ملخصات أبحاث ومقالات العدد 25

التعددية الدينية.. لوابسها وشبهاتها

يحوي العدد الجديد رقم 25 من فصلية "الإستغراب"، سلسلة من الأبحاث والدراسات تدور على الجملة حول التعددية الدينية ونظرياتها والمجادلات التي تجري حولها سواء في الأوساط الفكرية في الغرب وفي العالم الإسلامي. وقد تضمن الملف مجموعة من الأبحاث تناولت هذه القضية من وجهة نظر نقدية. وجاءت حسب الترتيب التالي:

في المبتدأ، وهي إفتتاحية العدد، كتب مدير التحرير محمود حيدر مقالة نقدية بعنوان: "التعددية الدينية كوريث لوثنية الحداثة". فيها يتناول القضية بإشكالاتها والشبهات التي دارت حولها إنطلاقاً من نقد المبدأ المؤسس لفكر الحداثة.

- في الملف: نقرأ مجموعة أبحاث على الوجه التالي:

- تحت عنوان "التعددية الإبستمولوجية" قارب الباحث والمفكر الإسلامي عبد الحسين خسروبناه، نظرية التعددية الإبتسمولوجية طالما كانت حاضرة بقوة في مساجلات الفلسفة الحديثة، ولا سيما نظريات المعرفة التي دارت حولها. كما سعى الباحث إلى بيان أبرز الاختلالات التي تنطوي عليها في بنية الفلسفة الحديثة.

الباحثة المصرية علا خطيب محمد كتبت تحت عنوان "التعددية الدينية بوصفها إيديولوجيا زائفة" وفيها تبيّن مدى هشاشة المضمون الإيديولوجي لمفهوم التعددية الدينية وتدعو إلى التفكيك النقدي لمضمونه، وتظهير عظمة الإسلام في نشر قيم التسامح الديني بعيداً عن تلك النظرية الملتبسة التي ما زال ينخدع ببريق ظاهرها كثير من الباحثين في البلاد الإسلامية والعربية.

في دراسته "نظرية التنوع الديني" يتناول الكاتب هذه المسألة، مشيراً إلى أن الردود الفلسفية على التنوع الديني تتراوح بين الرفض التام للحقيقة الإلهية ودعاوى التعددية الدينية. ولبيان ما يقصده استند الباحث إلى معالجات ويليام آلستون للمعضلات التي تثيرها أطروحات التنوع الديني حول الطابع المنطقي للمعتقدات الإلهية.

- تحت عنوان "نقد رؤية جون هيغ للدين والتعددية الدينية" يقدم لنا الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور محسن الموسوي مقاربة تحليلية نقدية لرؤية الفيلسوف البريطاني جون هيغ للدين ونظريته في التعددية الدينية. وقد اعتمد في عمله النقدي على كتاب هيغ المعروف "تفسير الدين"، باعتباره الكتاب الرئيسي الذي أسس عليه نظريته في هذا الميدان.

الباحث والأكاديمي حسن معلمي  يكتب تحت عنوان "التعددية الدينية برؤية عقلانية قرآنية" وفيه يسعى إلى تظهير أطروحة التعددية استناداً إلى الرؤية القرآنية. وبحسب ما يذهب إليه أن لا إستحالة من وجهة نظر العقل، في أن يكون دين واحد هو الحق، وفي ألاَّ تُقبل الأديان الأخرى. وكذلك  الأمر بالنسبة إلى مفهوم التعايش السلمي، فهذا لا يتعارض مع حقَّانية كل دين بعينه.

في دراسته حول "معاثر التعددية الدينية" يتناول الباحث الإنتقادات التي تناولت التعددية الدينية كما يُطرح في الفكر الغربي وفي بعض الأوساط في مجتمعاتنا الفكرية الإسلامية. وفي سياق مقاربته التحليلية والنقدية لمفهوم التعددية يسعى إلى التمييز بين السبيل الإلهي المنطلق من واحدية الوحي والسبل المتعددة المترتبة على إفهام البشر.

في حوار فكري جرى معه مؤخراً يرى البروفسور محمد لغنهاوزن أن التعددية الدينية هي أطروحة مسيحية غربية لا ينبغي تعميمها. وقد جرى خلال هذا الحوار مقاربة لأهم الإشكاليات المعرفية التي تثيرها فكرة التعددية الدينية، خاصة فيما يتعلق بتحولِّها إلى حقيقة كلية يبنى عليها كل نقاش بين الأديان الكبرى.

في باب "العالم الإسلامي والغرب" وتحت عنوان "الحداثة المضلِّلة" يتناول الباحث المصري البروفسور بهاء درويش المنظومة الفكرية النقدية عند المفكر المصري عبد العزيز حمودة التي أخرجها عبر ثلاثيته المشهورة "المرايا المقعّرة" و"المرايا المحدّبة" و"الخروج من التيه". وهي الثلاثية التي قاربت بالنقد والتحليل التاريخي المشكلات المعرفية التأسيسية للحداثة الغربية والمعاصرة.

تحت عنوان "ما بعد الكولونيالية" نقرأ مقاربة تحليليلة نقدية للباحث والمفكر الجزائري أزراج عمر لمفهوم ما بعد الكولونيالية وما يدور حولها من مساجلات. حسب الباحث أن الدراسات والأبحاث التي حصلت في الغرب أطلقت منفسحات لا حصر لها من المساجلات خلال العقود القليلة المنصرمة، إلا أنها أدت في كثير من الأحيان إلى تراكم المزيد من الأوهام والتعقيدات التي لا تزال تداعياتها تتفاعل في الأوساط الأكاديمية ومراكز الدراسات في الغرب والعالم الإسلامي.

في دراسة تحت عنوان "صورة فرنسا الكولونيالية" ركّز الباحث من الجزائر الدكتورعبد القادر بو عرفة على الرَّحالة حمدان بن خوجه الجزائري ونشاطه في البلاد الغريبة. وقد استند إلى مدوّناته التي درست الأنماط المتعددة لسلوكات المستعمر الفرنسي خلال القرن التاسع عشر.

في باب "بحوث تأصيلية" نقرأ دراسة وضعها الفيلسوف والعارف الإسلامي آية الله عبد الله الجوادي الآملي، وفيها رؤية معمَّقة لأطروحة التعددية الدينية والمباني المعرفية التي قامت عليها في الفكر الغربي.

تحت عنوان "بين التعددية الدينية وتعدد سبل النجاة" ناقش الباحث اللبناني غسان الأسعد أطروحة التعددية الدينية من وجهة نظر الفكر الإسلامي. وقد بيَّن فيها الإشكاليات النظرية لهذه الأطروحة من خلال تأسيس رؤيته التأصيلية إنطلاقاً من علم أصول الفقه وعلم الكلام.