العدد 30

العدد 30

فهرس المحتويات

المبتدأ

■ التمركز بوصفه ثقافة كولونياليّة جائرة

محمود حيدر

الملف

■ دراسات ما بعد الكولونياليّة الفرنسيّة؛ نقد المرجعيات البيبليوغرافيّة للثقافة الاستعماريّة

مكي سعد الله

■ الفلسفة الإفريقيّة كنقيض للفكر الكولونياليّ؛ استقلال الذات الثقافية القارية

غيضان السيد علي

■ الإمبرياليّة الرقميّة؛ دور الخوارزميات والبرمجة في الحرب الناعمة

مريم رضا خليل

■ الميديا كأداة إرهاب ثقافيّ في المركزيّة الغربيّة؛ الإعلام الأميركي نموذجاً

علي قصير

■ نهاية التمركز الغربيّ وتعدّد المركزيّات كبداية لنظام عالميّ جديد

علي مطر

■ التمركز الأنكلوساكسوني؛ عقيدة الاستحواذ كحاصل لثقافة الحروب المفتوحة

محمود حيدر

العالم الإسلامي والغرب

■ الحضارة الغربيّة والحضارة الإسلاميّة

حبيب الله بابائي

■ "نسبيّة المعرفة" من وجهة نظر العلّامة الطباطبائيّ تقويض المبنى والمنهج والمآل

باقر سلمان

بحوث تأصيلية

■ العلّامة الفيلسوف الشيخ محمد تقي المصباح اليزدي مجدِّد المعارف الدينيّة الأصيلة

هاشم الميلاني

عالم الكتب

■ "النصّ القرآنيّ".. في التفسير الاستشراقيّ للباحثة فاطمة سروي دراسة نقديّة لأعمال المستشرقين خلال النصف الثاني من القرن العشرين

ـ قراءة وتحرير ومراجعة مدير التحرير

■ "نحن والتغريب" دراسات في نقد الاستتباع للنسقِ الحضاريّ الغربيّ

نعيم تلحوق

ترجمة ملخصّات المحتوى بالإنكليزيّة

 

المبتدأ

التمركز بوصفه ثقافة كولونياليّة جائرة

في مطارح شتّى، يبدو الحديث عن المركزيّة الغربيّة في أفقها الثقافيّ كما لو أنّه قضيّة زائدة، أو هي أدنى إلى كلامٍ عن فائض قيمة. كثيرون ذهبوا إلى اختزال قدرة الغرب على التمركز بالاقتصاد السياسيّ، وآخرون بالقدرة على التحكّم والسيطرة بواسطة الحروب، إلّا أن هؤلاء وأولئك لم يتنبَّهوا إلى أن جلَّ ما انبنت عليه تموضعات الغرب في قلب الحضارة الحديثة، إنّما مردُّه إلى فاعل ثقافيّ معرفيّ يبدأ من الرؤية الأنطولوجيّة إلى العالم، ثمّ يسري في مجمل الحياة الإنسانيّة ومعارفها؛ ربما لهذا الاعتبار سيذهب جمعٌ من نقّاد الحداثة إلى أنّ حضارة الغرب - على كلّ ما تختزنه مركزيّتها المعاصرة من مكوّنات قدرة وعناصر قوّة- تبقى في جانبها التقنيّ حضارة متسلّطة وجائرة، وفي جانبها الإبستمولوجيّ حضارة قوليّة مأزومة؛ وما هذا إلّا لركونها إلى مسلَّمتين حكمتاها على مدى قرنين مّتصلين؛ المسلَّمة الأولى: علمٌ محضٌ منزوعُ الأخلاق، والمسلَّمة الثانية: عقلٌ محضٌ منزوعُ الإيمانِ بالغيب، وليس من غريب الأمر، أن يكون حاصل هاتين المسلَّمتين، دخول البيئة الحضاريّة الغربيّة حالة انعدام اليقين. فما يمكن استخلاصه من سلسلة المراجعات النقديّة الهائلة التي جرت على ألْسِنَةِ الغربيّين أنفسهم، أن التمركز القهري لحضارة الحداثة كان من شأنه أن يدفع الإنسان فردًا وجماعات إلى التشاؤم واللَّاجدوى، وهذا عائدٌ في حقيقته إلى رسوخ ثقافة "الأنا" و"الفردانيّة" على نحو أدّى إلى اختفاء غاياتها الإنسانيّة، حتّى تحوّلت بفعل مسارها التقويضيّ إلى مجرّد بحث عن السلوى واللذّة العارضة، وكذلك البحث عن التسلّط ومراكمة الأرباح وافتعال الحروب والتلاعب بالجينات الآدميّة.

لقد زعمت ثقافة التمركز في "الغربَ الحداثيَّ"، تحقيق خلاص المجتمعات (universalité des communautés) عبر نقلِ أنوارِ حداثتها إلى الشعوب الغارقة في الظُّلمة والجهل، والتعجيل بإدماجها في الحداثة والتاريخ. ولقد اتّضح أنّ هذه الذهنيّة الذرائعيّة ذات الطابع الإيذائيّ والعنصريّ، إنّما تشكّل إعرابًا صريحًا عن ماهيّة الروح الثقافيّة الغربيّة التي جرى على أساسها تبرير المشروع الاستعماريّ في آسيا وأميركا اللَّاتينية وإفريقيا على وجه الخصوص. فالمشروع الذي جاء من أجل "حضرنة الهمَج" (civiliser les barbares) -كما يدَّعي فيلسوف التمركز الجرمانيّ جورج هيغل- كان له، بشكلٍ جليٍّ انشغالاتٌ واستهدافاتُ لا تفارق ثقافة الاستعلاء والتسيُّد. كانت الدول المكوِّنة للغرب مندفعةً في أغلبها، نحو توسيع حيِّزها الجغرافيّ ضمن سياقٍ إمبرياليّ، ذي بعدٍ ثقافيّ اقتصاديّ استيطانيّ. ومن البيِّن أن تلك الذهنيّة التوسُّعيّة ستسفر عن ولادة الأمبراطوريّات الأوروبيّة الكبرى خلال القرون الثلاثة الحديثة السادس عشر والسابع عشر؛ وصولًا إلى القرن التاسع عشر، حيث عرفت أغلب تلك البلدان الأوروبيّة الثورة الصناعيّة وما ترتّب عليها من حاجة إلى الأراضي لاستيعاب القوى العاملة، ناهيك عن الحاجة إلى سوقٍ كبيرةٍ لتصريف منتوجاتها الصناعيّة.

* * *

دخلت مركزية الحداثة التاريخ كقوة تقدميةٍ مزعومة لتحرير البشرية من الجهل واللَّاعقلانيّة، ولكن يمكن للمرء أنْ يتساءل بسهولةٍ حول صدقية هذا المدَّعى، وعمّا إذا كان هذا الوعد قد تمّ الوفاء به، والجواب بطبيعة الأمر يكمن في السجلّ الطويل لمركزيّات الحداثة خلال القرن العشرين: من الحربين العالميّتيْن، وصعود النازيّة، معسكرات الاعتقال والإبادة الجماعيّة، إلى الحروب المدّمرة والدموية (هيروشيما، وفييتنام، وكمبوديا، والشرق الأوسط) ناهيك عن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

تلك المزاعم شكّلت الباعث الثقافيّ والإيديولوجيّ المفضي إلى وقوع أعمالٍ إباديّةٍ مجنونةٍ خلال الحربين العالميّتين الأولى والثانية، وتلك مزاعم شارك فيها أكثر إيديولوجيّي وعلماء اجتماع الغرب، من منظريّ التكتلات الرأسماليّة والنازيّة والاشتراكيّة المتصارعة على مائدة التمركز العالميّ. في زمن الحداثات الفائضة، أو ما سمّي بـ الليبراليّة الجديدة بلغ التطيُّر بثقافة التمركز حدّ الهذيان النفسيّ والحَمقَ الفكري، حتّى أنّ كثيرين من الفلاسفة وعلماء الاجتماع سيذهبون إلى الحكم على الإنسان الحديث بالموت، وعلى الحضارة الحديثة بالاندثار؛ ولأنّ هذا الصنف من التطيّر يمكث في أعماق العقل الثقافيّ الغربيّ، فقد ظن أهله أنّهم يعملون على صراط العقلانيّة، بينما هم في واقع الأمر يمكثون داخل كهف ثقافي تضلِّلُه عقلنة مزعومة راحت تختزل الإنسان وتحوِّله رقمًا مضافًا إلى سلسلة لا متناهية من الخوارزميّات والرموز. أمّا النتيجة، فسيادة ضربٍ من عقلانيّة تبريريّة تسوِّغ كلّ ما هو غير منطقيّ وغير أخلاقيّ وغير معقول، لتقيمه مقام البداهة المنطقيّة والتخلُّق والمعقوليّة. هنا كان مبتدأ الطريق العاثر الذي سيقود الإنسان المعاصر؛ إذ بسبب غلواء مركزيّته وجورها، سينتهي إلى ضياع معناه والتعويض عن هذا الضياع باللجوء إلى اللَّامبالاة وإشباع الجسد إلى حدّ الإفراط والعدميّة. بهذه الكيفيّة أصبح الإنسان الحديث أسير معبودات تكنولوجيّة صمَّاء تستحكم بطعامه وشرابه وغذائه. الأمر الذي اختصره عالم الاجتماع الفرنسيّ إدغار موران بالقول: "نحن الأوروبيّين نشكل آلهة تشكِّلُنا بدورها. والتقنيات التي أنتجها الانسان، مثلُها في ذلك مَثَلُ الأفكار، ترتدّ ضدّه، وتنفلت من عقالها لتلتهم الإنسانيّة المنتجة لها"...

لقد بدأت ثقافة التمركز الغربيّ عبر الحداثة كتحوّلٍ انعطافيّ انطلق مع هيمنة العقل، فقد طمحت من خلال هذا التحوّل إلى تقويض شامل لما يُزعم بأنّه "اللاَّمعنى"، أي لكلّ ما يختزنه وعاء الغرب من قيم واعتقادات لا تقع تحت أحكام العقل الاستدلاليّ واختباراته العلميّة، حتى إذا جاءت التحوّلات اللَّاحقة بدت صورة الحداثة شديدة التداخل والمفارقة: من الناحية النظريّة كانت الغاية من مشاريع التحرّر أن يكون الإنسان هو غاية تاريخه لا مجرّد وسيلة له؛ والذي حصل من الناحية الإجرائيّة جاء على نقيض هذا المدَّعى، فقد انعطفت حركة التحديث بلا هوادة نحو زمن مشحون بعنف الهويّات الإيديولوجيّة الصارمة. الشاهد على هذا، أنّ القرن التاسع عشر الذي افتتحته الثورة الفرنسيّة عام (1789م-1799م) واختُتم بمأساة الحرب العالميّة الأولى، شكّل تأسيسًا لزمن العنف المشار إليه.

* * *

لمَّا انفسح التاريخ أمام القرن العشرين، بلغت قيم التنوير نهايتها المحتومة؛ إذ تميّز هذا القرن باستشراء الشموليّات الاستبداديّة التي ستبدِّد جلّ ما أتى به فلاسفة التنوير من عناوين، ثمّ توغلت في أرض الغرب لتحيلها إلى مسرح يشهد على فجائعيّتها المرعبة. فالعقل الذي افتتح مساره بإعلان تسيُّده على الكون، ما لبث أن وقع فريسة العنف الثقافيّ القهريّ لكي يسيطر على كلّ شيء. كان العقل الأوروبيّ الصناعي في تلك الحقبة مهووسًا بمصنوعه حدَّ التطيُّر؛ الأمر الذي حدا باللاَّهوتي الإنجيليّ ديتريش بونهوفر الذي قضى ضحيّة النازيّة عام 1945، إلى القول: "لقد صار سيّد الآلة عبدًا لها، وأمسَت الآلة عدوًّا للإنسان، وحرّيّة الجماهير انتهت إلى رعب المفصلة، والتحرير المطلق للإنسان سيختم مساره بالدمار الذاتيّ"..

على هذه السيرورة بدت مآلات الحداثة التقنية كمحصول لعقلٍ ثقافيّ استبدّ به الغلوّ، فانزاح عن غايته وانحدر صوب التشييئ المروِّع للإنسانيّة المعاصرة، فقد ظهرت التقنيّة كفجوة تتوسّع يومًا إثر يوم في بنية العقل الغربيّ، لعلّ أشدها وقعًا توضيع العقل في مواجهة الإيمان، والتقنية في مواجهة البعد الروحيّ للإنسان. وفي النتيجة وقوع العقل الحديث في أحاديّة جائرة ستجرِّده من إمكانات هائلة هي ضروريّة لتجدّده الحضاريّ، أمّا السبب فيعود إلى شغف العقل الحداثيّ غير العقلانيّ بعقلانيّة العلم ومنجزاته. فالغلوّ بالعقلانيّ حين يصل إلى حدّه الأقصى يحدثُ مسارًا ارتداديًّا على العقل نفسه، بحيث تظهر علاماته باضطراب السلوك وعدم القدرة على ضبط حركة التقدّم في الميادين الحضاريّة كافّة.

مع أنّ فلاسفة العلم ذهبوا إلى الحدود القصوى من اليقين بأنّ العقل العلميّ هو أفضل ما يوصف به الإنسان الحديث، كان ثمّة من المفكّرين وعلماء الاجتماع من تشكّك بمثل هذا المدّعى ليبيِّن أن استمرار الحضارة الحديثة كان ممكنًا لما كان الإنسان مسيطرًا على الطبيعة، لكن لمَّا بدأت الطبيعة تسيطر على الإنسان راحت تظهر علامات زوالها. عليه، ربما لم تظهر حضارةٌ في التاريخ أكثر التباسًا وتعقيدًا من حضارة الغرب الحديث، فهي لمَّا اتخذت العلم دربةً لسعادتها، لم تلبث إلّا برهة حتى كشفت عن شقاء إنسانها من بعد أن أحالته عبدًا لوثنيّة رأس المال. وما قولُنا هذا إلّا قصد الوقوف على المعنى المستتر لحداثات حَجَبتها غوايات الثورة التقنيّة، فأدخلتها كهف اللاَّمعنى. والذين ذهبوا إلى اعتبار الصفة الرئيسيّة للأزمنة الحديثة "نقض الروحانيّة"، إنّما رموا إلى استبيان المعضلة الكبرى التي أمسكت بالعقل الحديث حتّى صارت له داءً مستحكمًا. ولقد جاز القول إنّ التشاؤم المنغرس في الحياة الحديثة هو الحاصل الكارثيّ لنزعات مدفوعة من البناء الثقافيّ والثيولوجيّ لمركزيّة الغرب. تلك النزعات التي تعاملت مع الإنسان ككائن بيولوجيّ منزوعٍ من بعده المعنويّ والروحانيّ. النتيجة المترتِّبة على مثل هذا المسار هي أنّ الإنسانيّة المعاصرة سَتُحرَمُ من تفاؤلها بالرجاء المأمول، ثمّ لتلج ظلمات العدميّة والّلاجدوى، فعندما تكون حالة الإنسان المعاصر محدّدةً حصرًا بإشباع الرّغبات النّفسيّة والبيولوجيّة، فالحصيلة المنطقيّة لهذه الحصرية المُنْخَنِقة، هي تناهي الحياة عند أسوار الأهواء العارضة. ولقد كان بيِّنًا أنّ التقدّم العلميّ والتكنولوجيّ الكبيرين اللذين أحرزتهما مسارات التمركز الغربيّ كان متوازيًا مع انهيارات مريعة النظام المعنويّ والأخلاقيّ. وما أظهرته أزمنة الحداثة المتأخّرة يأتي ليعرب عن مأزق عميق عصف بمصير الإنسانيّة المعاصرة ليظهر تحت عنوان كبير هو "معضلة فقدان المعنى"، و"الإنسان الذي يعتبر حياته بلا معنى - كما عبَّر أينشتاين - في نقد للعلمويّة - ليس مجرّد إنسان غير سعيد، ولكنّه يكاد لا يصلح للحياة"؛ ذلك أنّ هذا الكائن المفارق هو في تطلع دائم إلى تحقيق معنى يجعل حياته تستحقّ أن تعاش.

* * *

كان المشروع الاستعماريّ الكلاسيكيّ الطامح إلى التمركز في قلب العالم، قابلًا للتحقّق إلى الحدّ الذي جعل “الحداثويّين” يقدّسون العقل الأداتيّ ويعتبرونه قادرًا على إدراك الحقيقة، والوصول إلى معرفةٍ تجريبيّةٍ وموضوعيّةٍ وتامّة. أمّا المؤسسون الجدد للمركزيّة الغربيّة فقد رفضوا هذه المدَّونة، ليقولوا بعدم إمكان وصول الذات إلى حقائق الأشياء، ولا يمكنها بالتالي تكوين معرفةٍ موضوعيّةٍ ومحايدةٍ. وعلى هذه الرؤية النسبيّة واللَّايقينيّة للمعرفة الإنسانيّة نشأت ثقافة متجدّدة للتمركز الغربيّ قوامه الاستباحة المفتوحة لكلّ قيم السيادة الوطنيّة وما جاءت السردياّت الكبرى حيال حقوق الإنسان والتكافؤ في العلاقات بين الدول والشعوب. ومن هذا النحو يمكن اعتبار ما بعد الحداثة اسمًا مستعارًا (prête-nom)، لمركزيّة الغرب النيوليبراليّة. وهذه الحقيقة ستمكّن الإيديولوجيّة الأنكلوساكسونيّة وبذريعة تشجيع مبادئ الحرّيّة، والتعدُّد، والتسامح، والانفتاح، المتنزعة بشكل ذاتيّ من النظريّات التفكيكيّة، من فرض رؤيتها النيوليبراليّة، وتعميمها على إنسانيّة لا تزال تعيش حالة الحداد على موت السرديّات الإيديولوجيّة الكبرى. وفق هذا المنظور، بدت الليبراليّة الجديدة في تأسيسها المتجدِّد لتمركز الغرب أدنى إلى "خديعة" فكريّة كاذبة (imposture)، لتتحول إلى إيديولوجيا كولونياليّة شديدة التعصب والكراهية حيال كلّ ما يقع خارج نطاقها الجيو-حضاريّ؛ الأمر الذي ظهر بكامل قوامه في ثقافة المحافظين الجدد بدءًا من تسعينات القرن العشرين المنصرم ولمَّا ينته بعد...

الثقافة النيو ـ كولونياليّة التي نشهد وقائعها اليوم هي الحاضن والحامل الجاري لتلك الثقافة العدميّة (culture nihiliste) التي تحتفل بموت القيم ولا تقرّ بجدواها؛ وبذلك يصير معها كلّ شيءٍ مبرّرًا وجائزًا، بما في ذلك الرغبات الموغِلة في تقويض الإنسان وكرامته، والسعي الجنونيّ وراء الربح وإيقاد الفتن وافتعال الحروب، وهي السمات التي تشكّل الخلاصة الدراماتيكيّة للمشهد الثقافيّ الجديد للمركزيّة الغربيّة المعاصرة.

* * *

في هذا العدد من "الاستغراب" خصَّصنا ملفًا جديدًا حول المركزيّة الغربيّة تناولت أبحاثه ودراساته المرتكزات والبواعث الثقافيّة والإيديولوجيّة المؤسِّسة لإستراتيجيّة التمركز بغاية السيطرة على بقيّة العالم.