المعلومات Information Science: Science about Information، Misinformation and Disinformation شارك في كتابتها الكاتبان الكرواتيان عن جامعة زغرب ميروسلاف تودغمان، نيفس ميكلك، Miroslav Tudjman and Nives Mikelic
خلاصة المقالة تدور حول السؤال التالي: كيف نميز بين المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة؟ وترى أن المشاركين في عمليات التواصل التفاعلية (خصوصاً في وسائل الإعلام التفاعلية (WWW) إلى تغيير مقاصدهم، وأهدافهم، وقراراتهم وأفعالهم – وكذلك مقاصد وأهداف وقرارات وأفعال المشاركين الآخرين في عملية التواصل. لذلك تتأثر سلامة المعلومات: حيث تظهر التغيرات على شكل أخطاء تقنية دلالية واجتماعية وتؤدي لإيجاد المعلومات information، والمعلومات الخاطئة misinformation، والمعلومات المضللة disinformation، التي تصبح مسائل مقبولة ومفيدة في علم المعلومات.
ـ حول "مواقع التواصل الاجتماعي (Social Media) نقرأ عرضاً لمعاني المفاتيح الاصطلاحية التي تنظم هذا العالم.
يتناول البحث التعريف بتقنيات مواقع التواصل الاجتماعي والمفاتيح المفهومية والرموز المعتمدة في أداء الشبكة العنكبوتية والرموز المعتمدة في أداء الشبكة العنكبوتية، وكما يعرض إلى الوسائل والطرق التي يتبعها المستخدم في توصيل رسائله وتعليقاته.
نشير إلى أن هذا البحث الذي ننشره هو فصل من دراسة للباحث خضر إبراهيم حيدر تحت عنوان "الميديا" وقد صدرت عن المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية في إطار سلسلة مصطلحات معاصرة.
في باب "فضاء الكتب"
نقرأ عرضاً تحليليلاً لكتاب المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه تحت عنوان: حياة "الصورة وموتها".